بيروت- “القدس العربي”: شهد  الإثنين تطوراً ميدانياً في لبنان، هو الأول من نوعه منذ حرب تموز/يوليو 2006، إذ أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة بعلبك، ما ينذر بتدحرج ميداني خطير، خصوصاً أن حزب الله سرعان ما رد بإطلاق نحو 60 صاروخاً باتجاه مقر قيادة فرقة الجولان في نفح.

🔴 استهدف #حزب_الله قاعدة نفح في #الجولان ردّاً على الاستهداف الاسرائيلي لمقرين تابعين له في سهل #بعلبك صباحاً، والقاعدة المستهدفة هي تجمّع لعدة مقرات عسكرية وقيادات فرق إقليمية في #الجيش_الاسرائيلي
1/3 pic.twitter.com/yVPZW1t3rb

— جنوبية | Janoubia (@janoubia_news) February 26, 2024

وأفيد بأن الغارات على منطقة بعلبك استهدفت قرية عدوس وحوش تل صفية حيث تم تدمير مستودع ومنزل، فيما ذكرت معلومات أخرى أن الغارات استهدفت مركزاً لحزب الله. وكشف الإعلام الإسرائيلي “أن القصف على بعلبك يأتي رداً على إسقاط حزب الله مسيّرة إسرائيلية بصاروخ أرض جو، فيما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال “إن الجيش شن غارات في عمق لبنان استهدفت أهدافاً لحزب الله”. ونقلت وكالة “رويترز” عن الجيش الإسرائيلي إنه “قصف أنظمة دفاع جوي لحزب الله في البقاع اللبناني”. وأوردت الأنباء من بعلبك سقوط شهيدين قالت “رويترز” إنهما عنصران في حزب الله. ونعى الحزب في وقت لاحق الشهيدين حسن علي يونس وأحمد محمد سنديان.

مصادر لبنانية: طائرات الاحتلال تشن غارات على بعلبك، لأول مرة منذ حرب 2006. pic.twitter.com/GJjSGUqORX

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 26, 2024

تغطية صحفية| الإعلام اللبناني: "طائرات الاحـ،،تلال يشن غارات على بعلبك" pic.twitter.com/0RTkSRfECm

— القسطل الإخباري (@AlQastalps) February 26, 2024

حزب الله يسقط طائرة استطلاع اسرائيلية بصاروخ ارض جو جنوب لبنان pic.twitter.com/E2kOOPimYb

— Hisham Abu Shaqrah | هشام أبو شقرة (@HShaqrah) February 26, 2024

اغتيال في صور

تزامناً، استهدفت مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر سيارة في منطقة المجادل في قضاء صور. وقال رئيس بلدية المجادل “إن العدو اغتال إحدى الشخصيات البارزة في سيارة على طريق البلدة الرئيسي”. وأعلن الدفاع المدني في الجنوب سقوط شهيدين في استهداف السيارة من دون تحديد هويتهما، إلا أن أحدهما كما ذكرت قنوات تلفزيونية هو مسؤول القطاع الشرقي في حزب الله حسن سلامة. كما أغار الطيران على عيتا الشعب وأطراف راميا ومروحين.

أثار الغارة الهمجية في المجادل pic.twitter.com/JtqUX9Uset

— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) February 26, 2024

وكانت الجبهة الجنوبية شهدت صباحاً عملية عسكرية لحزب الله ضد موقع البغدادي ومحيطه، وأفادت وحدة الدفاع الجوي في الحزب بأنها أسقطت مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمز 450 ‏بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح، ووصفت القناة 14 العبرية هذه الخطوة بأنها “حدث خطير”.

وعلى الفور، سُجلت غارات إسرائيلية على إقليم التفاح استهدفت المنطقة الواقعة بين الجرمق والجبل الرفيع. وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى “أن هدف الغارات على إقليم التفاح كان أيضاً تدمير ما تبقى من مسيرة أسقطها حزب الله”.

القناة ١٢ العبرية : هدف الغارات على إقليم التفاح كان أيضا تدمير ما تبقى من مسيرة أسقطها الحز. ب https://t.co/sXAMOfyCRz

— مصدر مسؤول (@fouadkhreiss) February 26, 2024

واستهدف قصف مدفعي اسرائيلي كفركلا وأصاب منزلاً خالياً. وطال القصف أطراف بلدة الجبين.

في المقابل، تحدث إعلام إسرائيلي عن سقوط صاروخين مضادين للدروع في مستعمرة شتولا في الجليل الأعلى. وأعلن حزب الله استهداف تجمع لجنود العدو في محيط موقع حدب يارين بالأسلحة الصاروخية وإصابته اصابة مباشرة، كما استهدف مستعمرة شتولا رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الصامدة والمنازل المدنية وخصوصاً على بلدة بليدا، وقصف الحزب ثكنتي برانيت وزرعيت وموقعي الرادار ورويسات العلم في مزارع شبعا. وأشار الحزب إلى إسقاط المسيّرة الإسرائيلية التي كما قال “شوهدت تسقط بالعين المجردة”، معاهداً “أن أعين مجاهدي المقاومة ستبقى ساهرة وستواصل تصديها لطائرات العدو ومنعها من تحقيق أهدافها العدوانية”.

وكانت إذاعة جيش الاحتلال أوردت أن الجيش الإسرائيلي نجح في اعتراض صاروخ أرض-جو أطلق من لبنان، وأنه تم تفعيل نظام الدفاع الجوي “مقلاع داوود” لمحاولة اعتراض صاروخ دفاع جوي أُطلق من لبنان.

وتأتي هذه الوقائع في ظل تسابق بين تصاعد العنف وإمكانية التوصل إلى هدنة في شهر رمضان في قطاع غزة.

تمادي العدو

في غضون ذلك، وخلال تشييع أحد شهداء حزب الله في حداثا الجنوبية، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن العدوان على بعلبك وأي منطقة أخرى، لن يبقى من دون رد، وهذا التزام”، وتوجّه إلى وزير الحرب الإسرائيلي بالقول “هذه المقاومة ولَّادة أبطال منذ أن بدأت في عام 1982″، مشيراً إلى “أن نار المقاومة حارقة، وستظل تتصدى لأي اعتداء على بلدنا”. ولفت إلى “أن التمادي من العدو الصهيوني ستجد له المقاومة الرد المناسب، وهي من خلال عقول مجاهديها ستبدع بسواعد مقاوميها الردود المناسبة على كل سلاح يستهدف بلدنا”، قائلاً “نحن ندافع عن بلدنا ونحميه، والمقاومة ستفاجئ هذا العدو، ولن يلقى منا إلا البأس والتصميم”. وختم “المقاومة هي الدرع الحصين لبلدنا وستبقى رايتها خفاقة، ونهاية هذه الحرب لن تكون إلا بالانتصار بإذن الله”.

بدوره، توجّه رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك إلى “العدو الذي تخطى الحدود ووصل بعدوانه إلى بعلبك” بالقول إنّ “الرد آتٍ ولن نسكت على التجاوزات”، وقال “عندما يوسع العدو ضرباته سنوسع الضربات وسنكون له بالمرصاد”، مضيفاً “حزب الله سيكمل جهاده ومقاومته حتى إزالة هذه الغدة السرطانية من أرض لبنان وأرض فلسطين”.

من ناحيته، سأل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النّائب ​محمد رعد​ “أين النظام العربي أمام ما يَحصل من مجازر واعتداء وتوحش في ​غزة​؟”. وقال “من حسن الحظ أن شعوب منطقتنا لا ترى حضورًا للنظام العربي، بل ترى حضوره جزءًا من الظلم العالمي الذي يلحق بالشعوب”، معتبراً “أن موقف البعض متواطئ، والبَعض الثاني حاقد لئيم، والبعض الآخر متخاذل إلى حد بيع الكرامات”. ورأى “أنهم يقِفون إلى جانب العدو لتشجيعه على أن يستبيح ساحتنا حين يَقدر، ونحن نعلم أنه أَعجز من أن يتطاول على ساحتنا، لأن المر سيتذوقه إذا ما أخطأ في حساباته تجاهنا في ​لبنان​”. وأشار إلى “أن وجع العدو هو الذي يجعله يتطاول في بعض الأحيان، لكن ضمن هامش لا يزال يحسب فيه الكثير من الانضباط بمعادلات الردع التي فرضتها عليه ​المقاومة​”. وختم “نحن في مواجهتنا للعدو الإسرائيلي على جبهتنا في لبنان، نَعتبر أنها مواجهة دقيقة وحساسة لحساباتها التي نريد منها ألا نحّق أهداف العدو، ويريدنا العدو أن ننزلق إلى طريقة يوسع بها دائرة القتال لمصلحته، مستفيدًا من الدعم الدولي الطاغوتي، ونحن نريد أن نستدرجه إلى أن نقاتله ضمن هامشنا وشروطنا وما يحقق مصلحتنا”.

الرد الرسمي

على المستوى الرسمي اللبناني، وبعد اجتماع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أعلن وزير الخارجية عبدالله بوحبيب “أن البحث تناول الرد على المقترح الفرنسي ونحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الرد لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل”. وأضاف “موقفنا معروف ونريد تطبيقاً كاملاً وشاملاً للقرار1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا، ونرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأنه يهمهم لبنان وسلامته”.

وعلى خط عين التينة، اطلع رئيس مجلس النواب نبيه بري على المستجدات الميدانية من قائد قوات “اليونيفيل” الجنرال آرولدو لاثارو وجرى تداول في ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية.