حملة مصادرة سلاح في درعا… وكشف مستودعات حبوب مخدرة في ريف دمشق

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: أعلنت إدارة العمليات العسكرية عن حملة أمنية في درعا جنوب سوريا، لسحب السلاح وملاحقة «المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين» وذلك بعد يوم من إعلان فصائل مسلحة في درعا رفضهم تسليم أسلحتهم الخفيفة والثقيلة، أو حل التشكيلات المسلحة انصياعا لتوجيهات الإدارة العسكرية، وذلك في وقت شهدت فيه مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، مظاهرات غاضبة لليوم الثاني على التوالي، طالب فيها الأهالي بملاحقة مجموعات محلية متهمة بقتل أبناء المدينة.
وحسب مصادر محلية، فقد نظم أهالي ضحايا مدينة الصنمين مظاهرات طالبت الإدارة العسكرية بسحب سلاح مجموعة «الهيمد» التابعة لمخابرات النظام السابق، كما ندد المتظاهرون بالانتهاكات التي ارتكبتها المجموعة، بتوجيه من شعبة المخابرات العسكرية، قابل ذلك مظاهرة أخرى تأييدا للهيمد جلها من أنصاره وعناصر مجموعته.
وبناء على حالة التوتر، عقدت إدارة العمليات العسكرية، وقيادة الشرطة في درعا جنوب سوريا، الأربعاء، لقاء حضره وجهاء وقيادات عسكرية في مدينة الصنمين في ريف درعا أعلنت فيه عن حملة أمنية في المنطقة، وذكر «تجمع أحرار حوران» أن قائد الشرطة في درعا العميد بدر عبد الحميد، وصل على رأس رتل عسكري إلى المدينة وتعهد للمتظاهرين «بتفعيل المحاكم» ونشر 15 حاجزا عسكريا لملاحقة المطلوبين.
أيمن أبو نقطة المتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» وهي شبكة تنقل وتوثق أخبار المنطقة الجنوبية من سوريا قال لـ «القدس العربي» إن مدينة الصنمين في ريف درعا الشمالي، شهدت الأربعاء، اجتماعا عقد في المركز الثقافي جمع قيادات من الإدارة العسكرية إلى جانب قائد الشرطة العميد بدر عبدا لحميد، مع وجهاء وأهالي الصنمين.
وقال المتحدث من درعا، قرر المجتمعون «متابعة جميع الملفات الأمنية، التي أصبحت بين أيدي إدارة الأمن العام، والتعامل معها وفق آليات متابعة دقيقة، والتأكيد على محاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، وتوفير قضاء عادل للنظر في الادعاءات المقدمة من الأهالي، وتفعيل جميع الخدمات الأساسية في المدينة قريبا».
كما أبلغت إدارة العمليات وجهاء وأعيان الصنمين بتفعيل مركز الشرطة خلال الأيام القليلة المقبلة لتعزيز الأمن في المدينة، وفتح باب التسوية، مع استلام الأسلحة، ودعوة الراغبين في حمل السلاح إلى الانضمام للتشكيلات الحكومية.
وتوعدت الإدارة بتنفيذ عملية أمنية ضد المطلوبين وفلول النظام، لتكون الصنمين أولى مدن درعا المستهدفة، موضحة «أنها نشرت 15 حاجزا ونقطة أمنية في الصنمين، مع التدخل التدريجي لاستلام الأسلحة، واستخدام القوة العسكرية في حال الامتناع».

