خلف ثقب المدينة

حجم الخط
0

يشبه صدري قوس «باب شرقي» متخم بالمتاريس،
والعشاق يستأذنون الحراس كلّما دخلوا إلى المدينة القديمة.
هناك؛ حيث حزني أرصفة يدوسها أي شيء، ولا تقوى الضحكات على الدخول لأنّ رأسها مطلوب لوحدات حماية الموت…
(تشرين الأول/أكتوبر 2014- دمشق)

أنتِ المرآة

نحن المدى السحريّ في مخيلة الآلهة،
كلماتنا لن تنتظر قيامة القصائد،
سوف نسقط في أعماق الذكريات
كالمطر الحزين على ظلالنا…
رائحتك تستلقي في مرآتي
أمرر يدي على الذاكرة
تتبخّر صورنا كالنشوة
هنا في معصمي،
يتدفق قلبي،
وذاكرتكِ سوارٌ من القصائد…
(تشرين الثاني/نوفمبر 2019 -لارنكا)

هي وعرسها المجهول

أخطط الطريق مع صاحبة البار،
النبيذ يراقبنا،
الفستان على طرف الباب، يهتزّ
و»البار» مزدحم بالألوان القديمة.
العُلب قلوب رمليّة
وهي تفكّر في تخريب الطريق…
ترسم في الهواء زجاجات طائرة،
نجرح أصابعنا قليلاً،
تعبر أضواء السيارات فوقنا
وهي لا تزال تفكّر في قوانين اللعبة،
ارمِ الحجر بقيمة ثلاث كؤوس،
ثمّ اتركي الأنفاس تهوي على شفاهنا.
كانت الليلة محجوزة بطلبٍ طويل من العناقيد والشهوة،
وقطع الخبز مُحَمّصة تحت يدينا،
بينما عينا صاحبة البار تبحث عن الطباشير؛
لتعيد تخطيط هذا المساء…
حطمتنا الوجوه
وبقينا كما فساتينها
نعبر من الماضي إلى الماضي
ونرقص لموت عرسها المجهول…
(كانون الأول/يناير 2019- لارنكا)

وراءهم هدوئي

الصاخبون؛ هم وقع الفوضى على ندى الكراسي،
أعياهم صدق الضوء،
أعياهم أنّ المزيد من الصدق سيكون مزاحاً
الصاخبون؛ هم عورة لوراء الليل، حاناتهم تشرب عناقهم،
يثمل ضجيجهم على صفيح الأرق،
ترميهم الشوارع على كتف زواريبها،
ينظرون إلينا…
ينظرون إلى وجوههم فينا، يطوقون هواتفنا بصور سريعة قبل أن نصبح هم
قبل أن نصيرهم جفافاً…
الصاخبون؛ خواءٌ وفيّ، تتقاذفهم العناوين في المدى البحري، هنا على رمال المدينة الزرقاء،
يختلطون عادةً بين ريحٍ ورصيف، ثم تكنسهم مؤسسة حذف الذكريات، ويتركون لي بقاياهم
بقايا الحيوانات النجميّة الباحثة عن لمعة عيني خلف ثقب المدينة…
الصاخبون، وراءهم هدوئي، أعطّر جثثهم بالضوء والرثاء.
(كانون الثاني 2018- لارنكا)

هذي البلاد

تكرهُ البلاد،
ويتساوى عندها ألم القُبل بألم الشهداء…
متخاذلة مع القتلة
ويستريح عبثها في فطريات النازحين…
تكرهُ البلاد
هذي البلاد…
(تشرين الثاني 2014- دمشق)

شاعر سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية