غزة – «القدس العربي»شهدت عمليات القصف والتدمير التي تنفذها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيدا خطيرا على مناطق شمال ووسط قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، ومن بينهم صحافي انضم إلى قافلة شهداء الصحافة الطويلة، بعد استهداف خيمة نزوحه، فاستشهد برفقة زوجته.
وشهد وسط القطاع غارات وقصفا مدفعيا إسرائيليا.
وذكر “مستشفى العودة” أن 20 شهيدا ارتقوا وأكثر من 30 مصابا جراء عدوان الاحتلال على مخيم النصيرات.
وطاولت الاعتداءات المناطق الغربية لمخيم النصيرات. وفي مجزرة عائلية قضى رجل وأطفاله الثلاثة من عائلة “قويدر”، حين قصفت طائرة إسرائيلية منزل العائلة الواقع في عمارة سكنية، كما استشهد أربعة مواطنين من عائلة “أبو دلال” جراء استهداف منزلهم في حي الحساينة غرب المخيم.
وقد سبق ذلك سقوط أربعة شهداء في سلسلة هجمات عنيفة، كان من بينهم الصحافي محمد خريس وزوجته، اللذان قضيا في قصف طيران الاحتلال لخيمة نزوحهم في حي السوارحة.
كما استشهد مواطن مسن يبلغ من العمر (74 عاما)، جراء اصابته في قصف استهدف الحي رقم 2 في المخيم، فيما استشهدت سيدة مسنة أخرى جراء قصف مدفعي استهدف غربي مخيم النصيرات، وارتقى شهيد وأصيب عدد آخر إثر قصف مسيرات إسرائيلية محيط مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
وأكد شهود من المخيم لـ “القدس العربي”، أن عمليات القصف الجوي والمدفعي لم تنقطع طوال ليل الأحد وفجر الاثنين، وتجددت بذات الوتيرة في صباحا، مع بدء قوات مدرعة بالتوغل على الأطراف مع تنفيذ أعمال تمشيط وتجريف.
وتخللت إحدى عمليات إجلاء الجرحى قيام طائرة مسيّرة بإلقاء قنبلة على المكان غربي النصيرات، كما قصفت قوات الاحتلال منزلا يقع في منطقة النويري غربا، كما طال القصف المدفعي محيط مسجد الفاروق ومسشفى العودة القريبين من سوق المخيم ومراكز إيواء النازحين.
وأطلقت مسيّرات إسرائيلية النار، صوب منازل المواطنين في أرض المفتي وأطراف الحي رقم 5 شمالي النصيرات، كما نفذ الطيران الحربي خمس غارات جوية إسرائيلية في أقل من 10 دقائق تركزت على محيط برج التركماني غربا، حيث أثارت الغارات والقصف المدفعي حالة من الخوف الشديد في أوساط المواطنين والنازحين، خشية من سقوط قذائف على منازلهم ومناطق تجولهم في المخيم.
استهداف وحصار
وفي شمالي القطاع، حيث تستمر العملية البرية، ارتقت شهيدة جراء إلقاء طائرة نوع “كواد كابتر” قنبلة على شارع نصر في منطقة جباليا النزلة، كما أصيب ثلاثة من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عدوان، بعد قصف مسيّرة إسرائيلية قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى، وأصيب ثلاثة مواطنين جراء قصف مجموعة من المواطنين في منطقة تل الزعتر، في وقت استمرت الهجمات العنيفة التي تنفذها قوات جيش الاحتلال المتوغلة، حيث قصف الطيران والمدفعية العديد من المناطق، بخاصة تلك التي لا تزال مأهولة بالسكان، الذين يرفضون رغم الجوع النزوح القسري، وسقط عدد من المصابين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في منقطة جباليا النزلة، كما أصيب آخرون في تلك المنطقة، جراء إلقاء طائرة مسيّرة من نوع “كواد كوبتر” قنابل على المواطنين.
وترافق ذلك مع قصف جوي طال عدة منازل في مخيم جباليا، وطاولت الغارات أيضا منطقة مشروع بيت لاهيا، ومنطقة أبراج الشيخ زايد.
