الخرطوم- “القدس العربي”: اتهم نائب رئيس المجلس السيادي السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الإسلاميين بمحاولة الوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، مؤكداً أن عناصر النظام البائد لن يستطيعوا بلوغ ذلك أبداً، على حد قوله.
وشدد على أن القوات المسلحة السودانية لن تكون مطية لحزب أو جهة، مشيراً إلى إنها مؤسسة ذات تاريخ عريق، وكانت وستظل ملكاً للشعب بكل أطيافه، مضيفا: “نحن منها ولن ندخر جهداً في الدفاع عنها ضد كل من يسيء إليها أو يقلل منها”.
وأقر خلال مخاطبته تنوير صحافي، الأحد بمقر قيادة الدعم السريع في الخرطوم، أن انقلاب العسكر على الحكومة الانتقالية في ٢٥ أكتوبر/ تشرين الأول 2021، كان خاطئاً ومدخلاً لعودة النظام السابق.
وقال إنه تبين منذ اليوم الأول للانقلاب، بأنه لن يكون مخرجا من الاحتقان السياسي، مشيرا إلى أنه لم يتردد عن العودة عن الانقلاب والرجوع إلى “الصواب”، حسب تعبيره.
وأكد رغبته في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية، لافتاً إلى أنه تعاهد على ذلك مع القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، وقيادة القوات المسلحة السودانية، وأنه لن يعود عنه أبداً.
وجدد التزام قوات الدعم السريع بما ورد في الاتفاق الإطاري الموقع في بين المدنيين والعسكر في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وإقرارهم مبدأ الجيش الواحد والإصلاح العسكري وفق جداول زمنية متفق عليها.
وأضاف: “إننا ملتزمون بصدق بالانخراط في عمليات الإصلاح الأمني والعسكري، بصورة تطور المؤسسة العسكرية وتحدثها وتزيد من كفاءتها وتخرجها من السياسة والاقتصاد كلياً، وتمكنها من التصدي الفعال لكل ما يهدد أمن البلاد وسلامها”.
وأشار إلى أن العملية السياسية قد تطاول زمنها، وأن الوقت قد حان لإنهائها والوصول لحل سياسي نهائي بصورة عاجلة تتشكل بناءً عليه سلطة مدنية انتقالية تقود البلاد، ونعود نحن في المؤسسة العسكرية إلى ثكناتنا لنتفرغ لأداء مهام حماية حدود البلاد وأمنها وسيادتها، وهذه مهام جليلة نتمنى أن نوفق في أدائها.
وتابع: أكدت مراراً وتكراراً أن الاتفاق السياسي الإطاري هو مخرج بلادنا من الأزمة الراهنة، وأنه هو الأساس الوحيد للحل السياسي المنصف والعادل، وقد ساهمت مع بقية الموقعين في دفعه إلى الأمام، مؤكدا أنه يمثل أساساً متيناً للمبادئ الرئيسية التي تعيد للمؤسسة العسكرية ما فقدته بسبب سياسات النظام السابق.
وشدد حميدتي على أنهم سيعملون بجد من أجل تحقيق أهدافه كاملة غير منقوصة، مشيرا إلى أن الاتفاق الإطاري حزمة واحدة يجب أن تنفذ كلها دون تجزئة.
وتأتي تصريحات حميدتي، بعد أيام من خطاب للبرهان، اشترط خلاله دمج قوات الدعم السريع في الجيش، للمضي في الحل السياسي.
وقال خلال مخاطبته الخميس، مراسم زفاف جماعي في ولاية نهر النيل، شمال البلاد: “إذا كانت هناك أي جهة تتخيل أنها يمكن أن تخيف الجيش أو تهزمه نقول له أنت مخطئ. الجيش يقاتل منذ 100 سنة لم تهزمه أي جهة، أنت قد تقتل البرهان أو قادة الجيش لكن الجيش موجود وسيمضي في الاتجاه الصحيح”.
وأشار إلى جهات قال إنها تخادع الناس وتقول إن الجيش فيه “كيزان” “إسلاميون” كله كذب، الجيش ليس فيه “كيزان” أو إخوان مسلمون.
وشهدت الأيام الماضية، معارك تصريحات بين البرهان وحميدتي، وسط مخاوف من زيادة الشقاق بين الجانبين، بينما برزت المواقف المتباينة للقائد العام للجيش السوداني ونائبه حول الاتفاق الإطاري، حيث يدعم الأول توسيع قاعدة المشاركة، بينما يتمسك الثاني بالأطراف التي نص الاتفاق الإطاري على مشاركتها في العملية السياسية، أي قوى الثورة وقوى الانتقال والحركات المسلحة.
تناقض