«حزب الله» يدعو العشائر لاحتضان الجيش ويرد على «افتراءات» وزير الخارجية اللبناني

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: على الرغم من الاحتواء الملموس للتوتر الأمني على الحدود اللبنانية السورية بعد انتشار وحدات الجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي في شمالي الهرمل المتداخلة مع الاراضي السورية، فقد سُجل بعد ظهر أمس الخميس إطلاق نار وسقوط عدد من القذائف على حوش السيد علي مصدرها ريف القصير السورية، وذلك أثناء تشييع أحد شهداء البلدة.
وإذا كانت الأجواء مازالت محفوفة بالحذر، فإن الجيش اللبناني نفّذ تدابير أمنية لضبط الوضع على الحدود ما أتاح لعدد من الأهالي العودة إلى بلدتهم حيث اكتشفوا أن عمليات سرقة طالت بعض ممتلكاتهم. في وقت سلّمت قوات الإدارة السورية الجديدة جثة شاب لبناني من آل الحاج حسن، عبر معبر جوسيه الحدودي، وعملت فرقة من الصليب الأحمر اللبناني على نقلها إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وصدر عن قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الآتي: «ضمن إطار مكافحة أعمال التسلل والتهريب عبر الحدود الشمالية والشرقية، أغلقت وحدة من الجيش ثلاثة معابر غير شرعية في منطقة القاع، ومنطقتَي المشرفة والدورة ـ الهرمل».
وتأتي الواقعة غداة اتفاق سوريا ولبنان، على انسحاب جيشي البلدين من بلدة «حوش السيد علي» الحدودية، فيما أكدت دمشق على أن أي خرق من «حزب الله» للاتفاق سيواجه برد «حازم ومباشر».
وأفاد الجيش اللبناني في بيان الأربعاء بأنه «بعد التنسيق بين السلطات اللبنانية والسورية بغية الحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود في ظل الأحداث التي شهدتها منطقة الحدود اللبنانية السورية بدأ الجيش في الانتشار في المناطق الحدودية».
وأضاف أن «الوحدات العسكرية المنتشرة بدأت تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي، بما في ذلك تسيير دوريات، لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية». ومساء الأحد، اتهمت وزارة الدفاع السورية «حزب الله» باختطاف وقتل 3 من عناصرها، وقالت إنها «ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد الخطير من مليشيا حزب الله».
وتسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وفلول النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية. وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ 6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كلم.

الحاج حسن يشيد بالجيش

تزامناً وبعد الاتهامات بالعمالة والخيانة التي وجهها أبناء بلدة حوش السيد علي إلى الجيش اللبناني ورئيس الجمهورية العماد جوزف عون، فقد حرص رئيس تكتل «نواب بعلبك الهرمل» نائب «حزب الله» حسين الحاج حسن على التنويه بالجيش اللبناني الذي كما قال «قام بدوره وحشد قواته ودخل إلى حوش السيد علي اللبنانية» محيياً في كلمة ألقاها في حفل تشييع أقامه «حزب الله» في الهرمل، قيادة الجيش والضباط والجنود والقائد المعين حديثًا ‏رودولف هيكل ورئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري «الذي كان على ‏السمع الدائم والتواصل المستمر».‏
ودعا الحاج حسن «العشائر والعائلات وأبناء المنطقة إلى احتضان الجيش اللبناني والوقوف معه، لأننا ما زلنا ‏نؤمن بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة».
وطالب بـ«الوعي والانتباه في هذه المرحلة، لأن هناك من يُخطط ‏ويعمل في الليل والنهار لزرع الفتن بين اللبنانيين أنفسهم، وبين لبنان وسوريا» مشيراً «إلى أياد أمريكية ‏ومخابرات أجنبية وسواها، ومشاكل فردية قد تحصل وتتطور، وحدود لها طبيعتها وتفاصيلها».
ورأى الرئيس السابق ميشال سليمان «ان حملات التشكيك والتخوين وكذلك التقصير كما الاتهام بالعمالة والطعن بالظهر طوال العقود السابقة، ارتدّت اليوم على مطلقيها، وحصل ما حصل» سائلاً «تُرى هل استُنفِد الوقت وهل أنتم تسعون للعودة إلى النغمة ذاتها؟!».
وختم: «خياراتكم لم تكن مفيدة وأنتم تعرفون ذلك. اتركوا للدولة، التي تمثل الشعب، وللمؤسسات وللجيش ان يأخذوا خياراتهم» مضيفاً «ألا يحق للدولة وأدواتها القانونية والشرعية بفترة سماح لمدة 6 أشهر؟! وقد استهلكتم من وقتها سنوات فوصلنا إلى ما وصلنا اليه؟».

رجي: غياب ترسيم الحدود

وأعلن وزير الخارجية يوسف رجي «أن التواصل بين لبنان وسوريا قائم لمعالجة التطورات على الحدود» وترك «للمسؤولين العسكريين الحديث عن تفاصيل الاتصالات والإجراءات التي اتخذت» موضحاً «أن الجيش اللبناني يتصدى لأي محاولات خرق للسيادة اللبنانية، لكن المشكلة الأساسية هي غياب ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا في السنوات الماضية التي كانت سوريا ترفض خلالها الاعتراف باستقلالية لبنان» لكنه أضاف «النظام الجديد اعترف علناً وخلال المحادثات الجانبية مع وزير خارجية سوريا، باستقلال لبنان وباحترام سيادته وعدم التدخل بشؤونه الداخلية، ونحن متفائلون في هذا الخصوص ونتطلع إلى خطوات عملية على الأرض تثبت ذلك» مؤكداً «أن ملف ترسيم الحدود البرية الشمالية والشرقية والبحرية، هو أحد الملفات الشائكة التي سيعمل لبنان على معالجتها مع الحكومة السورية الجديدة، وهو المقدمة لمعالجة كل المشاكل الحدودية بين البلدين». فيما يتعلق بالصراع بين لبنان وإسرائيل، أكد وزير الخارجية «أن لبنان يقوم بكل ما يلزم من جهود دبلوماسية مع المجتمع الدولي لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة عليه بشكل نهائي، وتحقيق الانسحاب الفوري غير المشروط من كل شبر من الأراضي اللبنانية المحتلة».

رجي أكد على حصرية السلاح وسأل «مَن ادّعى مساندة غزة وأنه سيحرر القدس؟»

وأضاف في مقابلة مع «فرانس24»: «صحيح أنه تقع على الدولة اللبنانية مسؤولية الحفاظ على المواطنين وعلى أرضها، لكن علينا أن نتذكر دائماً مَن كان السبب وراء الدمار الهائل والخسائر البشرية ومن تسبب بدخول الجيش الإسرائيلي إلى القرى والبلدات الجنوبية، واستمراره في النقاط الخمس.
فالدولة اللبنانية تقوم بكل واجباتها وتعمل ليل نهار للوصول إلى انسحاب كامل وفوري للقوات الإسرائيلية على أمل أن نصل إلى نتيجة بمساعدة المجتمع الدولي».
وعن تحميل «المقاومة» مسؤولية ما حصل قال «لست أنا من يحملها المسؤولية، بل الوقائع هي التي تؤكد ذلك» مشدداً على «أن الدولة اللبنانية سترفع شكوى ضد الحكومة الإسرائيلية لمحاسبتها على الجرائم التي ارتكبتها بحق لبنان إذ لا يمكن مسامحتها بما تسببت به من دمار هائل وأضرار بشرية، لكننا نسأل في المقابل مَن تسبب بكل هذه الخسائر، ومَن ادّعى مساندة غزة ومَن أعلن مراراً وتكراراً أنه سيحرر القدس؟».
وإذ دعا إسرائيل «إلى الانسحاب الفوري من النقاط الخمس التي احتلتها وإلى وقف عملياتها العدائية» اعتبر «أن الشرط الأساسي لوقف إطلاق النار كان الالتزام بتنفيذ القرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته، وأحد هذه المندرجات هي القرارات الدولية ذات الصلة التي هي 1559 و1680 والتي تتحدث عن حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهذا لم يطبق بعد».
وعن مطالبته مع عدد من الوزراء داخل الحكومة بتحديد جدول زمني لنزع كل سلاح غير شرعي، رفض رجي إعطاء أي تفاصيل عن المداولات التي تحصل داخل مجلس الوزراء، وأكد «أن رئيس الحكومة نواف سلام هو المخول الوحيد التحدث عن مداولات مجلس الوزراء ومن يتحدث باسم لبنان هو رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة».
وختم وزير الخارجية «بأن التطبيع مع إسرائيل غير وارد لدى الحكومة اللبنانية كما فكرة المفاوضات المباشرة» موضحاً «أن الطرح الأمريكي ينص على تشكيل لجان ثلاث متخصصة أولى للبحث بالنقاط الحدودية العالقة وثانية لتأمين الانسحاب الإسرائيلي من كافة المواقع التي احتلها، وثالثة للبحث بملف المعتقلين اللبنانيين في إسرائيل» كاشفاً «أن هذا الطرح يمكن أن يتم على مستوى تقني وعسكري كما حصل في ملف ترسيم الحدود البحرية» ولافتاً إلى «ان المباحثات السياسية المباشرة غير واردة إطلاقاً» نافياً «أي ضغط أمريكي أو دولي في هذا الاتجاه».

