تونس – «القدس العربي»: استنكر حزب تونسي مشاركة بلاده في الدورة الثامنة لمنتدى الاتحاد من أجل المتوسط، معتبراً أنها بمثابة تطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، على اعتبار أنها عضو في المنتدى.
وكانت الخارجية التونسية أعلنت أن الوزير نبيل عمار سيترأس وفد بلاده في المنتدى الذي أكدت أنه سيتم تخصيصه لبحث الوضع في الشرق الأوسط.
وأشارت إلى أن عمار “سيغتنم هذه المناسبة ليجدد لنظرائه من الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط موقف تونس المبدئي والثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والتي لا تسقط بالتقادم. كما سيدعو دول المنطقة إلى تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية الملقاة على عاتقهم وحثهم على الالتزام الفعلي بوضع حد لاعتداءات الكيان المحتل وضمان استمرارية وصول المساعدات الإنسانية العاجلة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وعلى كامل فلسطين”.
وأصدرت حركة الشعب، الأحد، بياناً أدانت فيه “مشاركة الجانب التونسي في هذا الاجتماع بحضور الكيان الصهيوني”، ودعت في المقابل إلى سحب عضوية تونس من الاتحاد من أجل المتوسط.
وجاء في البيان: “في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب العربي في فلسطين إلى كل أساليب القتل الممنهج وكل محاولات التهجير القسري من طرف آلة الحرب الصهيونية مدعومة من قوى الإمبريالية والاستعمار، وفي الوقت الذي تتصدى فيه المقاومة الوطنية بكل بسالة وشجاعة إلى المحتل الصهيوني وتكبده الهزيمة تلو الأخرى، وفي الوقت الذي ترتفع فيه أصوات أبناء أمتنا وكل أحرار العالم من أجل تجريم التطبيع و مقاطعة الكيان الصهيوني المجرم، تسارع بعض الدول العربية لعقد لقاءات مع العدو الصهيوني في إسبانيا تحت غطاء الملتقى الإقليمي الثامن من أجل المتوسط الذي يمثل العدو الصهيوني عضواً أساسياً فيه، فضلاً عن مشاركة الدول الأوروبية الداعمة للعدوان”.
وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن مقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي للدورة الحالية من المنتدى.
واعتبرت الحركة أن المشاركة في المنتدى تتعارض مع ما ترفعه الحكومة من شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وأكدت أن الشعب التونسي “ينتظر المصادقة على قانون تجريم التطبيع، بما يعني مقاطعة مثل هذه الاجتماعات المشبوهة التي تندرج ضمن أعمال التطبيع والتعامل مع العدو الصهيوني المجرم، وهو يتعارض دون شك مع شعارات تحرير فلسطين من النهر الى البحر، واعتبار التعامل مع العدو الصهيوني خيانة عظمى، كما جاء في الخطاب الرسمي للدولة التونسية”.
ودعت لجنة دعم المقاومة إلى المشاركة في إحياء الروم العالمي للتضامن مع فلسطين والذي يصادف غداً الأربعاء.
وجاء في بيان أصدرته الإثنين: “يحيي الشعب الفلسطيني هذه المناسبة في سياق خطير يستهدف تصفية الحق الفلسطيني من خلال الهجمة الوحشية التدميرية على غزة وباقي الأراضي الفلسطينية التي يرتكب فيها القطعان الصهاينة أكثر المجازر نازية وفاشية لم تستثن بشراً ولا شجراً ولا مستشفيات ولا مدارس ولا مباني وسط تواطؤ عربي ودولي وإسناد عسكري ودبلوماسي من كبرى البلدان الأوروبية والأمريكية، وتطويع لكبرى وسائل الإعلام والشبكات الرقمية للتغطية على المذابح وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام الدولي وتحويل الضحايا إلى جناة”.
كما أشادت اللجنة بـ “هبة كل القوى السياسية والمدنية والنقابية والشبابية والنسائية والأكاديمية في تونس التي نفذت كل أشكال المساندة الممكنة لفضح الهجمة الإرهابية الصهيونية على غزة والضفة ولتقديم شتى أشكال الدعم للمدنيين والمقاومين الفلسطينيين، والانضمام لكل المبادرات العربية والدولية من أجل رفع الحصار عن غزة وكل الأراضي الفلسطينية، ومساءلة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية، وتدعوهم إلى تعزيز هذه الفعاليات وتنويعها وتصعيدها”.
كما حيت “المظاهرات التضامنية المليونية المتصاعدة في أغلب بلدان العالم وخاصة في أوروبا أين ساهمت في تعديل مواقف أغلب تلك البلدان التي كانت منحازة تماماً للكيان الصهيوني في الأسابيع الأولى لحملة الإبادة الصهيونية الوحشية على غزة والضفة، مؤكدة حيوية التضامن العالمي من أجل دحر كيان الأبارتهايد الذي ظل وجوده خطراً على الأمن والسلم الدوليين”.
وعبرت عن “اعتزازها بروح المقاومة الأسطورية التي أبداها سكان غزة وأهالي الضفة ومقاوموها في وجه جيش مدجج بأعتى الأسلحة وأكثرها فتكاً وتدميراً، في إعلاء لمعنى المقاومة في سياق الاستسلام والتطبيع والخيارات التسووية، وفي إمساك بروح المبادرة الهجومية مثلما طوفان الأقصى، عوض التكتيكات الدفاعية، شأنه أن يفتح طريقاً بديلاً للقضية الفلسطينية نحو التحرر، لم تستطع تحقيقه عقود من المفاوضات والمؤتمرات”.