من إضراب طلبة الطب في الجزائر
لندن- “القدس العربي”:
يثير خبر إيداع شرف الدين طلحاوي، ممثل طلبة الطب المضربين في كلية الطب بجامعة تلمسان، الحبسَ المؤقت، توترا متزايدا في أوساط طلبة الطب بالجزائر الذين أطلقوا حملة تضامن على مواقع التواصل مع زميلهم، في وقت دعا محامون وحقوقيون لإطلاق سراحه والاستجابة لمطالب الطلبة.
ونقل ممثلون عن الطلبة المضربين أن زميلهم شرف الدين طلحاوي، أودع الحبس المؤقت يوم الأحد 2 شباط/ فبراير الجاري، حسب ما أكده محاميه كمال رشيد لوح. وجرى توقيف الطالب يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني/ يناير الماضي أمام الإقامة الجامعية بتلمسان، وفقًا لشهادات زملائه التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ذكروا أن “أفرادا يرتدون ملابس مدنية على متن ثلاث سيارات اقتادوه إلى جهة مجهولة”، مما ترك عائلته دون أي أخبار عنه لمدة خمسة أيام.
ويواجه طلحاوي وهو أحد أبرز ممثلي الطلبة، تهما تتعلق بنشر أخبار كاذبة، الإخلال بالنظام العام، والمساس بالمصلحة الوطنية. ومنذ إعلان إيداعه الحبس، أطلق زملاؤه حملة تضامن واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، مطالبين بالإفراج الفوري عنه ووقف ما وصفوه بـ”التضييق على حرية التعبير والحراك الطلابي”. كما كتب محامون وحقوقيون منشورات تضامنية، تستنكر الطريقة التي تم بها التعامل مع الطالب وتدعو للإفراج الفوري عنه.
ويأتي هذا التطور ليعقّد من مسار الحل في قضية إضراب الطلبة المستمر منذ نحو 5 أشهر. ويعد هذا الإضراب حدثا غير مسبوق من حيث حجم التعبئة التي أدت لشل معظم الكليات الطبية الكبرى، خاصة في الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، سطيف، وعنابة؛ وسط شكاوى من الطلبة من وجود تعتيم إعلامي على إضرابهم.
وكان الطلبة قد لخّصوا دوافع الإضراب، في حالة الاستياء العميقة من عدد من المشاكل الهيكلية، على غرار النقص الفادح حسبهم، في مصالح التكوين والتربص، وهي الأزمة التي تفاقمت خلال العامين الأخيرين بعد الزيادة الكبيرة في عدد المقاعد البيداغوجية والملحقات الجامعية دون تحسين البنية التحتية التعليمية. كما أعلن الطلبة رفضهم للقرار الحكومي المتعلق بامتحان التخصص الطبي، حيث شهدت السنة الحالية انخفاضا كبيرا في عدد المقاعد المتاحة للامتحان، وهو ما خيب آمال العديد من الطلبة.
ومن دوافع الإضراب الأخرى العميقة، قرارٌ كانت الحكومة الجزائرية قد اتخذته بمنع المصادقة على شهادات الأطباء منذ عدة سنوات، بمبررات تفادي هجرة الأطباء. وتعد هذه الشهادات ضرورية لإيجاد عمل في الخارج أو لمواصلة الدراسات العليا، لذلك فإن عدم المصادقة عليها يحرم الطلبة من كثير من الفرص. وبالمقارنة مع باقي التخصصات التي لا تواجه مثل هذه العقبات، يرى الطلبة أن هذا الإجراء غير عادل ولا يخدم أي هدف سوى تعقيد مسارهم المهني.
وكانت هذه المسألة قد أثارت منذ فترة جدلا واسعا في الأوساط البرلمانية والطبية، حيث يدافع البعض عن هذا الإجراء باعتباره ضروريا للحد من هجرة الأطباء إلى الخارج، خاصة نحو فرنسا التي تحيطهم بكل المغريات من أجل العمل في مستشفياتها. ووفقا للقوائم المعلنة كل سنة من قبل وزارة الصحة الفرنسية، يشكل الأطباء الجزائريون نسبة كبيرة من الناجحين في هذه المسابقات التي تجرى باللغة الفرنسية، خاصة في ظل تشابه المسار الدراسي في كليات الطب بين البلدين.
