صنعاء – “القدس العربي”:

ألحقت الأمطار الغزيرة المتواصلة منذ أسبوع على مناطق جنوب جزيرة سقطرى اليمنية، الواقعة عند نقطة التقاء بحر العرب بالمحيط الهندي، أضرارًا مادية جسيمة بمنازل المواطنين وحقولهم الزراعية وثرواتهم الحيوانية وقواربهم بالإضافة إلى الطرقات وغيرها.

وتشهد مناطق نوجد وقعرة في جنوب محافظة أرخبيل سقطرى، جراء المنخفض الجوي الناجم عن العاصفة المدارية (بيبارجوي)، هطول أمطار غزيرة نجم عنها تدفق السيول التي تسببت بقطع عديد من الطرقات، ما أعاق حركة السيارات والوصول إلى المدن وأماكن التجمعات السكانية، متسببة بخسائر مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة، دون خسائر بشرية، حتى اليوم السبت، وفق مصادر محلية.

السلطة المحلية في المحافظة ناشدت منظمات الإغاثة التدخل العاجل لمساعدة المواطنين في المناطق المتضررة.

ويدخل المنخفض الجوي الناجم عن العاصفة المدارية أسبوعه الثاني مخلفًا أضرارًا بالغة في جنوب الجزيرة، التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضمن قائمة التراث العالمي (فئة الطبيعة) عام 2008م.

ونجم عن تدفق السيول وقطع الطرقات صعوبة في إيصال المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة.

في هذا السياق، أجرى رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، اتصالاً هاتفيًا، الجمعة، بمحافظ الأرخبيل، رأفت الثقلي، وتعرّف، من خلاله، إلى طبيعة الأوضاع والأضرار التي خلفتها الأمطار الغزيرة التي تسقط منذ أيام على المحافظة.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن الرئيس العلمي استمع من محافظ أرخبيل سقطرى، “إلى ايجاز أولي بشأن الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار الغزيرة في انحاء متفرقة من المحافظة، وجهود السلطة المحلية والجهات المعنية في عمليات الاغاثة، والانقاذ ومساعدة المتضررين”.

وحث العليمي الحكومة والسلطة المحلية في سقطرى “على مضاعفة الجهود والتنسيق مع المنظمات الإغاثية للحد من أضرار المنخفض الجوي، وتقديم العون، والمساعدات اللازمة للعائلات المنكوبة”.

وحسب المحافظ، فإن موجة الأمطار والسيول المستمرة في الأرخبيل، “خلفت اضراراً مادية في الممتلكات العامة والخاصة، بما في ذلك الحيازات الزراعية، وقوارب الصيد، والخدمات الاساسية، دون تسجيل أية خسائر بشرية”.

محافظة أرخبيل سقطرى شكّلت لجنة معاينة الأضرار، والتي بدورها نزلت للمناطق المتضررة، وأكدت، في لقاءات متلفزة، وقوع خسائر كبيرة في الممتلكات والخدمات.

 وتتمركز العاصفة المدارية (بيبارجوي) في جنوب وشرق بحر العرب، ووفق تقارير ما زالت العاصفة ضمن الدرجة الثانية مع احتمال تحولها للدرجة الثالثة في الأيام المقبلة أو تراجعها.

وحذرت نشرة الأرصاد الجوية في صنعاء، اليوم السبت، من استمرار تأثير العاصفة المدارية على سواحل جزيرة سقطرى والسواحل الشرقية من اليمن، وقالت: يمكن أن تتحرك العاصفة باتجاه الشرق بشكل تدريجي خلال الساعات القادمة.

وتعد جزيرة سقطرى من أكبر الجزر في العالم العربي، وتمثل موئلا لأصناف نادرة من الطيور والحشرات والاسفنجيات علاوة على تفردها بغطاء نباتي لا مثيل له في مكان آخر في العالم. وتعد شجرة دم الأخوين من أهم ملامح البيئة الفريدة لهذه الجزيرة.

إلى ذلك جددت حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، اليوم السبت، تحذيرها، لما أسمتها قوى التحالف، في إشارة إلى السعودية “من المساس بالبيئة البحرية للجمهورية اليمنية عن طريق دفن النفايات النووية”، وقالت “إن البيئة البحرية اليمنية وسلامتها خط أحمر”.

واتهمت حكومة الحوثيين، الجمعة، التحالف بقيادة السعودية بالسعي إلى “تحويل اليمن إلى مكب لنفاياته السامة”.

وأدان وزير الثروة السمكية، محمد الزبيري، في تصريح لقناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين، اليوم السبت، ما اعتبره “إقدام السعودية والمرتزقة على دفن النفايات النووية في الأراضي اليمنية”.

وقال الزبيري: “شكلنا لجنة مشتركة من البحرية والأمن وخفر السواحل ووزارتي الخارجية والثروة السمكية من أجل متابعة مسألة النفايات النووية”.

ووافق مجلس الوزراء السعودي، الاربعاء، على التباحث مع الجانب اليمني بشأن مشروع مذكرة تفاهم في مجال السلامة النووية والوقاية من الإشعاع بين هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في المملكة العربية السعودية واللجنة الوطنية للطاقة الذرية في الجمهورية اليمنية وفق منشور وكالة الانباء السعودية (واس الاخبار الملكية) على تويتر.