حزب كديما سيكون مركز جذب للمشاكل الكبيرة اذا لم يستطع شارون العودة الي أداء عمله
قد تفضي الي انهياره وعودة بعض الاعضاء فيه الي الاحزاب التي اعتزلوهاحزب كديما سيكون مركز جذب للمشاكل الكبيرة اذا لم يستطع شارون العودة الي أداء عمله شارون يترك وراءه فراغا قياديا عظيما، كان وجود شارون في الحياة العامة الاسرائيلية ذا معني كبير ولهذا فان حزباً في الطريق الي المستشفي في ليل أول من أمس حينما كان يجلس في سيارة الاسعاف، قال شارون انه يريد العودة الي البيت. فأنا اصلا سأسافر الي المستشفي غدا، قال لمرافقيه، فلماذا يجب علي أن اسافر اليوم الي هناك. بعد ذلك بدقائق اخذ يغيب عن وعيه. عندما وصل الي المستشفي كما يقول مقربوه، كان قد اصبح منتهيا.ارييل بن فيرا، هكذا سموا رئيس الحكومة. يوجد لهذا معني ديني، بين رجال الدين، وطلبوا أن يدعو الجمهور الله علي هذا الوجه عندما يسألونه سلامة رئيس الحكومة.ارييل بن فيرا. وهكذا، وبمرة واحدة اصبح هذا الرجل القوي ، الذي كانت قوته السياسية والعامة الي مساء اول من امس لا نظير لها، اصبح الولد الصغير لفيرا من قرية ميلل، والذي عندما جرح ذات مرة في رجله، حملته علي ذراعيها وهو ينزف الي عيادة بعيدة. لكن فيرا لم تكن هنالك امس، عندما صارع ابنها علي حياته في غرفة العمليات في مستشفي هداسا. بل كانت دولة كاملة مع احساس شديد باليتم. دولة كاملة مع ثقب في القلب. في ساعات الصباح نقلت ببث حي جلسة الحكومة الاولي بغير شارون. علا الوزراء الدرج المعروف جدا في طريقهم الي غرفة الجلسات، واحدا واحدا. غير أنه في هذه المرة لم تكن الشخصية ذات الصلاحية التي تشق طريقها بتثاقل الي غرفة الجلسات، بل كانت سلسلة من الاشخاص الكئيبين، تلحظ عليهم علامات التعب لليلة بغير نوم. وهنا يأتي رئيس الحكومة بالفعل، ايهود اولمرت الذي اضطر في ليلة الي أن يدخل رجليه في نعلين مشتا الاف الكيلومرات في كل معركة عسكرية ومدنية ممكنة، ويبدو في هذه الساعات لا يوجد اي احد، يستطيع ملأهما. لا يوجد انسان بلا بديل منه، وهكذا فان الحياة هي اكبر دليل علي صحة هذا القول. الدول تبقي مع غياب القادة، مهما كانوا كبارا ومؤثرين. غير أنه يبدو انه في نقطة الوقت هذه، من التحول السياسي الداخلي والخارجي، فان غياب شارون، الرجل المسؤول عن جميع التغييرات الحادة هذه، هو غياب حاسم. وليس الحديث فقط عن فراغ يتركه خلفه قائد سيطر علي امتداد خمس سنين، من أصعب السنين التي مرت علي الدولة، وحظي بشعبية عامة لا نظير لها في الماضي. الفراغ الزعامي الذي يبقيه شارون وراءه عظيم. فليس حزبه فقط هو الذي يبقي فجأة مثل جسم حي فصل رأسه عنه. انها دولة تعلمت في اثناء السنين الاخيرة انه يوجد من يعتمد عليه. وانه يوجد من يحتمل المسؤولية. وتعلمت أن تعتقد أنه يوجد من يستطيع تقديم جواب لكل كارثة تحل بنا، وتعلمت انه يوجد زعيم. وجود شارون في حياتنا كان كثيفا جدا وغالبا جدا، وذا شأن كبير جدا، وان الفراغ الذي سيتركه في الحياة العامة الاسرائيلية سيدوي بفراغه زمنا طويلا. في اللحظات التي تكتب فيها هذه السطور يستلقي شارون في قسم العلاج المكثف. يقول الاطباء ان النزف قد توقف. انهم يمتنعون عن الحديث عن الاضرار التي قد يحدثها النزف لدماغ هذا الانسان الماضي النافذ الذهن، والذي لا يبعد عنه اي شيء انساني، والذي وهبت له قدرات تمييز لا نظير لها، والذي بالرغم من السخرية والقسوة الموجودتين فيه، عرف كيف يكشف عن حساسية وانسانية اثارا انطباعا عظيما في كل من اتصل به. هذا الرجل المتنبه الدقيق الانتباه يستلقي الان مخدرا بتنفس صناعي، في أكره وضع لديه، حينما يكون متروكا لايدي الاخرين علي نحو تام.احتمال اولمرتبالرغم من التحذير النفسي وربما العملي ايضا الذي اعطيناه قبل اسبوعين، عندما نقل شارون سريعا الي المستشفي مع جلطة دماغية طفيفة، لا يمكن ان نبالغ في قوة الصدمة التي سادت الجهاز السياسي والعام امس، عندما علمت حالة رئيس الحكومة. ربما لانهم عرضوا ذلك علينا في الاسابيع الاخيرة كحالة طفيفة بلا معني. وربما لان شارون يبدو في تصورنا كمن يستطيع اجتياز كل شيء، من القناة حتي الاصابات الجسمانية الخطرة.من أجل ان نفهم عمق الازمة، يجب أن نري نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد داحف برياسة د. مينا تسيمح في يوم الاربعاء مساء، في نفس الساعات التي كان ينقل فيها شارون الي المستشفي. يمكن أن نقول ان هذا هو آخر استطلاع اجري في الوضع السابق، الذي كان فيه شارون رئيس الحكومة ورئيس كديما. علي حسب ذلك الاستطلاع، فاز كديما بـ 36 نائبا، والعمل بـ 21 والليكود بـ 41.سيغدو هذا الاستطلاع مقياس نظر في الاستطلاعات التي ستجري في الاسابيع القريبة. الحد الاعلي الذي ستحدد بحسبه مكانة كديما ومكانة ايهود اولمرت. اذا كان يبدو الي الان ان الاستطلاعات قد اعطيت مكانة مبالغا فيها، فانها ستصبح في الاسابيع القريبة العامل الاكثر تأثيرا في الجهاز السياسي. السؤال الذي بحث مرة تلو اخري، وهو سؤال عدد نواب الاحزاب، يستطيع أن يحسم استمرار طريق كديما. في استطلاع اجريناه في 23 كانون الاول (ديسمبر)، بعد الجلطة الدماغية الطفيفة التي اصابت رئيس الحكومة، سألنا من سُئلوا في الاستطلاع ماذا سيحدث اذا لم يستطع شارون لسبب ما أن يترأس كديما، فما هي احتمالات ان تصوت من أجله آنذاك ايضا. قال 64 في المئة ان الاحتمالات مرتفعة جدا أو مرتفعة بما يكفي. وقال 30 في المائة انها منخفضة أو منخفضة جدا. غير أن السؤال في تلك الظروف كان انفعاليا، ويوجد فرق عظيم بين سؤال كهذا وبين الرد علي واقع آخذ في التشكل. ان ما هو من اليقين، ان لتصرف رؤساء حزب في الاسابيع القريبة سيكون تأثيراً حاسماً في وضعه. اذا ما بدأت صراعات قوة في القمة، واذا سمعت اصوات تعترض الان في هذا الوقت علي زعامة اولمرت، واذا ما بدأت صدوع في تكتل اعضاء الحزب، الذين وقفوا حتي الان من وراء شارون وطلب اليهم منذ ان يتكتلوا حول اولمرت ـ فان كديما سيتحطم بنفس السرعة التي أقيم فيها.في نفس الاستطلاع من نهاية كانون الاول (ديسمبر) سئل من اجري الاستطلاع عليهم من هو الاشد موافقة في رأيهم لرياسة الحزب، اذا ما اعتزل شارون الحياة السياسية. قال 22 في المئة انه بيريس و22 في المئة انها تسيبي لفني وأيد 16 في المائة موفاز و10 في المئة اولمرت. غير أنه كما هو الامر في حالات اخري، المنصب يصنع الشخص، ويوجد علي ذلك أمثلة غير قليلة، تشتمل علي شارون نفسه: من رئيس مؤقت، جاء ليعيد بناء الليكود، صار رئيس الحكومة الاكثر شعبية علي اختلاف الازمان. في استطلاع د. مينا تسيمح، قبل ان ينقل شارون الي المستشفي، صدرنا عن افتراض أن شارون يوشك أن تجري عليه عملية قسطرة في الغد. سألنا اذا لم يستطع شارون أداء عمله، فمن من بين هؤلاء الاشخاص يلائم أن يكون رئيسا للحكومة؟ قال 40 في المئة انه بيريس، و25 في المئة نتنياهو، و 1 في المئة بيرتس. عندما كانت الامكانات اولمرت، ونتنياهو وبيرتس، حصل اولمرت ونتنياهو علي النسب نفسها، 31 في المئة، في مقابلة بيرتس الذي حصل علي 24 في المئة. عندما كانت الامكانات تسيبي لفني، ونتنياهو وبيرتس، حصل نتنياهو علي 37 في المئة، وبيرتس علي 23 في المئة، وليفني علي 18 في المئة فقط. اجري هذا الاستطلاع كما قيل آنفا، قبل الصدمة وعدم اليقين في شأن وضع رئيس الحكومة. ومع كل ذلك، فانه يثبت أن نقطة بدء اولمرت افضل مما يمكن الاعتقاد. اذا لم يثوروا في قمة حزبه، ومنحوه 80 يوما من الفضل حتي الانتخابات، فانه يستطيع أن يظهر كزعيم مناسب. من جهة ثانية، للايحاء بالاستقرار يحتاج هذا الحزب الي أن يرُئّس عليه من فوره مرشحه لرياسة الحكومة. من هذه الجهة، يوجد فرق بين ترك اولمرت يلي عمل رئيس الحكومة في الشهرين ونصف الشهر القريبين، وبين انتخابه مرشحا لرياسة الحكومة لاربع سنين. سيضطر الحزب الي الخروج من هذه الورطة في اسرع وأهدأ ما يمكن. يمكن أن يكون هناك تأثير حاسم ايضا لسلوك رؤساء الاحزاب الاخري، بيرتس ونتنياهو، الذين يستطيعون رؤية الوضع الجديد فرصة لاعادة الابناء الي البيت. يستطيع نتنياهو ان يدعو افراد الليكود الرؤوس الذين تركوا مع شارون ان يعودوا الي البيت. لكنه يستطيع أن يكتشف أن هذا معقد: اولا، الانتخابات التمهيدية قريبة جدا، وثانيا، رئيس سكرتارية الليكود، اسرائيل كاتس، حدد قواعد صارمة جدا تتصل بمن يريد الانضمام الي الليكود. ومن ناحية كاتس، سيكون هذا هو حكم من تركوا الحزب ويريدون العودة اليه. يستطيع بيرتس أن يبادر الي دعوة بيريس الي العودة الي العمل، وحتي ان يعده بوضعه في المحل الثاني. ولكن يمكن الاعتماد علي بيريس انه لن يتخلي عن فرصة رياسة الحزب الجديد. فهو سيقول ان استطلاعات الرأي تبين أن الجمهور يريدني رئيس لكديما. ان طلبه ان يشمل في القائمة لا يبدو الان هاذيا. تحدث احد مقربي بيريس هذا الاسبوع بان بيرس بيّن له لماذا يلح علي ان يشمل في القائمة. ماذا سيكون اذا ما حدث شيء لشارون، قال. كان هذا قبل تدهور حالة شارون ونقله الي المستشفي. احتسب بيريس آنذاك، انه اذا ما حدث شيء لشارون، فانه يجب أن يكون عضو كنيست، لكي يستطيع ان يحل محله. من جهة القانون كان علي حق. فقد بين المستشار القضائي في جلسة الحكومة في يوم الخميس هذا القانون المعقد، المصوغ صياغة جد مهملة، والذي يقرر بحسبه مكانة القائم باعمال رئيس الحكومة. علي حسب القانون، اذا تبين أن الوضع الصحي لشارون مؤقت، وانه يستطيع العودة الي عمله في غضون مائة يوم، فان اولمرت سيكون القائم بالاعمال بالفعل الي عودة شارون. وفي مقابلة ذلك، اذا ما استقر الرأي علي أن شارون قد حيل بينه وبين ادائه عمله علي نحو دائم، فان الحكومة يجب أن تختار منها رئيسا آخر للحكومة. يجب أن تكون شروط اختياره كما يلي: يجب أن يكون عضو كنيست، ويجب