وبعد أشهر من الإضراب، كانت الوزارة دخلت في مسار تفاوضي مع الطلبة، استجابت فيه لمطالب منها زيادة عدد المناصب في التخصصات، وقامت بتسقيف عدد الملتحقين بكليات الطب ابتداء من العام المقبل. وصرّح إثر ذلك وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، أنه بمعالجة مشكل التوثيق وغيره، فإنّ “كل المطالب المرفوعة حُققت، ووعد بمواصلة معالجة بعض النقاط مع جهات وصية أخرى”.
لكن الطلبة في الكليات كان لهم رأي آخر، فقد نشرت صفحاتهم في عدة ولايات قرارهم بمواصلة الإضراب لتحقيق كامل المطالب، بما فيهم رفع المنح بشكل مجز يحفظ كرامتهم وتوفير الإمكانيات اللازمة للحصول على تكوين في المستوى.
وما زاد في حالة التوتر خلال الأشهر الماضية، طريقة التعامل الإعلامي مع القضية، حيث تم اتهام جهات أجنبية بتحريض الطلبة على مواصلة الإضراب، وهو ما لم يستسغه المضربون الذين أكدوا أنهم يرفضون المزايدة عليهم في الوطنية. كما بادرت بعض كليات الطب بإخطار العدالة للحصول على حكم بعدم قانونية الإضراب، وهو ما أدرجه الطلبة في خانة التضييق عليهم.
وتضاف هذه القضية، إلى الكثير من الإشكالات على مستوى ما يعرف في الجزائر بالجبهة الاجتماعية، حيث كانت أسلاك في قطاع التعليم قد أبدت تذمرها من القوانين الأخيرة المنظمة للقطاع، وأبدت استعدادها للدخول في إضراب.
ويتزامن كل ذلك، مع انتقادات شديدة وجهتها المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بوضع المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، للجزائر، على خلفية ما قالت إنها “القيود المفروضة على المدافعين عن حقوق الإنسان وملاحقتهم بسبب أنشطتهم السلمية”، معربة عن استيائها بشكل خاص من “استمرار تجريمهم حتى بعد مرور أكثر من عام على زيارتها للجزائر في أواخر عام 2023”.
وذكرت لولور مؤخرا في بيان نشره مجلس حقوق الإنسان الدولي، أنها تشعر بخيبة أمل عميقة بسبب استمرار توقيف المدافعين عن حقوق الإنسان تعسفيا وملاحقتهم قضائيا وتخويفهم وتجريمهم استنادا إلى نصوص قانونية مبهمة مثل “الإضرار بالأمن القومي”، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء المدافعين كانوا ممن التقت بهم خلال زيارتها.
وأشارت إلى أنها التقت شخصيا بمعظم هؤلاء المدافعين عن حقوق الإنسان، مؤكدة أن أيا منهم لم يشارك في أي أعمال عنف، وأنه ينبغي معاملتهم جميعا وفقا للقانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي تلتزم الجزائر باحترامه. وقالت إنها خلال زيارتها للجزائر التقت أيضا العديد من المسؤولين الحكوميين في أجواء من النقاش البناء، لكنها أعربت عن خيبة أملها الشديدة لاستمرار القيود المفروضة على المدافعين عن حقوق الإنسان. وأوضحت أن هناك تواصلا مستمرا بينها وبين الحكومة الجزائرية بشأن هذه القضايا.
الحل سهل جعل من يريد المغادرة دفع تكاليف الدراسة الجامعية والثانوية ويغادر/اتفاقية الأمم المتحدة تضمن دراسة مجانية للتعليم الاساسي فقط
2/أو جعل دراسة الطب/الصيدلة/طبيب أسنان بالمال ويمنح عدد معين فقط بالمجان لمن يوقع عقد عمل دائم مع قطاع الصحة .
هكذا كل واحد في طريقه لان الأغلبية همها المادة فقط
بارك الله فيك على هذه الحلول الجد منطقية التي طرحتها واذا طبقت هذا الشروط الكل سيلتزم حده ولن يفكر في الهجرة ليعلم جميع المحامين ورواد التواصل الاجتماعي ان ما تمنحه الجزائر لابناءها من الطلبة لا تجده لا في تونس ولا في المغرب ولا في أي بلد افريقي من حيث مجانية التعليم لكل الاطوار التعليمية.
