الجنازة الشعبية المهيبة التي شارك فيها آلاف الأردنيين في العاصمة عمَّان لتشييع المهندس إبراهيم غوشة، وهو أحد مؤسسي حركة حماس وأحد قادتها التاريخيين، تحمل الكثير من الدلالات والرسائل، لكنها في الوقت ذاته تعيد الى الواجهة ملف العلاقة بين الأردن وحركة حماس، وتعيد الجدل بشأن الموقف الرسمي الأردني تجاه الحركة، التي لم يعد أحد في المنطقة أو العالم يُنكر بأنها تلعب دوراً مهماً في المشهد الفلسطيني.
إلى جانب الآلاف الذين شاركوا في الجنازة تقاطر عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف على بيت العزاء، الذي أقيم لمدة ثلاثة أيام بحضور كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ورئيس إقليم الخارج في الحركة خالد مشعل، وهو ما شكَّل استفتاءً شعبياً عفوياً على حماس والمقاومة وفلسطين، إضافة إلى كونه احتفاء غير مباشر بالانتصار الكبير لغزة في معركة سيف القدس.
واللافت في هذه الاحتفالية الكبيرة بالمقاومة وبأحد قادتها الراحلين (غوشة) وبقادتها الحاضرين (مشعل وهنية) أن أغلب المتزاحمين للمشاركة هم من أبناء الجيل الجديد في الأردن، الذين ولدوا أصلاً بعد قرار إبعاد قادة الحركة عن الأردن (سنة 1999) ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي، على الرغم من كونهم مواطنين أردنيين، ومن بينهم إبراهيم غوشة، الذي أمضى فترة مبعداً مع غيره، حتى قرر العودة طوعاً إلى الأردن والاعتكاف بمنزله، من دون ممارسة أي نشاط، وظل بعيداً عن الأضواء وعن وسائل الإعلام حتى وافته المنية أخيراً، تاركاً الساحة لمن خلفه ممن هم أصغر سناً وأكثر حيوية. الاحتفاء الكبير الذي استقبل به الأردنيون كلاً من مشعل وهنية، والتكريم الذي حظي به غوشة بعد عشرين عاماً من اعتكافه في منزله، إنما هو رسالة أردنية شعبية جديدة تُفيد بالالتفاف الكامل حول فلسطين والقدس وحول المقاومة، وبرنامجها للتحرير، كما تؤكد هذه الرسالة أن عشرين عاماً من منع حركة حماس وحظر أي أنشطة لها، لم يؤدِ إلا إلى مزيد من التأييد للحركة.. والأهم من ذلك كله أن الأردنيين يبعثون برسالة تُفيد بأن قضية فلسطين ما زالت بوصلتهم ومركز اهتمامهم، على الرغم من أي أزمات داخلية أو انشغالات بقضايا محلية، بل إنهم قد يختلفون على أي شيء إلا فلسطين فهي القاسم المشترك الأكبر لكل الأردنيين.
التكريم الذي حظي به غوشة، رسالة أردنية شعبية جديدة تُفيد بالالتفاف الكامل حول فلسطين والقدس وحول المقاومة وبرنامجها للتحرير
الترحيب الشعبي والعشائري الأردني بوفد حماس والتأبين الكبير للراحل غوشة، كان غير مسبوق، وسرعان ما تحول بيت العزاء الى مهرجان للاحتفاء بالمقاومة الفلسطينية، وتقريباً لم يغب عن المشهد أي من مكونات الشارع في الأردن، فقد تصدر “الحراك الشعبي الموحد” قائمة المعزين بالفقيد والمرحبين بحركة حماس والمعلنين تضامنهم مع المقاومة، وهذا الحراك على قدر كبير من الأهمية إذ أنه يمثل حالة شعبية عامة لا علاقة لها بالأحزاب، ولا بمنظمات المجتمع المدني، وإنما هي خليط من الشباب الأردني الذي يُطالب بالإصلاح في بلده. يقول القيادي في “الحراك الشعبي الموحد” علاء ملكاوي، إن قضية فلسطين تُشكل أحد الثوابت التي يُجمع عليها المنتمون لهذا الحراك، كما يُذكّر دوماً بأن “الحراك” شارك في العديد من الفعاليات ضد سفارة الاحتلال في الأردن، وضد اتفاقية الغاز. كما يرى بأن هذه الجنازة المهيبة للراحل إبراهيم غوشة إنما “تحمل الكثير من الدلالات السياسية المهمة”. هذا الاحتفاء الكبير بحماس في الأردن يعيد مجدداً الى الواجهة الملف المسكوت عنه منذ عشرين عاماً، وهو المتعلق بإعادة فتح مكاتب الحركة التي تم إغلاقها في صيف عام 1999، وضرورة إعادة رسم وبرمجة العلاقة مع حركة فلسطينية فازت في انتخابات برلمانية، وتحكم نصف الشعب الفلسطيني، وتشارك في كل الحوارات الداخلية، وتقيم علاقات رسمية وعلنية مع عشرات الدول في العالم.
واقع الحال أن ثمة مصلحة أردنية في استئناف العلاقة مع حماس وإعادة فتح مكاتبها وإنهاء مقاطعتها، إذ أنها أولاً وقبل أي شيء تحظى بشعبية واسعة لم تنل منها سنوات المقاطعة والابعاد، بل ازدادت شعبيتها وازداد الأردنيون إيماناً بها، كما أنها الطرف الفلسطيني الأكثر تمسكاً بحق العودة ورفض “الوطن البديل”، وهذه مصلحة مشتركة مع الأردن، إضافة إلى هذا وذاك فإن التحولات الاقليمية الجديدة والتحالفات الجديدة في المنطقة تُحتّم على الأردن البحث عن حلفاء جدد بعد أن تخلى عنه حلفاؤه التقليديون، وهذا التخلي بدا واضحاً بموافقة بعض الأنظمة على “صفقة القرن” أو بقطع المساعدات السنوية التي كانت مخصصة للأردن.
*كاتب فلسطيني
بعد قرار أممي تقسيم فلسطين 1947 وإقامة دولة يهودية 1948 باتت قضية فلسطين برعاية النظام العربي ودخل جيش الأردن للضفة الغربية والقدس ودخل جيش مصر لقطاع غزة إلى أن اضطرا للإنسحاب 1967 لكن بعد حرب 1973 قرر النظام العربي أن منظمة التحرير الممثل الشرعي لفلسطين ونقل مسؤولية الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة من الأردن ومصر 1975 للفلسطينيين ثم وقعت مصر وفلسطين والأردن سلام مع إسرائيل ولم يعد بإمكان الأردن ومصر إرسال جيشيهما للضفة الغربية والقدس وقطاع غزة حتى لو حصل فيها فوضى وانقسام فلسطيني وتبعية لإيران.
مخطئ وواهم من يظن ان العدو الاسرائيلي يبحث عن السلام .
*بدون شك قضية (فلسطين) في قلب كل عربي
ومسلم.
معظم الشعب الأردني يقف في خندق فلسطين.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
اول مرة بسمع بابراهيم غوشة شو يعني هل البطل لا نعترف سوى بجلالة سيدنا فقط ولا هنيية ولا مشعل ولا حماس ولا غير الاردن وبس