أن يعد في حزب شارون. ليس اولمرت هو الوحيد الذي يفي بهذين الشرطين. في كديما ثمانية وزراء يثبتون للمقاييس. تساحي هنغبي، وشاؤول موفاز، وابراهام هيرشيزون سيقفون كما يبدو في جانب اولمرت. وقد اعلنت تسيبي لفني انها تؤيده. كلما كان استقرار حزب شارون اسرع، تتحدث احتمالات بقائه. يوجد ميل الي الاقلال من قيمة الاشخاص الذين في داخل حزب كديما. هذا ميل لا تسويغ له، يمكن ازاحته بسهولة، بتصرف صحيح، وربما علي الخصوص مع الاستظهار بغياب شارون، الذي القت شخصيته ظلا علي سائر المرشحين.علي حسب خط التفكير هذا، الذي يستخف بقائمة كديما، الكاسبان الاكبران من هذا الوضع هما بيرتس ونتنياهو. لقد مضي اناس مثل بيرس، وهنغبي وموفاز، ورامون واكثر كديما في جوهر الامر، وراء الانسان شارون اكثر من مضيهم وراء طريق. اعلن بيريس صراحة بأنه يذهب من اجل شارون. في حالة هنغبي، ليس من السر ان طريقه اقرب من طريق الليكود، لكن قلبه كان مع شارون.يمكن ان تكون هذه فرصة بيرتس ليخلي لبيريس وليقول له انه الان، وشارون غائب عن المعركة السياسية، لا يوجد اي سبب لبقائه في كديما. في الان نفسه وعلي خلفية الاضطراب يستطيع ان يدعو براك ايضا. ويمكن أن تكون هذه فرصة لنتنياهو ليدعو اناسا مثل تساحي هنغبي ليعودوا الي مكانهم الطبيعي. وعلي العموم، ماذا عن جميع اولئك الذين سينضمون الي كديما وهم ليسوا في العشرة الاوائل او العشرة الذين يلونهم، واحتمالات ان يكونوا في الكنيست القادمة آخذة في التضاؤل.سيحاول بيرتس ونتنياهو ان يكونا مصيدة عسل عند مدخل اولئك الاشخاص. ان اعتزالهم كديما، كما يفترضان، سيساعد في تحطيم الحزب، الذي شققت اسسه هذا الاسبوع، ومسؤولية منع انهياره النهائي في يديهما. شرك نتنياهوان من سيجد نفسه في الفترة القريبة في وضع غريب هو نتنياهو، الذي استقر رأيه مبتدأ الاسبوع علي اخراج وزراء الليكود من الحكومة ويضطر الان الي ابقائهم في الداخل، في حين يبقي هو نفسه في الخارج. في الفترة القادمة، التي سيلي فيها اولمرت رياسة الحكومة عمليا وسلفان شالوم وزارة الخارجية، سيضطر نتنياهو الي مراقبة كل شيء من الجانب. في بدء الاسبوع كان هنالك من ظنوا، أن احد اسباب الحاح نتنياهو علي اخراج وزراء الليكود من الحكومة هو خوفه من ان يبقي سلفان شالوم وزيرا للخارجية حتي الانتخابات، ومن ذا يعلم ماذا ستكون طلباته بعد الانتخابات في حالة ائتلاف مع شارون. كان هنالك افاضل ايضا زعموا أنه اذا ما بقي شالوم في الحكومة ونتنياهو غير وزير ولا حتي رئيس معارضة، فان سلفان هو في الاساس الذي يلي المنصب الارفع في الليكود في الاشهر القريبة. وكانت هنالك جهة رفيعة في الليكود تنبأت بالاحداث تقريبا: فقد قالت ان نتنياهو، بما بدا آنذاك قمة السخرية، ألح علي اتخاذ قرار الخروج من الحكومة قبل أن تجري علي شارون عملية القسطرة. من يعلم ماذا سيحدث، قال نفس المسؤول الكبير، فلربما يتعقد لا سمح الله شيء ما، فلا يستطيع شارون الاستمرار في ولاية رياسة الحكومة. في وضع الطواريء الذي سيسود آنذاك، وجميع اوراق اللعب محترقة، لن يستطيع الليكود من ناحية رسمية أن يجيز لنفسه الخروج من الحكومة. وأين، قال، أين سيبقي هذا نتنياهو؟سيما كدمونكاتبة في الصحيفة(يديعوت احرونوت) 6/1/2006