حماس “اسم اللعبة واليوم التالي”.. أظهرت قدرة ووفاء: فاوضوها كما فعلت واشنطن 

حجم الخط
1

حماس ستبقى في نهاية المطاف. بعد 17 شهراً دموية، بقيت حماس قائمة. بعد مئات الجنود الإسرائيليين وعشرات الآلاف من سكان غزة القتلى، بقيت حماس. بعد تدمير بإبعاد دريزدن، بقيت حماس. بعد عدد لا يحصى من وعود إسرائيل، بقيت حماس. عملياً، بقيت حماس في قطاع غزة. يجب الاعتراف بذلك واستخلاص الدروس.

 ما لم يتم تحقيقه في 17 شهراً لن يتم تحقيقه بعد 17 شهراً أخرى. ما لم يتم تحقيقه بالقوة الأكثر بربرية في تاريخ إسرائيل، لن يتحقق بعد المزيد من القوة البربرية. حماس هنا من لتبقى. تضررت بشكل كبير من ناحية عسكرية، لكنها ستنهض. تعززت في الحرب سياسياً وفكرياً. أن أحيت القضية الفلسطينية التي قالت إسرائيل والعالم بإنها نسيت. بقيت حماس، ولن تستطيع إسرائيل تغيير ذلك.

لا يمكنها تتويج جسم آخر في غزة. لا لأن وجود جسم كهذا مشكوك فيه، بل لوجود قيود للديكتاتورية. لا يمكنها استبدال نظام شعب آخر، مثلما فعلت الولايات المتحدة ذلك ذات يوم. لذلك، الحديث عن “اليوم التالي” أمر مضلل. لا يوجد يوم بعد حماس، ولن يكون حتى قريباً؛ لأن حماس هي الجسم السلطوي الوحيد في غزة، على الأقل في الواقع الحالي الذي يصعب تغييره. لذلك، سيكون “اليوم التالي” يوماً مع حماس. يجب التعود على ذلك.

أول استنتاج من ذلك هو عدم الجدوى من استئناف الحرب، فهذه ستقتل آخر المخطوفين، إضافة إلى عشرات الآلاف من سكان القطاع. ثم ستبقى حماس في نهايتها. ولكن هذا الوضع الصعب يبقي ثغرة للتغيير في غزة، إذا استوعبت إسرائيل والولايات المتحدة عملية بقاء حماس. هذه منظمة صعبة وعنيفة، لا بديل لها. كان من الأفضل أن يكون لغزة حكم آخر – مثلاً حزب اشتراكي ديمقراطي من السويد، لكن هذه الاحتمالية لا تلوح في الأفق.

من “حكم العشائر” المضحك، مروراً باستيراد السلطة الفلسطينية إلى غزة على جنازير الدبابات الإسرائيلية، وحتى “حكومة التكنوقراط” المعقدة – كل ذلك أحلام وردية. حماس هي ملك غزة، أو سيُتوج بموافقتها. لا يمكن تتويج أحد في غزة، ولا حتى محمد دحلان الكاريزماتي رغم أنف حماس. السلطة الفلسطينية التي تحتضر ببطء في الضفة الغربية، هي الأخرى لن تبعث إلى الحياة فجأة في غزة. من أراد حكماً آخر في غزة فعليه التفكير في ذلك عند الانفصال، الذي كان يجب تنفيذه في إطار الاتفاق مع السلطة. وفي الاختيار بين الجيد والسيئ، تختار إسرائيل الخيار الثاني دائماً.

حماس هي إذاً اسم اللعبة، سواء أردنا ذلك أم لا. هذه ليست حقيقة تبث الأمل، لكن يجدر الاعتراف بقيود القوة، وهو الأمر الذي تجد فيه إسرائيل والولايات المتحدة صعوبة. بدلاً من منع حرب أخرى لـ “تدمير سلطة حماس” يجب التعود على وجودها. ومن الجدير محاولة التحدث معها حتى بعد 7 أكتوبر، بالأساس بعد 7 أكتوبر.

قمنا بالانتقام على أكمل وجه، وعاقبنا القادة والقتلة والمغتصبين والخاطفين ومساعديهم. منذ 17 شهراً وإسرائيل تجري مفاوضات مع حماس، حتى لو لم تكن مباشرة. حتى الولايات المتحدة تحدثت مباشرة مع حماس، ولم تسقط السماء. وقد أدت المحادثات إلى اتفاقات التزمت بها حماس، الأمر الذي لا يظهر قوتها فحسب، بل أيضاً الوفاء بوعودها. لو التزمت إسرائيل بالوعود كما فعلت حماس، لكنا الآن في المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة في اتفاق وقف إطلاق النار.

لو كان في إسرائيل سياسي شجاع ذو رؤية لحاول التحدث مع حماس. بشكل مباشر وعلني وأمام الجميع، في غزة أو في القدس. قد غفرنا لألمانيا، وسنغفر لحماس إذا ظهر لديها زعيم شجاع. في هذه الأثناء، من الجدير تحديها ومحاولة ذلك. هناك القليل مما سنخسره من ذلك مقارنة بالخسارة في جولة هستيرية أخرى من القصف والتفجير.

جدعون ليفي

 هآرتس 13/3/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ستنتصر حماس ورب الناس والأقصى المبارك والبيت العتيق يا رفيق ثقوا بربكم العزيز القهار الذي لا تعجزه عصابة الشرذمة الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي والأوروبي القذر الذي يعربد تقتيلا بالفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸😎☝️🔥🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية