عواصم – «القدس العربي»ووكالات: استمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي في شن الغارات ووصلت أمس لأول مرة إلى وسط بيروت واستهدفت بغارتين حيي رأس النبع والبسطة وأمعنت في ارتكاب المجازر في البقاع والجنوب وآخرها مجزرة في بلدة الكرك في البقاع الأوسط أدت الى سقوط أكثر من 20 بين شهيد وجريح وأخرى في منطقة النبطية وثالثة في قرية دردغيا أدت إلى استشهاد 5 موظفين ميدانيين، يبدو أن حزب الله استعاد المبادرة ونظم صفوفه الهجومية وبدأ يوقع خسائر موجعة بين جنود الاحتلال الإسرائيلي التي تحاول منذ أكثر من أسبوع اختراق الحدود اللبنانية في هجوم بري أعلنت عنه.
وأفاد الإعلام الرسمي اللبناني ليل أمس بأنّ غارة إسرائيلية استهدفت محيط منطقة رأس النبع في بيروت، في ثالث ضربة تستهدف أحياء في قلب العاصمة اللبنانية منذ بدء الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله في 23 أيلول/سبتمبر.
إسرائيل تستمر في ارتكاب المجازر… وإصابة 60 جندياً لها «خلال 48 ساعة»
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إنّ «غارة معادية استهدفت محيط منطقة رأس النبع» وهي منطقة سكنية مكتظة. وسمعت صحافية في وكالة فرانس برس ثلاثة انفجارات تصاعدت على إثرها أعمدة الدخّان في سماء العاصمة، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان. وذكرت أنباء أن الغارة استهدفت أحد المسؤولين في حزب الله ولكن لم يتأكد الخبر.
وأعلن «حزب الله»، منذ فجر الخميس، عن 8 تصديات منه لقوات إسرائيلية غازية لجنوب لبنان، إضافة إلى شن 9 هجمات على شمال فلسطين المحتلة، أبرزها منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا.
وأشارت معطيات للجيش الإسرائيلي إلى إصابة 60 جندياً غالبيتهم في جنوب لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية، في ظل استمرار الجيش في شن عدوان شامل على لبنان.
ووفق موقع الجيش الإسرائيلي الذي اطلعت عليه الأناضول، الخميس، فقد وصل عدد الجنود المصابين منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 4700 ارتفاعاً من 4640 يوم الثلاثاء الماضي. وبذلك يكون 60 جندياً قد أصيبوا خلال يومين.
وأبرز عمليات الحزب أمس، كانت عملية نوعية في الناقورة أقصى الجنوب، حيث أعلن «حزب الله»، أمس الخميس، استهدافه 3 مرات جنوداً إسرائيليين بصواريخ لدى محاولتهم سحب مصابين من دبابة في منطقة رأس الناقورة، كان الحزب استهدفها أمس.
ومع استمرار العملية البرية في جنوب لبنان، وتصدي حزب الله لمحاولات التسلل الإسرائيلية أكدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 20 جندياً إسرائيلياً خلال 24 ساعة على الحدود مع لبنان.
تفاصيل العملية النوعية
وفي بيان عبر منصة تلغرام، قال الحزب، إن مقاتليه استهدفوا «3 مرات جنوداً إسرائيليين بصواريخ لدى محاولتهم سحب مصابين من دبابة في منطقة رأس الناقورة كان الحزب استهدفها اليوم (الخميس)». وأضاف البيان، أن مقاتلي الحزب حققوا خلال استهداف الجنود الإسرائيليين «إصابات مباشرة» وشوهدت آليات العدو تحترق طوال النهار في موقع رأس الناقورة.
وصباح الخميس، أعلن «حزب الله» استهداف دبابة إسرائيلية أثناء محاولتها التسلل إلى الداخل اللبناني بصواريخ موجهة «ما أدى لاحتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح» ضمن هجوم إسرائيلي بدبابات وآليات عسكرية صدها مقاتلو الحزب وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح لتنسحب دون تحقيق أهدافها.
