خبير أمريكي: رصيف غزة العائم “مسرحية متكاملة الأركان”

حجم الخط
2

واشنطن: وصف الخبير السياسي الأمريكي ستيفن سيملر الرصيف العائم، الذي أنشأته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على شاطئ قطاع غزة لـ “إيصال المساعدات الإنسانية” إلى القطاع، بأنه “مسرحية متكاملة الأركان، وفشل تماماً في تحقيق هدفه”.
جاء ذلك في مقابلة مع سيملر، أحد مؤسسي “معهد إصلاح السياسات الأمنية”، وهو مؤسسة بحثية أمريكية غير حكومية.
ولفت سيملر إلى أن منظمات الإغاثة الإنسانية واجهت صعوبات كبيرة بإيصال المساعدات القادمة عبر هذا الرصيف، فيما فسدت كميات كبيرة أخرى منها جراء سوء التخزين.

ستيفن سيملر: إدارة بايدن فضلت إشغال الرأي العام العالمي بمشروع الرصيف العائم، بينما تملك القدرة على إيقاف الحرب

واعتبر أن إدارة بايدن فضلت إشغال الرأي العام العالمي بمشروع الرصيف العائم، بينما تملك القدرة على إيقاف الحرب.

فشل ولم يحقق هدفه

الخبير السياسي قال إن الرئيس بايدن خيّب أمله في مسألة الرصيف العائم، الذي أنشأته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” على ساحل غزة.
واعتبر سيملر أن هذا الرصيف “فشل تمامًا”، لأنه “لم يحقق أبدًا هدفه الأساسي المتمثل في تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة”.
وأردف: “بدلاً من الضغط على إسرائيل، وضمان مرور المزيد من المساعدات عبر المعابر البرية، حولت إدارة بايدن انتباه العالم إلى مكان آخر من خلال مشروع الرصيف المؤقت هذا، الذي يعد مسرحية متكاملة الأركان”.
ولفت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قال، عقب هجوم الفصائل الفلسطينية على قواعد عسكرية ومستوطنات محاذية لغزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023: “سنضع غزة تحت الحصار الكامل”، مذكراً بأنه تم قطع الغذاء والماء والكهرباء عن القطاع الفلسطيني بعد التصريح المذكور.
وقال: “أعتقد أن إسرائيل هي المسؤولة بالكامل عن الوضع المأساوي الحالي” في غزة.
وفنّدَ سيملر مزاعم إسرائيل بأن السبب في الأزمة الإنسانية في غزة هو “استهداف بعض العصابات والمخربين مركبات المساعدات”.
وذكر أن مثل هذه الحوادث لم تحدث قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وأن منظمات الإغاثة الإنسانية لم تواجه مثل هذه المشاكل في توصيل المساعدات إلى غزة قبل ذلك التاريخ.
ولفت سيملر إلى أن البنتاغون اكتفى بإنزال المساعدات الواصلة من قبرص على ساحل غزة عبر الرصيف العائم، “دون أن تعبأ بحفظها، لتفسد كميات كبيرة منها جراء بقائها لفترات طويلة بالهواء الطلق تحت أشعة الشمس الحارقة”.
وذكر أيضاً أن منظمات الإغاثة المسؤولة عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين من منطقة التخزين على ساحل غزة تعمل في ظل ظروف “صعبة للغاية”.
وأوضح قائلاً: “هذا الوضع سببه الجيش الأمريكي نفسه، وإدارة بايدن؛ فمعظم القنابل التي أُسقطت على غزة هي أمريكية الصنع”.
وأضاف أنه لا يجد مبرراً للأمريكيين “لإلقاء اللوم على منظمات الإغاثة، التي تواجه صعوبة في إيصال المساعدات للفلسطينيين في ظل أعنف عمليات قصف على غزة حتى الآن، في الوقت الذي تساهم واشنطن في الكارثة عبر دعم إسرائيل بالسلاح”.

ذر الرماد في العيون

ولفت سيملر إلى أن البنتاغون يحاول خلق تصور بأنها نجحت في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وقال إن الأمريكيين “يريدون فقط إعطاء الانطباع بأن المساعدات تم جلبها إلى الشاطئ عبر الرصيف المؤقت الذي أنشأوه، ولا يعبأون بمصير هذه المساعدات”.
وقال إن العملية المذكورة كانت بمثابة “ذر الرماد في العيون” من قبل إدارة بايدن.
واعتبر سيلمر أنه “في الوقت الذي تملك فيه الإدارة الأمريكية القدرة على إجبار إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار، فضّلت إشغال الرأي العام العالمي عبر مشروع رصيف عائم مؤقت”، واصفاً الأمر بـ”مسرحية المساعدات الإنسانية”.

قرار بإزالة الرصيف

والجمعة، أعلنت الولايات المتحدة عزمها إزالة الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة بشكل نهائي.
جاء ذلك على لسان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي، أوضح فيه أنه ستتم إزالة الرصيف بالكامل لأنه لم تعد هناك حاجة إليه لتوصيل المساعدات إلى غزة.

ستيفن سيملر: لا يوجد مبرّر للأمريكيين لإلقاء اللوم على منظمات الإغاثة، التي تواجه صعوبة في إيصال المساعدات للفلسطينيين في ظل أعنف عمليات قصف على غزة حتى الآن

وأكد أن القرار النهائي بهذا الخصوص ستعلنه القيادة المركزية بالجيش الأمريكي “سنتكوم”، مضيفاً: “ومع ذلك، أتوقع أننا سنوقف عمليات الرصيف تمامًا في وقت قصير”.
جدير بالذكر أن الرصيف تعرض لأضرار بسبب رياح وأمواج عاتية ضربته في 25 مايو/ أيار الماضي، بعد نحو أسبوع من بدء تشغيله، لتتم إزالته لإجراء بعض الإصلاحات.
وفي 7 يونيو/ حزيران الماضي، تم إعادة تركيبه واستخدامه لنحو أسبوع، ثم إزالته مرة أخرى بسبب سوء الأحوال الجوية في 14 يونيو.
وبعد أيام، تم إعادة تركيبه، لكن الأمواج العاتية أجبرت القوات الأمريكية على إزالته للمرة الثالثة في 28 يونيو، لتتم إعادة تركيبه مجدداً.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت نحو 127 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وبتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    صدق الرجل والله، وتمكر عصابة البانتاغون الأمريكي العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور ويمكر الله والله خير الماكرين وهو هازمهم ولو بعد حين وعد رب العالمين وكان وعد الله مفعولا اقتربت نهاية دويلة السراب والخراب التي تجثم على أرض فلسطين منذ 1919 بدعم أمريكي وغربي ظالم حاقد غادر جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🔥

  2. يقول نجمة:

    حسبي الله و نعم الوكيل

اشترك في قائمتنا البريدية