خارطة الطريق لم تعد صالحة.. حماس تحشد السلاح

حجم الخط
0

خارطة الطريق لم تعد صالحة.. حماس تحشد السلاح

خارطة الطريق لم تعد صالحة.. حماس تحشد السلاح اليكم الخطة السياسية الحقيقية التي تهيأ في الاشهر الاخيرة، استعدادا للولاية القادمة لحكومة شارون، بين الناس الاكثر تأثيرا في الحلقة القريبة من رئيس الحكومة. لم تعد هذه حيلة اعلامية للضرورات الانتخابية تصدر عن مدرسة إدلر، وحوريف واراد. علي العكس: تنشر الامــــور هنا مع افتراض ذي قناعة كافية أنه في اللحظة التي ستنشر فيها سيكون تحلل تام من ذلك، ولكن مع كل ذلك هاكم الامر: اللعبة الوحيدة في القدس، ويجدر بنا أن نبدأ التفكير بذلك بجدية واعتياد ذلك. التوقع للمستقبل القريب، حتي قبل الانتخابات هنا، هو أنه في شباط (فبراير) أو في اذار (مارس)، بعد أن يزول غبار الانتخابات للسلطة الفلسطينية في نهاية كانون الثاني (يناير) (اذا ما اجريت في موعدها)، فستكون هنا موجة عنف من أشد ما عرفناه. تقول التقديرات الاستخبارية ان حماس تحشد السلاح، والمواد المتفجرة والقوة البشرية استعدادا لهذا الموعد لتزرع القتل بجميع الوسائل. مع افتراض أن خريطة الطريق، التي يعلن ارييل شارون مرارا وتكرارا أنه يستمسك بها وسيتصرف بحسبها في ولايته القادمة، تقضي علي السلطة الفلسطينية أن تحل البني التحتية للارهاب، وان تجمع السلاح وان تقيم سلطة جدية داخل حدودها، فان الحديث في الحقيقة عن سخرية كبيرة. موجة حماس ستحبط جميع الآمال التي لم تكن اصلا سوي الادني في هذا السياق. حتي لو افترضنا أن التقديرات الاستخبارية هذه مخطوءة وان الوضع لن يصبح أسوأ مما هو عليه اليوم، فانه لا توجد اي جهة جدية، هنا، او في واشنطن او حتي في اوروبا تقدر أن ابا مازن سيستطيع اقامة سلطة تهييء ادني شروط خريطة الطريق. انها تبدو مثل طريق مسدود، ويستعملها شارون في الاساس كورقة تين، تغطي علي الطريق السياسية الجديدة التي يتجهون اليها في القدس. الفكرة هي انه بعد أن يتضح ان خريطة الطريق هي ليست صالحة لبداية تقليدية، ستتم عملية يمكن أن نسميها الانفجار الكبير في السياسة الاسرائيلية: فستجتمع اسرائيل والولايات المتحدة في مباحثات سرية محمومة تتفق فيها الدولتان علي الحدود الشرقية لاسرائيل. ان حدود الاختلاف في الرأي بين القدس وواشنطن في هذا السؤال ليست كبيرة جدا: فالحديث عن فرق يراوح بين 8 الي 12 في المئة من مساحة الضفة الغربية والتي ستضمها اسرائيل اليها. بينت جهات اسرائيلية، كانت قد عرضت الفكرة علي مسؤولية كبار في ادارة بوش، بينت للامريكان انه لانه لا يوجد اي احتمال عملي لاي انجاز في التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين، فان واشنطن، بدورها كقوة عظمي تقرر في الشرق الاوسط، هي الشريك الطبيعي في القضية. بدرجة ما، بين أحد المقترحين الاسرائيليين لمحادثيه في واشنطن، قبل عدة اشهر، ان الولايات المتحدة ستعمل مثل وكيل عن الفلسطينيين، الذين لا يستطيعون للاسف الشديد ادارة أمورهم بأنفسهم.القصد الاسرائيلي هو الي استغلال نافذة فرص السنتين القادمتين ـ وهما الاخيرتان لادارة بوش شديد التعاطف. والهدف هو: اتفاق موقع مع واشنطن يحدد حدود اسرائيل الشرقية، وهو اتفاق ستكون له اهمية دولية كبيرة. أنتم، قال رجال شارون للامريكان، ستستطيعون التلويح بانجاز تاريخي: ادارة بوش هي الادارة الامريكية الوحيدة التي نجحت في التسبب باعلان موقع ورسمي لاسرائيل عن انسحابها الكبير من أكثر مناطق الضفة، وعن اخلاء كبير لعشرات المستوطنات ولعشرات الاف المستوطنين والتمكين لدولة فلسطينية ذات امتداد جغرافي في الضفة الغربية. ستحصل اسرائيل علي توقيع أمريكي علي رفض تام لحق العودة (وهو انجاز لم نحصل عليه بعد من ادارة بوش، بالرغم من أنه في جهود الحيل الاعلامية لمقربي شارون عُرضت رسالة الرئيس بوش من السنة الماضية كضامنة ذلك) وعلي سيادة في القدس القديمة كلها ـ في حين أن جميع الاحياء العربية في القدس ستنقل الي سيادة السلطة الفلسطينية. لا يعتقد أحد من مقترحي هذه الفكرة ان الاتفاق الامريكي – الاسرائيلي هذا سيكون الاتفاق النهائي التام. فرص العمل هو انه