المقاومة تطلق عشرات الصواريخ وصل بعضها إلى زوفولون شمال حيفا
وأفاد الحزب، في بيان مقتصب عبر منصة تلغرام، بأن مقاتليه استهدفوا دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها من منطقة رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة، دون توضيح وجهة تلك الدبابة نحو أراضي لبنان. وأوضح أن الاستهداف «أدىّ إلى احتراق الدبابة وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح»، دون تحديد عددهم.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفاً وكثافة، كما بدأت توغلاً برياً في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
استمرار آلة القتل والتدمير
يخيّم واقع قاتم على جبهة لبنان في غياب أي أفق للمدى الحقيقي للحرب مع ترقب لجلسة مجلس الأمن الدولي حول الوضع في لبنان بطلب من فرنسا وفي ظل رفض تل أبيب أي وقف حالي لإطلاق النار حيث تستمر آلة القتل والتدمير في استهداف القرى والأبنية والمسعفين وآخرها استهداف مركز الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية في قرية دردغيا ما أدى إلى استشهاد 5 موظفين عملانيين في داخل مركزهم وتدمير جزء من الكنيسة التي استحدث فيها المركز وتواصل البحث عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتزامنت هذه الغارة مع غارات أخرى نفّذها الطيران الحربي الإسرائيلي، وزعم جيش الاحتلال أنها استهدفت مخازن ووسائل قتالية في بيروت والجنوب». وأضاف، أنه «تمكن من قتل أحمد مصطفى علي، المسؤول عن إطلاق الصواريخ من حزب الله باتجاه الشمال، ومحمد علي، قائد التشكيل المضاد للدبابات بحزب الله في ميس الجبل».
وطالت الغارات المعادية في الجنوب بلدات البازورية، دبين، ميفدون ومحرونة ما تسبب بسقوط أكثر من 5 شهداء داخل منزل، كما استهدفت غارة بلدات الضهيرة والخيام وعيتا الشعب ومنزلاً في بلدة المعشوق شرق صور. وأدت غارة بعد منتصف الليل على بلدة المطرية في الزهراني، إلى وقوع 6 إصابات معظمها طفيفة ومتوسطة، وإصابة واحدة خطيرة، وتم نقلها إلى مستشفى «الفقيه» عبر مركز كشافة الرسالة الإسلامية التطوعي – الخرايب.
إنذارات بالإخلاء
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عصر أمس، غارة استهدفت بلدة رياق في البقاع شرق لبنان. كما شن سلسلة غارات استهدفت عدداً من المناطق في جنوب لبنان بحسب « الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.
وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي واصل توجيه الإنذارات العاجلة إلى سكان جنوب لبنان، قائلاً «يستمر جيش الدفاع في مهاجمة مواقع حزب الله في القرى الجنوبية وبالقرب منها. وبناء على ذلك يحظر عليكم العودة إلى البيوت التي قمتم بإخلائها في القرى والبلدات حتى اشعار آخر وذلك حفاظًا على سلامتكم وسلامة أحبائكم».
وفي العاصمة، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت. وسُمع إطلاق رصاص متقطع من مشارف الضاحية مع استمرار تحليق طائرة الاستطلاع الاسرائيلية في أجواء بيروت. وانهار مبنيان متلاصقان في داخلهما المكتبة العلمية في حارة حريك إثر حريق كبير. وشن الطيران فجراً 3 غارات على منطقة حارة حريك بعد ساعة من الإنذار الذي وجهه أدرعي إلى السكان بضرورة إخلاء المباني.
في البقاع، بدأ العدوان بغارة على بلدة حوش السيّد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد 6 عسكريين بجروح طفيفة. وطالت الغارات الهرمل وسحمر ثم رياق والكرك في قضاء زحلة ما أدى إلى استشهاد 4 أشخاص وإصابة 17 آخرين. وجاءت هذه الاستهدافات بعد غارة ليلية على مبنى في بوداي، نجم عنها أربعة ضحايا من آل شمص وعلوه، وجريح نقل إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في حالة خطرة، فيما تسببت الغارة على سحمر بسقوط شهيدين.
رد «حزب الله»
في المقابل، أعلن «حزب الله» في سلسلة بيانات «ان مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا مستعمرة «كريات شمونة» بصلية صاروخية كبيرة. كما قصفوا تجمعاً لجنود الجيش الإسرائيلي في «معيان باروخ» برشقة صاروخية، وتجمعاً آخر للجنود في «بيت هلل» في الجولان، وتجمعاً للجنود في «كفرجلعادي». كما تحدث «الحزب» في بيان «عن استهداف دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة بالصواريخ الموجهة مما أدى إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح». ولفت إلى التصدي لقوة اسرائيلية أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة وقوة أخرى أثناء محاولتها مجدداً سحب الإصابات».
كذلك، قصف «حزب الله» مستعمرة «كرمئيل» وتحركاً لجنود العدو الإسرائيلي في تلة المجدل في ميس الجبل وتجمعًا للجنود في «خلة الشنديبة» غربي بوابة المنارة وجنوب «يرؤون». وأفاد «الحزب» عن مهاجمة قوة إسرائيلية أثناء تقدمها تجاه منطقة الكنيسة بين ميس الجبل ومحيبيب.
وطال قصف كثيف، منطقة «كريات شمونة» ومحيطها، وطالبت البلدية السكان بالدخول إلى الملاجئ والمناطق المحمية. كما طال القصف منطقة «زوفولون» شمال مدينة حيفا. وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية عن إصابة مباشرة لمبنى في «مرغليوت». ودوت صفارات الإنذار في «تال حاي» و»مسكاف عام» والمطلة.
وانفجرت صواريخ اعتراضية إسرائيلية في أجواء إصبع الجليل، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق 40 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل الأعلى وتم اعتراض بعضها.
وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل الرقيب أول (احتياط) روني غانيتسيت، مقاتل في الكتيبة 5030 التابعة للواء 228 (ألون)، خلال معركة جنوب لبنان يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر الذي يبلغ من العمر 36 عاماً. وتحدث عن إصابة جندي آخر بجروح خطيرة.
وفي ظل هذا التصعيد، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن 38 جنديًا إسرائيليًا أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية في المواجهات على الحدود الشمالية مع لبنان. وبهذا، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 11 جنديًا فقط وسط تعتيم إعلامي مغلق على خسائره البشرية وتمت إصابة 168 آخرين منذ بدء «التوغل البري المحدود» بحسب تسمية جيش الاحتلال للعمليات الجارية على الحدود.
مشاهد «هدهد 4»
ونشر «حزب الله»، مشاهد قال إنها لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في مدينة حيفا شمالي إسرائيل، التقطتها مسيرة تابعة له. وبث الإعلام الحربي التابع للحزب عبر منصة تلغرام، مشاهد قال إنها «من استطلاع جوي لقواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في منطقة حيفا – الكرمل، عادت بها طائرات القوة الجوية» في الحزب.
ويظهر الفيديو الذي حمل عنوان «الهدهد – الحلقة 3»، مشاهد التقطتها الطائرة المسيرة من فوق قواعد ومقرات عسكرية ومرافق حيوية في منطقة حيفا بإسرائيل.
ورغم أن الحزب استخدم عنوان «الهدهد – الحلقة 3»، إلا أن هذه المرة الرابعة التي يستخدم فيها الحزب طائرة الهدهد، إذ تعود المرة الأولى إلى 18 يونيو/ حزيران الماضي، حينما قال إنه أرسل طائرة مسيرة عادت بصور «حسّاسة» من شمال إسرائيل، وتحديدا لميناء حيفا. وفي 7 يوليو/ تموز الماضي، بث الحزب فيديو لمشاهد قال إنها «لقواعد استخبارات إسرائيلية، ومقرات قيادية، ومعسكرات في الجولان السوري المحتل». وأشار إلى أن تلك المشاهد «عادت بها طائرات القوة الجوية في حزب الله» في حينه.
وقبل أن ينشر في 24 من الشهر نفسه مشاهدا قال إنها لقاعدة «رامات دافيد» الجوية الإسرائيلية (شمال)، التقطتها طائرة «الهدهد» المسيرة وعادت بها. وبحسب ما كتب الحزب في المشاهد، التي بثها الأربعاء فوق منطقة حيفا – الكرمل، فإن المنطقة تتموضع فيها عدة منشآت عسكرية وسط بيئة مدنية محيطة، وتتضمن منشآت صناعية وسياحية وعلمية. ورصدت كاميرا «الهدهد» أيضاً وفق ما ذكر الحزب في الفيديو، المنطقة الصناعية «كريات نحوم»، ومصفاة نفط حيفا، والمنطقة الصناعية «كريات آتا»، ومصانع نيشر لمواد البناء، وقاعدة ميشار. كما رصدت «قاعدة مشمار هكرمل، وهي قاعدة دفاع جوية مسؤولة عن حماية منطقة حيفا ومحيطها»، وفق أرفقه الحزب مع الفيديو. ورصدت «رادارات ومنصات قبة حديدية، وغرفة قادة وتموضع جنود، وبرج أشكول، ومجمع غراند كانيون التجاري».