بيربوك تطالب بانسحاب إسرائيل

خلال زيارتها للبنان، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أمس بشكل حثيث إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وأكدت بعد لقائها الرئيس اللبناني جوزف عون في بيروت أن ذلك يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية، وقالت: «علينا بذل كل الجهود لضمان استمرار هذه الهدنة».
ويرافق بيربوك في هذه الزيارة، أرمين لاشيت المختص بشؤون السياسة الخارجية في حزب المستشار المحتمل فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي، والذي يشارك في المحادثات بصفته عضوا في لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان.
وبينما تستعد بيربوك للتخلي عن مقعدها في البرلمان الألماني حيث سوف يتم ترشيحها لتولي رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، سينضم لاشيت قريباً إلى حزب في الحكومة.
وحذرت في بيروت من أن احتلال القوات الإسرائيلية لأراض لبنانية بشكل دائم قد يستخدم من قبل حزب الله كذريعة لتنفيذ «هجمات إرهابية».
وأكدت أن الحل الوحيد هو احترام المصالح الأمنية لإسرائيل وكذلك وحدة الأراضي اللبنانية، مما سيمكن النازحين من العودة إلى ديارهم على جانبي الحدود.
وتم الاتفاق على الهدنة بين إسرائيل وحزب الله في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني بعد عام من الحرب بين الجانبين، ويشمل الاتفاق انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية.
ورغم أن معظم الانسحاب قد تم، فإنه لا تزال هناك خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، وهو ما تعتبره القيادة اللبنانية انتهاكا للاتفاق واحتجت عليه مرارا.
وتأتي زيارة بيربوك إلى المنطقة بعد وقت قصير من استئناف إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة. وقبل مغادرتها، حذرت الوزيرة الألمانية من تصعيد إقليمي وشيك، قائلة: «خطر التصعيد الإقليمي جدي».
وأضافت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر أن الهجمات الإسرائيلية تقوض آمال الكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين في إمكانية إنهاء المعاناة على كل الأطراف أخيرا، كما أنها تهدد الجهود الدبلوماسية الإيجابية التي تبذلها الدول العربية. وقالت بيربوك: «جميع الأطراف مدعوة الآن إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس، واحترام القانون الدولي الإنساني، والعودة إلى المحادثات من أجل التوصل إلى حل دائم للنزاع». وكانت القوات الجوية الإسرائيلية شنت ليلة الاثنين/الثلاثاء قبل الماضية غارات جوية واسعة على قطاع غزة وذلك لأول مرة منذ بدء الهدنة قبل شهرين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة المئات الآخرين. وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم بدء عمليات برية داخل القطاع.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عمي صالح من باتنة:

    ٠لقد نسي اللبنانيين او تناسوا ان من حرر الشريط الحدودي اللبناني و كان السبب في تفكيك المليشات العميلة لإسرائيل هي المقاومة .ما قيل ان المقاومة هي السبب في احتلال خمس نقاط عليه أن يذكر ان هذه النقاط قد كانت محتلة في عهد سابق و عليه أن يذكرنا بمافعلت الدولة حينها من أجلها. نقول للذي له ذاكرة السمك ان الذين طردوا الاسرائيلي من الجنوب اللبناني و حرر كل لبنان ماعدا بعض المزارع و الضياع الصغيرة و التي كانت و لازالت فيها خلاف مع سوريا هم المقاولون الذين يتهمون اليوم في التسبب في احتلال بعض ضيعت الجنوب.

اشترك في قائمتنا البريدية