ستبقي اطراف لاتفاق نهائي بين الطرفين انفسهما، ولكن ذلك فقط في حالة ستكون هنالك سلطة فلسطينية ذات سلطان راسخ وقدرة تنفيذ ووفاء بالاتفاقات – وهو شيء غير معقول توقعه في المستقبل القريب أو المتوسط. يفترض أن يشتمل الاتفاق الاسرائيلي ـ الامريكي ايضا علي استكمال سريع للجدار، وعلي اخلاء تدريجي للمستوطنات وعلي مساعدة مالية سخية من واشنطن في النفقات الكبيرة علي اقتلاع المستوطنين وتوطينهم من جديد داخل حدود الجدار، الذي سيصبح جدارا حدوديا حقيقيا. ان جمال هذه التسوية هو في أنه لا يظهر شارون كمن لا يقول الحق: صحيح انه أعلن بحزم عن أنه لن تكون هنالك انسحابات احادية الجانب اخري، لكن هذه الفكرة يمكن أن تسمي ببساطة انسحابا متفقا عليه، اذا لم يكن مع الفلسطينيين، فانه مع الولايات المتحدة، كوكيل فرض نفسه علي الفلسطينيين. وصحيح أن شارون التزم السلوك بحسب خريطة الطريق، لكنه سيستطيع الزعم دائما انه مضي فيها الي اللحظة التي وصل فيها الي طريق مسدود، ولن يحاسبه أحد علي أنه كان واضحا منذ البدء أن الحديث عن طريق مسدود. ان شارون اذا ما اراد الوفاء بما وعد به في برنامج كديما الحزبي وفي تصريحات معلنة كثيرة، اي أنه سيضع البنية التحتية للحدود الدائمة لاسرائيل ـ فأي بنية تحتية أشد ثباتا من توقيع أمريكي رسمي علي الخطوط الحدودية الشرقية لاسرائيل بإزاء الفلسطينيين؟ اذا كان شارون قد تحدث كثيرا عن دولة ذات كثرة يهودية راسخة، وعن أن الاحتلال هو شيء سيء للجميع ـ فأي شيء يحقق هذا اكثر من هذه الفكرة؟ تبدو الخطة لمقترحيها ناجحة ايضا من الجهة الاسرائيلية الداخلية – ففي حين أن الجمهور الاسرائيلي، الذي تعلم دروس اوسلو يميل الي النظر بشك كبير الي كل اتفاق مع الفلسطينيين، فانه سينظر نظرا مخالفا تماما الي انسحاب في اطار اتفاق موقع معلن واضح مع الامريكان. من الملح أن نلاحظ هنا ملاحظة تحفظ مهمة: هذه خطة ما تزال لم تحصل علي موافقة أمريكية. سمعها المسؤولون الكبار في الادارة باهتمام، وعرضوا ملاحظات، لكنهم لم يعلنوا عن أنهم يقبلونها أو يميلون اليها. من جهة ثانية، ظهرت علي نحو مفصل ومثير في مقالة من عدد تشرين الاول (اكتوبر) من الصحيفة الامريكية كومنتري ، وهي المرشد النظري للمحافظين الجدد، ولادارة بوش وللحزب الجمهوري، اثارت اهتماما كبيرا في الولايات المتحدة. فضلا علي ذلك، من المهم أن نذكر أن اسرائيليين كثيرين تحدثوا أخيرا الي وزير الخارجية الامريكية السابق الدكتور هنري كيسنجر، الذي يملك تأثيرا ما في الدوائر العاملة في السياسة الخارجية الامريكية، وسمعوه يؤيد هذه الخطة، ويمكن ان يكون من مقترحيها الاوائل. يقتضي نص كيسنجر سرية الاتصالات الاسرائيلية ـ الامريكية، وذلك بقصد ان يعرض الشأن كله كنوع ما من الفرض الامريكي علي اسرائيل. يعرض علي من؟ في الاساس علي دول الاتحاد الاوروبي، التي من أجل الحصول علي تأييدها رسم الحدود، بحسب تصور كيسنجر، يجب ان يوضع علي المائدة هذه الطبخة وهي متبلة يشتم فيها معاداة اسرائيلية ما. توجد جهات اسرائيلية قلقة من أن ذلك لن يكون فقط ايهاما بالفرض علي اسرائيل. فهم يذكرون حقيقة أنه قد حدث في الوقت الاخير ازدياد صرامة في نظرة وزير الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الي اسرائيل، ويذكرون بخاصة النغمة الشديدة غير المهاودة التي عارضتها حيال الاسرائيليين في قضية المعابر بين غزة والضفة. ويعبرون أيضا عن خوف من أن ادارة بوش ستطلب ان تحرز علي حساب اسرائيل انجازات من أجل صورتها المشكلة في العالم العربي والاسلامي، وعلي هذا فانها لن تكتفي بانجاز انشاء دولة فلسطينـــــية ذات منطقة متصلة في الضفة، لكنها ستفتـــــت من التفاوض حيال اسرائيل بالانجازات الاقليمية التي تحاول اسرائيل الحصول عليها في الضفة، وفي الكتل الاستيطانية وفي القدس أساسا.علي اي حال، الجدية والاهمية اللذان تنظر بهما جهات رفيعة في اسرائيل الي هذا المخطط يشهدان بانهما الامر الذي قد يتسبب بتجديد الاتصالات السياسية بعد الانتخابات في اسرائيل.امنون دانكنر وبن كسبيت(معاريف) ـ 2/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية