حزب الله يمطر مواقع عسكرية بالكاتيوشا.. وتل أبيب ترد بغارات على جباع والخيام والنبي شيت

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت-“القدس العربي”:

عاش جنوب لبنان ليلة ملتهبة بالتزامن مع الرد الايراني على اسرائيل وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لعشرات صواريخ الكاتيوشا من قبل حزب الله وهي تُطلَق في اتجاه مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع ‏في الجولان السوري المحتل لإشغال القبة الحديدية. كما استهدف حزب الله بصواريخ الكاتيوشا المواقع الإسرائيلية “نفح” و”يردن” و”كيلع” في الجولان، وأحصى الاعلام الاسرائيلي نحو 100 صاروخ أطلقت من لبنان في اتجاه شمال البلاد. وشوهدت صواريخ ايرانية فجر الأحد تعبر سماء البقاع والسلسلة الشرقية ومدينتي صيدا وصور في مقابل صواريخ اعتراضية سُمع دويها في الأجواء اللبنانية.

وعلى الرغم من انتهاء الرد الايراني بقيت الجبهة الجنوبية تشهد مواجهات، وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات عنيفة على الخيام وكفركلا والعديسة، وأفيد عن سقوط شهيد في الخيام هو المجاهد جهاد علي أبو مهدي “فداء” مواليد عام 1969 وقد نعاه الحزب شهيداً على طريق القدس. وتمددت الغارات إلى منطقة المنتزهات في جبل صافي ومنطقة دليتون عند أطراف بلدة جباع البعيدة عن الحدود في منطقة اقليم التفاح ما تسبب بدوي هائل في المنطقة وتحطم الزجاج في عشرات المنازل والمحال قبل أن تنتقل الغارات إلى بلدة النبي شيت في البقاع حيث أورد جيش الاحتلال أنه قصف موقعاً هاماً لحزب الله لصناعة الوسائل القتالية. إلى ذلك سُجل انفجار صاروخ قرب مكتب مخابرات مرجعيون في بلدة جديدة مرجعيون، وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن العناصر العسكرية نجوا بأعجوبة، حيث تسبب الصاروخ بأضرار مادية جسيمة في المكان والمنازل المجاورة. واستهدف قصف مدفعي معاد حولا ووادي السلوقي ومحيط دير ميماس ومجرى نهر الليطاني.

في المقابل، ذكر الاعلام العبري أن صافرات الإنذار دوّت في المنارة ومرغليوت في إصبع الجليل.

إغلاق المجال الجوي

وفي تداعيات الرد الايراني والتشويش الاسرائيلي الذي تم في الأجواء، تم إغلاق المجال الجوي لمطار بيروت ووقف الرحلات الجوية قبل أن تعود حركة الملاحة صباح الاحد بعد جولة لوزير الاشغال والنقل علي حمية الذي قال “حرصاً على سلامة الطيران تم أخذ إجراء احترازي وإقفال المجال الجوي من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى السابعة صباحاً”، وشكر “الموظفين في المديرية العامة للطيران المدني والمراقبين الجويين وجميع الأجهزة الأمنية التي كانت حاضرة”، مضيفاً “علّقنا غلق الأجواء وبالتالي أصبحت الأجواء مفتوحة لكل الطيران وبشكل تدريجي سيعود العمل إلى مساره الطبيعي”، موضحاً “أن الإرباك طبيعي في هذا الوضع والموظفون والأجهزة الأمنية هنا بكامل عديدهم لتسهيل أمور المسافرين”.

الصواريخ الايرانية عبَرت الأجواء اللبنانية والمرجعيات الشيعية تنوّه بالرد

بدورها، اعلنت شركة “طيران الشرق الأوسط” في بيان عن تأجيل واعادة برمجة رحلاتها يوم الاحد باستثناء بعض الرحلات.

العِقاب الايراني

وفي قراءة للرد الايراني، كتب السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني على منصة “أكس”: “إن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على جريمة الكیان الصهيوني في الهجوم على السفارة الإيرانية في دمشق أثبت أموراً عدة:

1- إيران عازمة على الدفاع عن نفسها.

2- رغم كل المساعدة والدعم من الولايات المتحدة للكيان الصهيوني، أصابت الصواريخ الإيرانية هدفها الرئيسي من مسافة 1100 كيلومتر.

3- كان واضحاً أن إيران لم تكن تنوي القيام بهجوم شامل، واقتصرت فقط على العقاب، وقد نجحت فيه. وكان بإمكان إيران استهداف المزيد من الأماكن بنفس التكتيك.

4-  لم تكن جبهة المقاومة سوى مراقب خلال هذه العملية”.

ورأى “أن الخطأ الأكبر لهذا الكيان المجرم وحلفائه سيكون محاولة الرد على عملية اليوم، وفي هذه الحالة ستتغير سياسة إيران العقابية”.

دفن مشروع التطبيع

من ناحيته، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان “أن اسرائيل العظمى باتت تحت أقدام ايران والحقيقة الثابتة استراتيجياً الآن هي أن كرامة شعوب وكيانات الشرق الأوسط بما في ذلك فلسطين تبدأ من طهران، فقط من طهران”. وقال قبلان في بيان: “كمفتاح ثابت للشرق الأوسط الجديد أقول: مع الحساب الإيراني المدوّي بدقائق فقط بدا الكيان الصهيوني مجرد نمر من ورق فيما انكشف الجيش الأمريكي والجيوش الأوروبية المرابطة عن أسوأ فشل في تاريخها، وبدت حكومة واشنطن الإرهابية وغالبية العواصم الأوروبية وبعض الدول العربية التي شاركت بأنظمة دفاعها المستميت عن تل أبيب مجرد جثث متحللة عفا عليها الزمان، فقط إيران بدت مركز قوة الشرق الأوسط الجديد، ومعها بدت إسرائيل وأمنها تحت أقدام إيران رغم زعيق أنظمة واشنطن وأوروبا المهزومة، ومع صواريخ خيبر بدت حصون إسرائيل وحلفائها مجرد كرتون، ومنذ تلك اللحظة ونتنياهو وجميع قياداته العسكرية والسياسية يبتلعون الذل والعار، ولأنها خيبر التي تعيد للذاكرة قصة علي وخيبر لم يبق لتل أبيب إلا مقبرة مجلس الأمن، فيما واشنطن وأوروبا وشبكة إرهاب الأطلسي أعلنت أنها لن تشارك بأي رد أمام زعيق صواريخ إيران الصادمة، وفيما كان الدمار بإسرائيل كان البكاء في واشنطن وأوروبا وبعض عواصم العرب وبعض عواصم الدول الإسلامية، لينجلي الغبار عن لحظة جديدة وتاريخ جديد وكرامة جديدة”.

المجال الجوي لمطار بيروت أغلِق ثم أعيد فتحه متسبباً بإرباك في حركة الرحلات والمسافرين

وأضاف المفتي قبلان: “الأهم أن إسرائيل العظمى باتت تحت أقدام إيران، وفيما الانتقام الإيراني دفن مشروع التطبيع داس بنفس الوقت عنق واشنطن وأوروبا وكثير من عواصم المنطقة، ولتذهب إسرائيل الإرهابية للجحيم ولا بد من سحقها ومحقها وإزالتها من الوجود. وللمطبعين من الدول العربية والإسلامية أقول: الخيار بين مجد إيران وذل التطبيع ومقتله ولا ثالث لهذا الخيار، وواشنطن الإرهابية ليست ضمانة، وتل أبيب وأوروبا ليست إلا محفلاً للبكاء، والحل بكرامة الصواريخ الإيرانية وضمانتها. وللبعض أقول: نعم هذه نتيجة لطمنا على الإمام الحسين فخر الكرامة والمجد والانتصارات، والشيعة المتاولة هم شيعة اليوم والأمس ولم يكونوا إلا حيث العزة والكرامة والمجد والضمانة للجميع، ولبنان اليوم بمركز الكرامة والمجد بسبب المقاومة والصواريخ الإيرانية لا بسبب خرائط فرنسا وبريطانيا الاستعمارية، وزمن خرائط سايكس بيكو بطريقه للزوال، ولبنان الشراكة موجود الآن بسبب مقاومته وصواريخه الإيرانية وليس بسبب التأسيس الاستعماري للكيانات الطائفية التي ما نلنا منها إلا الابتزاز والطغيان الطائفي ومزرعة السلطة والاستئثار المقيت، وزمن الكانتونات وزعيق الطائفية والمزارع انتهى للأبد والشراكة الوطنية تستحق أكبر حماية على الإطلاق، وحرب غزة حرب المنطقة وحرب لبنان إلا من لا يهمه أمر هذا البلد ويعيش على وقع نفاق واشنطن وطغيانها”.

بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب “ان الرد الايراني على العدوان الاسرائيلي على القنصلية الايرانية في دمشق حق طبيعي لايران التي أثبتت انها دولة قوية غير مرتهنة لا تفرط في حقوقها تدافع بعزة وقوة عن كرامة الامة وشعوبها، وسيادتها الوطنية مهما بلغت التضحيات، ونحن نشيد بالشجاعة والحكمة التي أبدتها القيادة الايرانية في تحديد الاهداف والتوقيت انطلاقاً من حرصها على ردع الكيان الصهيوني المتمادي في إجرامه وارهابه ضد المدنيين الابرياء وانتهاكه لحرمة المواثيق الدولية والشرائع الدينية والأخلاقية”. واستنكر بشدة “الدعم المفتوح الذي يتلقاه الكيان الصهيوني من دول تسهم في تشجيعه في ارتكاب المجازر وقتل وتشريد الفلسطينيين مما يجعل هذه الدول شريكة في الأجرام الصهيوني”، آملاً في “ان يتعظ قادة الكيان الصهيوني، فهم جسم غريب في هذه المنطقة ولا مستقبل لهم فيها”.

جلسة طارئة

ومتابعة للمستجدات على الصعيدين الاقليمي والداخلي، دعا رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى جلسة طارئة لمجلس الوزراء صباح الاثنين، وأهاب ميقاتي “بجميع الوزراء المشاركة في الجلسة المقررة تلبية لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه لا سيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد”.

بالموازاة، حافظ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خطابه التهدوي، وشدد في عظة الأحد على “ثقافة الوحدة في التنوع”، قائلاً “هذه الثقافة هي من صميم النظام اللبناني والكيان الذي وضعه المؤسسون بميثاق وطني سنة 1943. وقد جُدّد في اتفاق الطائف سنة 1989. إنه ثقافة العيش معًا مسيحيين ومسلمين بالمساواة والاحترام المتبادل والمشاركة بالتساوي في الحكم والإدارة. ولكن الإمعان عمدًا في عدم انتخاب رئيس للجمهورية يزعزع الميثاق وثقافة الوحدة في التنوع، لأن رئيس الدولة هو ضابط الوحدة الوطنية بحكم الدستور (المادة 49). بغيابه تتفكك العائلة اللبنانية كما هو حاصل”.

وأضاف الراعي: “الوحدة الوطنيّة وثقافتها تقتضي أمرين: الأول، إجراء التطورات في مؤسسات الدولة وهيكليتها، بحيث تُؤمن مصالح المواطنين؛ والثاني، حمل رسالة السلام والتفاهم بين شعوب المنطقة العربية والعالم، واحترام حقوق الإنسان في مجتمعنا المشرقي. هذه الوحدة تقتضي الابتعاد عن الصراعات بالتزامين: الأول، عدم انحياز الدولة إلى أي من المواقف في الأزمات الدولية والإقليمية، إلا في قضايا العرب الكبرى. والثاني عدم انحياز الحكم المركزي إلى أي من الطوائف أو الفئات في الأزمات الداخلية. من هذا المنطلق يجب على القوى السياسية الكف عن النعرات المتبادلة، بل يجب عليهم العمل على شد أواصر العائلة اللبنانية، لكي يواجهوا معًا المخاطر الإقليمية الكبرى الراهنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله على أحرار حزب الله اللبناني يا إخواني الشرفاء الأحرار الشجعان الذين سيقهرون الحلف الصهيو أمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي لا يستأسد إلا على الأطفال والنساء في غزة العزة هذي شهور وشهور وشهور ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🚀🔥

اشترك في قائمتنا البريدية