غزة: دعت حركة حماس، السبت، إلى إرسال مراقبين أمميين لمستشفيات قطاع غزة لتفنيد مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بشأن استخدامها لأغراض عسكرية.
وقالت الحركة في بيان: “نطالب بإرسال مراقبين أمميين لمستشفيات غزة لتفنيد أكاذيب الاحتلال ومزاعمه حول استخدامها لأغراض عسكرية”.
وأضافت: “استهداف الاحتلال للمنشآت الطبية والمستشفيات وآخرها حرق وتدمير مشفى كمال عدوان شمال القطاع، يُحمل الأمم المتحدة والمنظومة الدولية مسؤولية تاريخية عن إخفاقها في وقف الإبادة والتطهير العرقي بحق شعبنا”.
وطالبت حماس، الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بـ”التدخل العاجل، لحماية ما تبقى من مستشفيات ومنشآت طبية في شمال القطاع وإمدادها بالمواد الطبية”.
كما أكدت على ضرورة “إرسال مراقبين أمميين لتلك المنشآت بهدف الوقوف على حقيقة ما يجري وتفنيد أكاذيب الاحتلال ومزاعمه حول استخدامها لأغراض عسكرية”.
والجمعة، أعلن جيش احتلال، إطلاق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.
وقال الجيش في بيان: “قوات فريق القتال التابعة للواء 401 تحت قيادة الفرقة 162 وبتوجيه استخباري من هيئة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، بدأت العمل خلال الساعات الماضية في منطقة مستشفى كمال عدوان بجباليا”.
وزعم جيش الاحتلال أن “المستشفى يُعتبر بمثابة مركز لحماس في شمال قطاع غزة، والذي عمل منه مسلحون طوال فترة الحرب”.
وتابع زاعما: “منذ نشاط الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) في المنطقة في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، عادت المنطقة تشكل مركز ثقل للمنظمات ومأوى للمسلحين”.
وأقر جيش الاحتلال في بيانه بإخلاء مرضى وموظفي المستشفى والسكان بمحيطه من خلال ما قال إنه “محاور إخلاء محددة”.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي مجددا شمال قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن قوات الاحتلال ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
قوات الاحتلال تقول إنها استهدفت حماس في مستشفى كمال عدوان واحتجزت مديره
زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت أنه استهدف “مركز قيادة تابع لحركة حماس” في مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة واحتجاز مديره لاستجوابه.
ويقع المستشفى في بيت لاهيا في شمال قطاع غزة المحاصر والمدمر جراء تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام، وكان آخر مرفق صحي كبير عامل في شمال القطاع.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت انتهاء “عملية محددة” أطلقها الجمعة ضدّ مقاتلين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي قال إنهم ينشطون داخل المستشفى وحوله.
وأكد جيش الاحتلال أنه اعتقل مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية “بزعم كونه ناشطا في حماس” لاستجوابه.
كما زعم جيش الاحتلال أنه تم قبض خلال العملية على أكثر من 240 من عناصر حماس والجهاد الإسلامي وناشطين آخرين.
“خلع ملابس”
منذ السادس من تشرين الأول/أكتوبر، ينفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات مركزة في شمال القطاع الفلسطيني هدفها المعلن هو منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
وسبق لقوات الاحتلال الإسرائيلي أن اتهمت حماس مرارا منذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على غلاف قطاع غزة، باستخدام مرافق مدنية خصوصا المستشفيات، كمراكز للقيادة والعمليات، فيما تنفي حماس ذلك بشدّة.
وقال الشاهد العيان محمد سالم (كنية مستعارة خوفا من الملاحقة) إن جيش الاحتلال “طلب خلع ملابس كل الشباب والسير مشيا إلى خارج المستشفى والتوجه الى مدرسة الفاخورة التي حوّلها الجيش إلى مركز عسكري ومركز للاعتقال والتحقيق”.
بدوره، قال المريض في المستشفى رمضان الأسود “بمجرد انتهاء الاستجواب، وضعنا (الجنود) في شاحنة ونزعوا ملابسنا. بقينا في الشاحنة من الساعة الثانية حتى السادسة صباحا قبل إطلاق سراحنا”.
بدورها، ذكرت منظمة الصحة العالمية أنّ “بعض الأشخاص جُردوا من ملابسهم وأجبروا على السير باتجاه جنوب غزة”.
وأعلنت المنظمة أنّها “روّعت” بالعملية الإسرائيلية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمدير المستشفى حسام أبو صفية.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل “دمّر الاحتلال كليا المنظومة الطبية والإنسانية… وأخرجها عن الخدمة في شمال القطاع”.
48 شهيدا خلال 24 ساعة في غزة
وكان أبو صفية نبّه منذ أيام إلى أنّ المستشفى هدف لقوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عمّار البرش (50 عاما) النازح إلى بيت لاهيا من جباليا، إن “الوضع كارثي. لم تعد هناك خدمات طبية وسيارات إسعاف وعمال إنقاذ في شمال” غزة.
إلى ذلك، أفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد تسعة أشخاص بغارة إسرائيلية على منزل في وسط القطاع.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض “مقذوفين” أطلقا من شمال القطاع السبت.
وقال جيش الاحتلال إنه “بعد دوي صفارات الإنذار في الساعة 16,14 (14,14 ت غ) في مناطق القدس والنقب وهاشفيلا، اعترضت القوات الجوية الإسرائيلية مقذوفين عبرا إلى الأراضي الإسرائيلية من شمال غزة”.
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس السبت أن 48 فلسطينيا استشهدوا خلال الساعات الـ24 الماضية، وأن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 45484 شخصا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة قبل نحو خمسة عشر شهرا، ومعظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنها موثوقة.
(وكالات)