“حماس” تحارب اللصوص وإسرائيل توفر لهم البيئة المناسبة: “أكبر طموح الغزاوي كسرة خبز”

حجم الخط
3

حازم إسلام، سائق شاحنة فلسطيني، هو من بين سائقي شاحنات المساعدات التي تمت مهاجمتها في الشهر الماضي من قبل سارقين مسلحين. حسب قوله، فإن أحد السارقين اقتحم مقصورة السائق وأجبره على السفر إلى حقل قريب، وإنزال أكياس الطحين التي تزن آلاف الكيلوغرامات من الشاحنة. “كان هذا مخيفاً”، يتذكر إسلام (47 سنة) في مكالمة هاتفية من القطاع، ووصف كيف احتجزه أعضاء العصابة مدة 13 ساعة إلى أن أنهوا سرقة معظم حمولة الشاحنة. “لكن الجزء الأسوأ أننا لم ننجح في توفير المواد الغذائية للسكان الجائعين في غزة”، قال.

وحسب أقوال الموظفين في المنظمات الإنسانية، فإن الهجوم الذي سرقت فيه نحو 100 شاحنة مساعدات تابعة للأمم المتحدة، كان صعباً. ففي أعقابه، بسبب ازدياد أعمال سرقة شاحنات المساعدات، أعلن فيليب لازاريني، رئيس وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة “الأونروا”، في بداية هذا الشهر بأن الوكالة ستتوقف عن إرسال المساعدات إلى قطاع غزة من معبر كرم أبو سالم.

بعد سنة وشهرين على بداية الحرب بعد هجوم 7 أكتوبر، أخذت الأزمة الإنسانية في القطاع تتفاقم. جورجيوس باتروبولس، شخصية كبيرة في منظمة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والذي يعيش في رفح، قال إنه مع بداية العام 2024 جرت محاولات سرقة بمستوى قليل، وذلك من قبل الغزيين الجائعين في أحيان كثيرة، لكن منظمات الإغاثة هذه الأيام تواجه سرقة ممنهجة على يد عصابات جريمة منظمة. وحسب قوله، فإن الجيش الإسرائيلي لا يتدخل ولا يحاول منع عمليات السرقة في المناطق التي يسيطر عليها.

صورة الوضع التي تمثل سيطرة العصابات المسلحة على القطاع تستند إلى عشرين مصدراً، في إسرائيل والقطاع والأمم المتحدة. موظفو منظمات الإغاثة، سكان في غزة ورجال أعمال فلسطينيين، تحدثوا مع “نيويورك تايمز”، وفحصت الصحيفة أيضاً مذكرات داخلية للأمم المتحدة حول هذه الظاهرة.

منذ دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح في أيار الماضي، الذي استهدف تدمير أحد معاقل حماس أخيرة، تفاقمت ظروف العيش في المنطقة. هذا إضافة إلى أن إسرائيل لا تسمح بدخول شاحنات المساعدات من شمال القطاع إلى الجنوب.

النقص الكبير في الغذاء وغياب سلطة حاكمة والانفجارات التي جبت حياة عشرات آلاف الفلسطينيين – خلقت فراغاً فوضوياً، وازدهرت فيه العصابات. حسب أقوال السكان وموظفي منظمات الإغاثة، تقوم العصابات بسرقة الطحين والوقود وسلع أخرى، توفرها المنظمات لسكان غزة، وتبيعها بأسعار خيالية. في جنوب القطاع، ارتفع سعر كيس الطحين، 25 كغم، إلى 800 شيكل، في حين أن سعر كيس الطحين شمالي القطاع حيث يشعر بتشويش في المساعدات بشكل أقل، بلغ 40 شيكلاً.

أما وسط القطاع فثمة صعوبة في الوصول إلى الغذاء الأساسي. في الشهر الماضي، ماتت ثلاث نساء في أعمال الفوضى التي اندلعت قرب فرن في دير البلح، الذي كان يبيع الخبز بسعر مدعوم. بسبب تزايد أعمال العنف، تم إغلاق جميع المخابز المدعومة من الأمم المتحدة في وسط القطاع وجنوبه. “الآن، أعلى طموح للغزي العادي هو الحصول على قطعة خبز”، قال عبد الحليم عواد، وهو صاحب مخبز في دير البلح. “لا شيء يحزن أكثر من هذا.

أصحاب شركات نقل في غزة وسائقو شاحنات وموظفون في منظمات الإغاثة، قالوا إن عصابات كثيرة شاركت في سرقة قافلة المساعدات الشهر الماضي. ولكن مصادر مطلعة على تنظيم الإرساليات قالت إن من يقف من وراء سرقة الشاحنات شخص اسمه ياسر أبو شباب (35 سنة). وحسب قول هذه المصادر، فإن عصابته تسيطر على شرق رفح. ولتأكيد ذلك، قال إسلام إن السارقين الذين احتجزوه أثناء عملية السطو على الشاحنة عرفوا أنفسهم بأنهم تابعون لأبو شباب.

عوض عبيد، أحد سكان رفح، قال للصحيفة بأنه حاول شراء الغذاء من رجال أبو شباب. “طلبت من أحدهم كيس طحين لإطعام أولادي، لكنه رفع المسدس أمامي”، قال. وحسب قوله، لاحظ مسلحين يحرسون المخازن التي توجد فيها صناديق البضائع وعليها إشارة الأمم المتحدة.

نفى أبو شباب مسؤوليته عن سرقة الشاحنات، لكنه اعترف بأن رجاله نهبوا ست شاحنات منذ بداية الحرب. وحسب قوله، استهدفت السرقة توفير الغذاء لعائلته وجيرانه. وقال: “كل شخص جائع يحصل على المساعدات”. واتهم حماس بالمسؤولية عن سرقة المساعدات. وحماس نفت هذا الادعاء.

الهجمات على المساعدات وقطعها، إلى جانب أسعار المواد الغذائية المرتفعة جداً، تقوض سلطة حماس في المناطق التي ما زالت تنشط فيها، لكن قواتها تحاول محاربة العصابات. في 25 تشرين الثاني الماضي، اقتحم رجال حماس الحي الذي يعيش فيه أبو شباب وقتلوا أكثر من 20 شخصاً. وحسب أقوال أبو شباب، فإن شقيقه أيضاً قتل في هذا الهجوم. ونشرت وسائل إعلام حماس الرسمية، أن رجالها قتلوا عشرين شخصاً من “عصابات السارقين الذين نهبوا المساعدات”.

الجريمة المزدهرة في المناطق التي هي كما يبدو تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، تجر أيضاً الادعاءات تجاه سلوك الجيش. سائقو شاحنات وموظفو إغاثة قالوا إن الجيش يغض النظر طوال الوقت. “يظهر الجيش الإسرائيلي تسامحاً باستمرار تجاه السرقة بدرجة لا يمكن تصورها، في المناطق التي يبدو أنه يسيطر عليها بالفعل”، قال باتروبولس.

 هآرتس عن نيويورك تايمز

26/12/2024

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ألا لعنة الله على عصابة الشرذمة الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي والأوروبي القذر الذي يعربد تقتيلا بالفلسطينيين منذ 1948، اللهم عجل بالانتقام من عصابة الحلف الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الألماني الغربي اللعين بحق دماء الفلسطنينيين التي تسقي تراب فلسطين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️🐒💣🔥

  2. يقول ملاحظ:

    حماس” تحارب اللصوص وإسرائيل توفر لهم البيئة المناسبة: “أكبر طموح الغزاوي كسرة خبز”……لان الكيان الاسراءيلي بني على اللوصوصية وسرقة الارض وهم كذلك الى ان يرث الارض وماعليها

    1. يقول فصل الخطاب:

      لا ظالم يدوم لابد يوما سينكسر على يد أحرار فلسطين أصحاب الأرض الشرعيين و الحقيقيين ✌️🇵🇸☝️🔥🐒🚀💣

اشترك في قائمتنا البريدية