طالبنا تدريس الطب بالمال لعلنا نخرج من هذا الذل بطالة وسوء تكوين ونقص الوسائل الطبية في المستشفيات وليس وكأن الطبيب هو الوحيد الذي يدرس مجانا في الجزائر بل كل الجزائريين وليس وكأن الطبيب فقط من يهاجر بل اغلب الجزائريين لديهم رغبة في الهجرة وأصبحت حلما عند البعض وليس وكأن رسوم دراسة الطب تدفعها الحكومة من جيبها او المواطنين بل هي تأتي من الجباية البترولية والتي هي حق لكل مواطن جزائري اصله من التراب الجزائري وحتى الطبيب جزائري حسب ما اظن
سيد خليل،
التعليم مجاني في المغرب ابتداءا من المدرسة الابتدائية إلى غاية نيل شهادة الدكتوراه.
هناك مدارس للتعليم الخاص لكن لمن أراد.
اعتقد ان الحال مشابه في تونس وليبيا وباقي الدول العربية.
رد على عبد الغني: الأطباء جزائريين ويستفيدون من الدراسة مجانا الى جانب ذلك الدولة تكون وتبعث للخارج شوي منطق. ومن يريد المغادرة هم جزء هذا هو الحل لهم
الدولة تعلم وتكون وتصرف اموال طائلة على ابناءها وفي الاخير يرحلون لفرنسا التي تعاملهم كممرضين او تشترط عليهم القيام بحراسة المرضى ليليا مقابل 50 اورو واذا احتجوا فتطردهم وتبرر ذلك على انهم غير اكفاء ولا يتمعون بتكوين وتعليم عالي.
المقال يتحدث عن تضييق في الحريات وعن اعتقال طالب مثل الطلبة في فترة الإضراب لكن المعلقين كل مايرونه هو التوثيق وهجرة الاطباء ولم يسألوا عن أسباب هذه الهجرة واهما البطالة التي فاضت في السنوات الأخيرة في أوساط الاطباء وبات يهدد الامن الصحي للبلاد فارتفاع عدد الطلبة سيؤدي الى ضعف في التكوين و البطالة تؤدي الى النسيان وكل هذا طريق للأخطاء الطبية التي ضحيتها المواطن الامر بات اخطر مما نعتقد ويلزم الاتحاد لتحسين الطب في الجزائر عن طريق التوظيف المباشر للاطباء وتسقيف عدد الطلبة ليتماشى مع المقاعد البداغوجية والتأطرية والإمكانات المادية والبشرية فقطاع الصحة لا يمكن الاستهتار به
اولا انا ابني طالب طب في المغرب وانا مواطن بسيط لا ادفع رسوم او ماشابه دلك دا لا تدعون انكم الوحيدون في العالم عندكم مجانية التعليم تانيا كان لطلبة الطب في المغرب نفس المشاكل وربما اكتر ولم يحدت ان الدولة المغربية ادعت ان الازمة تحركها جهات خارجية وطيلة سنة كاملة من اضراب الطلبة لم يعتقل ولا طالب واحد ادا كفى من نظرية المؤامرة ساندوا طلبة طبكم. اليوم طلبة الطب وغدا لا تعلم من يكون
لا وجود لمجانية التعليم في المغرب وانا جزائري لي شقيقي متزوج من مغربية ويعيشان في وجدة منذ اكثر من 30 سنة وابناءهم لم يستطيعوا مواصلة تعليمهم الثانوني نظرا للشروط المالية التي تتطلبها المملكة.
سيد “بولمدايس جواد”
نحن مغاربة ونعيش في المغرب ودرست شخصيا في المغرب بالمجان حتى المستوى الجامعي ويدرس أبنائنا في المغرب بالمجان.
التعليم مجاني من المستوى الابتدائي إلى غاية نيل شهادة الدكتوراه بما في ذلك كليات الطب ومدارس الهندسة.
ولي التلميذ يتوجب عليه شراء الكتب المدرسية ومستلزمات السنة الدراسية لا غير وبالنسبة للاسر الفقيرة فتتوصل بها بالمجان في المستوى الابتدائي.
هناك من يختار التعليم الخصوصي وذلك من حقه كمواطن وكما يعلم الكل فان التعليم الخصوصي ليس مجاني ويكلف الكثير.
الحرية لشرف الدين طالب طب حر وتسقط كل التهم الثقيلة الموجهة إليه هو مجرد طالب شعبوي حر طالبَ بحقوقه وحقوق آلاف الطلبة في إطار قانوني يكفله الدستور الجزائري الذي أقسم على حمايته رئيس الجمهورية.