حين يفر الشيطان من التفاصيل إلى الاستراتيجية.. إسرائيل: لن تنفعنا أمريكا

حجم الخط
3

أيال زيسر

لا شيء يوقف مشاعرنا ويوحدنا كشعب إسرائيل أكثر من عودة المخطوفات والمخطوفين إلى أحضان عائلاتهم بعد 15 شهراً في أسر حماس. هذا انتصار الروح الإسرائيلية وروح الإنسان على قتلة حماس، الذين يقدسون الموت على الحياة وكانوا مستعدين لقتل 1.200 إسرائيلي بل والتضحية بأبناء شعبهم على مذبح حلمهم للوصول إلى إبادة إسرائيل.

تحرير المخطوفين سيحمل الحرب إلى نهايتها في غزة. وستروي كتب التاريخ كيف تنتهي هذه الحرب، التي شنها يحيى السنوار بتكليف من إيران، بينما محور الشر بقيادة طهران بات في نقطة درك أسفل تاريخي لم يشهد له مثيل، بعد الضربات التي تعرضت لها حماس وحزب الله على أيدي إسرائيل. إن ضحك المصير أن هذه الحرب التي استهدفت منع التوقيع على اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، تنتهي وبات هذا الاتفاق أقرب من أي وقت.

تحرير المخطوفين سيحمل الحرب إلى نهايتها في غزة. وستروي كتب التاريخ كيف تنتهي هذه الحرب، التي شنها يحيى السنوار بتكليف من إيران

بعد كل هذا، من المهم الاعتراف بأنه رغم الوعد بـ “النصر المطلق”، نجا حزب الله وحماس من الحرب، وإن تم ضربهما ضربة شديدة، وثمة خوف من أن يعملا على ترميم قوتهما ويعودا ليشكلا تهديداً على إسرائيل. يدور الحديث، إذن، عن فشل المستوى السياسي والمستوى العسكري في إسرائيل، بعد فشلهما في 7 أكتوبر حين فشلا في إدارة المعركة بتفويتهما الفرصة بهزيمة العدو أثناء أشهر القتال الطويلة.

الرئيس ترامب هو الذي كان الروح الحية من خلف تحقيق الصفقة، بعد أن توعد كل الجهات ذات الصلة – يتبين أنه قصدنا نحن أيضاً – بالجحيم ما لم تتحقق هذه الصفقة.

ترامب لا يرتاح على أكاليل الغار، ويتطلع الآن لتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية كخطوة أولى في الطريق لخلق شرق أوسط جديد.

ما يحصل في غزة ولبنان في اليوم التالي للحرب، وما سيكون عليه مشروع إيران النووي سنتغلب على عوائق كهذه في منطقتنا ليس من خلال الإغراءات والوعود بالازدهار الاقتصادي، بل عن طريق التهديدات باستخدام القوة. يفترض بترامب أن يعرف هذا بعد فشله في محاولته التقدم في العقد الماضي بـ “صفقة القرن” لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

قد يبدو ترامب ويُسمع مهدداً لكن في منطقتنا يعرفون كيف يقرأون بين السطور ويخيل أن رسالته، رسالة نائبه فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث، واضحة. كل هؤلاء يمنحون إسرائيل عناقاً حاراً، لكنهم يطلقون في الوقت نفسه رسالة واضحة بأن على الولايات المتحدة ألا تتورط في حرب في الشرق الأوسط. بمعنى أن ليس لإدارة ترامب رغبة أو مصلحة في العمل عسكرياً، لا في سوريا ولا في اليمن، وفي إيران أيضاً كما يبدو.

ما فهمه حزب الله في لبنان تفهمه حماس في غزة الآن، وسيفهمه الإيرانيون أيضاً – ترامب يهدد، لكنه لا يعتزم العمل، وبدلاً من هذا، وجهته للاتفاقات والتسويات وأولاً وقبل كل شيء الاتفاق مع إيران في كل ما يتعلق بمشروعها النووي. وثمة استنتاج: خفض الرأس والانتظار إلى أن يمر الغضب.

حماس في غزة لن تخرق اتفاق وقف النار، بل ستعمل على ترميم قوتها العسكرية واستعادة سيطرتها على السكان. أما في لبنان فسيبقي حزب الله على السلاح تحت تصرفه، والدليل أن الجيش اللبناني لم يصادر أي صاروخ حتى الآن، لا جنوبي الليطاني ولا شماله.

الصفقة في غزة ورقة مهمة في البرج الورقي الأمريكي الذي يعنى بخلق شرق أوسط جديد، لكن ثمة شك بأن يصمد برج الأوراق هذا أمام مهب الريح الأول، وواضح للجميع أن ليس لواشنطن نية لاستخدام القوة لتحقيق مخططاتها لمستقبل المنطقة.

يجدر بإسرائيل أن تستعد للوضع الجديد، ويجب أن تتعلم من فشلها في هزيمة حماس وحزب الله طوال 15 شهراً الأخيرة، وعليها أن تستوعب قواعد اللعب التي يمليها علينا الأمريكيون، وتجد سبيلاً –يدمج بين خطوات سياسية وعسكرية- يسمح لها بمنع عودة التهديد من غزة ومن حدود لبنان.

إسرائيل اليوم 19/1/2025

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ولكن بايدن قال وبالحرف الواحد أن أمريكا هي من صنعت ما يسمى اعتباطا إسرائيل التي هي في الحقيقة فلسطين العام 1948، فإذا انهارت أمريكا ستنهار عصابة تل أبيب يا حبيب معادلة صفرية بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد قاهر البعبع الصهيو صليبي يا حبيبي ✌️🇵🇸😎☝️🔥🚀🐒🔥

  2. يقول فصل الخطاب:

    ههه ولكن حبل الشيطان قصير ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🔥

  3. يقول محمد:

    ليست حماس من يقتل بل حماس تقاوم القتلة الصهاينة المغتصبين.

اشترك في قائمتنا البريدية