ولا تزال مناطق شمال قطاع غزة تخضع لحصار محكم، يمنع بموجبه جيش الاحتلال دخول قوافل المساعدات الطبية والغذائية للمواطنين، الذين حذرت تقارير دولية من موتهم جوعا.
وقال جهاز الدفاع المدني، المحروم من العمل منذ 20 يوما شمالي غزة، إن جيش الاحتلال يقصف المنازل في شمال القطاع على رؤوس الفلسطينيين، وإن كل من يُستهدف ويتعرض لإصابة يستشهد بسبب صعوبة إنقاذه..
وكانت وزارة الصحة أكدت أن أيا من عربات الإسعاف لا تعمل في تلك المنطقة، وأن المصابين الذين يستطيعون المغامرة بالتحرك هم من يصلون إلى المشافي، وقد انتشرت مؤخرا صور لمصابين داخل المنازل، يواجهون مصير الموت، لعدم قدرتهم على الانتقال إلى المستشفى، وأبلغت عائلات أنها فقدت أفرادا منها، بعد أن نزفوا حتى الموت. ويؤكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن الاحتلال “يصعد من حرب الإبادة في القطاع”، وقال “الوضع الصحي في أسوأ ظروفه بسبب الاحتلال الذي أفقد المستشفيات رسالتها”، وتابع “الاحتلال يسعى لتهجير الناس وما يقوم به في شمال غزة جريمة حرب”.
المدينة
واستمرت هجمات جيش الاحتلال على مدينة غزة، وارتقى شهيد وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب برج الأندلس بحي الكرامة شمال غربي المدينة، وهو أحد الأحياء التي هدد الاحتلال سكانها قبل أيام بالنزوح القسري.
كما استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي على شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، وآخر بنيران مسيّرة إسرائيلية في حي الزيتون جنوبي المدينة. والمعروف أن المناطق التي هددت بالنزوح القسري، وهي شمال مخيم الشاطئ ومنطقة العودة والكرامة، فيما مراكز إيواء تؤوي آلاف النازحين، ومن ضمنهم نازحين تركوا قسرا مناطق سكنهم في مخيم جباليا، مع بدء العملية العسكرية.
كما طال القصف المدفعي وإطلاق النار من الرشاشات الثقيلة، المناطق الواقعة شمال المدينة، وتحديدا الأحياء التي هددها جيش الاحتلال منذ يومين بالنزوح القسري، فيما لا يزال العدد الأكبر من السكان موجودين في تلك المناطق، ويرفضون النزوح، لتيقنهم بعدم وجود أماكن آمنة في مناطق النزوح.
ووقد هاجمت قوات جيش الاحتلال الأطراف الشرقية والجنوبية لحي الزيتون، وتعرضت منطقة المصلبة ومحيط شارع 8 والمنطقة القريبة من الحدود لقصف مدفعي عنيف، كما طالت هجمات جيش الاحتلال المتوغلة جنوب المدينة وتحديدا في محيط “محور نتساريم”.
في الموازاة، شهدت المناطق الشرقية لمدينة خان يونس عمليات قصف مدفعي عنيف، تركزت على أطراف بلدات عبسان والقرارة وبني سهيلا، وسجل سقوط العديد من القذائف على مقربة من التجمعات السكنية هناك.
وفي المدينة الواقعة جنوبي القطاع، أعلن مستشفى الهلال الكويتي الميداني، عن إطلاق حملة للتبرع بالدم، ضمن المساعي الرامية لتوفير هذه الوحدات لمصابي الغارات الإسرائيلية.
أما في مدينة رفح التي يتواصل فيها التوغل البري منذ أكثر من ستة أشهر، فقد شهدت الأحياء الشرقية عمليات قصف مدفعي وأطلاق نار كثيف من الطيران المروحي، كما تعرضت مناطق وسط المدينة لإطلاق نار من قبل جنود الاحتلال المتمركزين على “محور فيلادلفيا” الفاصل عن مصر، وشهدت أيضا أحياء السعودي وتل السلطان هجمات مماثلة.