قتلى مدنيون

وتابع أبو نقطة: الأوضاع في مدينة الصنمين كانت مجموعة محلية يتزعمها محسن الهيمد قد شهدت توترا، منذ عدة أيام بعد هجوم شنته ضد مجموعة أخرى تتمركز في الحي الشمالي كان يقودها وليد الزهرة أبو خالد.
ويتهم أهالي درعا، مجموعة «الهيمد» بهجوم واسع شنته في السابع من ابريل/نيسان 2024 ضد مجموعة محلية أخرى، يقودها أحمد جمال اللباد، المتهمة أيضا بالتبعية لفرع أمن الدولة، أسفر الهجوم حينئذ عن مقتل 19 شخصا، من بينهم خمسة مدنيين من أقارب «اللباد» من بينهم طفلان قضوا حرقا داخل منزلهم على يد عناصر الهيمد.
وجاءت تلك الحادثة، في أعقاب هجوم مماثل، فجرت خلالها المجموعة المهاجمة عبوة ناسفة في حي المجبل أسفر عن مقتل 7 أطفال.
وفي محافظة القنيطرة القريبة، رفض أكثر من 600 عنصر من قوات النظام السابق، إجراء تسوية أوضاعهم القانونية لعدم حيازتهم على أسلحة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن العناصر تركوا السلاح خلفهم في مواقع درعا وجنوب سوريا وفروا إلى منازلهم خلال عمليات تقدم إدارة العمليات العسكرية وانهيار قوات النظام. وفرض مركز التسوية غرامة مالية قدرها 100 دولار أمريكي، أو شراء أسلحة فردية لتسليمها للمركز، لاستكمال تسوية أوضاعهم، حسب المرصد.
وافتتحت إدارة العمليات العسكرية مراكز تسوية في المحافظات والمدن لجمع السلاح وأخذ البيانات الشخصية للمواطنين وأفراد قوات النظام السابق، ومحاكمة الأشخاص الذين ارتكبوا انتهاكات بحق المدنيين.
وفي ريف دمشق، قال مصدر في وزارة الداخلية لسانا: أن قواتها عثرت على «أكثر من 120 ألف حبة كبتاغون و12 كيلوغراما من الحشيش بعد اشتباك دام عدة ساعات في مدينة الزبداني» لافتة إلى أنه «لا يزال البحث مستمرا عن مروجي هذه المواد» كما تمت ملاحقة عدد من مروجي المخدرات بعد تعاون من الأهالي، أثناء حملة التمشيط التي انطلقت في المنطقة ضد فلول ميليشيات الأسد.
وفي حمص، أفرجت إدارة العمليات العسكرية عن العشرات الذين جرى توقيفهم في أحياء مدينة حمص خلال الأيام القليلة الماضية، فيما لا يزال نحو 150 شخصا قيد الاعتقال من ضمنهم أشخاص أجروا تسوية مع إدارة العمليات العسكرية.
وتركزت الحملة الأمنية في حي الزهراء التي تشمل أحياء السبيل والمهاجرين والعباسية والأرمن، إضافة إلى حي وادي الدهب الذي يشمل ضاحية الوليد الزيتون شارع الخضري وجزء من كرم الزيتون. كما بلغ عدد الموقوفين في ريف حمص الشرقي ما يقارب 500 شخص بينهم ضباط وعناصر ممن أجروا التسوية، وسط ارتكاب انتهاكات.

عائلات تنظيم «الدولة»

وانتقالا إلى الحسكة شرق سوريا، غادرت الأربعاء، قافلة تضم عراقيين وعائلات لعناصر تنظيم «الدولة» من مخيم الهول في ريف الحسكة، حيث تم إخراج 715 شخصا و921 عائلة، برفقة مدرعات تابعة لقوات التحالف الدولي، كما وفرت طائرات التحالف حماية جوية طوال سير العملية.
وتأتي هذه العملية في إطار سياسة إعادة العراقيين من مخيمات النازحين إلى بلادهم، في خطوة تستهدف تفكيك معسكرات التنظيم وتطهير المنطقة من الخلايا النائمة التي قد تشكل تهديدا أمنيا مستمرا.
وحسب وسائل إعلام تابعة لـ «قسد» فقد غادرت 192 عائلة عراقية، الأربعاء، مخيم الهول جنوبي الحسكة، بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية