لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” مقابلة مع القيادي السابق في حركة “فتح”، المقيم في أبو ظبي، محمد دحلان، وسألته حول رؤيته للوضع في غزة بعد الحرب. وقالت إنه عادة ما يشار إليه بالزعيم الفلسطيني المحتمل للفلسطينيين، إلا أنه، في النقاش الطويل معه في بيته بأبو ظبي، في 27 تشرين الأول/أكتوبر، نفى المسؤول الأمني السابق في السلطة الوطنية رغبته بلعب هذا الدور.
وهذه أول مقابلة يجريها دحلان مع صحيفة أو مجلة غربية، منذ هجوم “حماس” على إسرائيل، في 27 تشرين الأول/أكتوبر، لكنه قدّمَ رؤيته حول ما سيحدث في غزة بعد الحرب.
وأشارت المجلة لصعوده داخل حركة “فتح” والسلطة الوطنية وخلافاته مع قادتها. فقد كان مستشار الأمن القومي عندما سيطرت “حماس” على غزة، في 2007، ولديه صلات مع أطراف النزاع وأعداء في “فتح”. ولديه أصدقاء، حيث نشأ في خان يونس مع عدد من قادة “حماس”. وله علاقات مع مسؤولين إسرائيليين.
ورفض دحلان مقترح المجيء بشخص من خارج غزة لتولي السلطة فيها. ولكنه اقترح فترة انتقالية من عامين، وإدارة يديرها تكنوقراط في غزة والضفة الغربية. ما قد يوحد المناطق الفلسطينية، بعد أكثر من عقد من الخلافات، وبعد هذه الفترة الانتقالية تصور دحلان انتخابات برلمانية، وتقوم على دولة فلسطينية، ستكون بدون حدود. ويجب أن يسمح لكل الفصائل الفلسطينية المشاركة فيها، بما فيها “حماس”. وقال دحلان إن حكم غزة بعد الحرب سيكون صعباً بدون موافقة سكانها.
دحلان: من الوهم تصور قدرة رجل واحد لحل الموضوع الفلسطيني، فلقد انتهت مرحلة الأبطال مع وفاة عرفات
وأكد دحلان أن “حماس لن تختفي”، ويعتقد أن الدول العربية، مثل مصر والأردن وقطر والسعودية والإمارات، قد تلعب دوراً داعماً للكيان الفلسطيني، والذي يجب الاعتراف به، بما في ذلك إسرائيل.
وسخر دحلان، الذي عاد من مصر، وله علاقة قريبة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، من فكرة السماح للاجئين بالفرار إلى سيناء كوسيلة لتخفيف أزمة غزة: “من سيتحمل المسؤولية التاريخية واللوم من العرب على مساعدة الإسرائيليين بتشريد الفلسطينيين؟”، مشيراً إلى أن عملية التشريد الجماعي للفلسطينيين إلى مصر ستخلق قضية أمن قومي خطيرة للحكومة المصرية في القاهرة.
ويرى دحلان أن الانتخابات البرلمانية ستؤدي إلى حكومة برئيس وزراء، والتخلي عن الرئاسة التي يشغلها حالياً الرئيس محمود عباس. ودحلان يدعم هذا التحول.
وقال إن من “الوهم” تصور قدرة رجل واحد لحل الموضوع الفلسطيني، فلقد “انتهت مرحلة الأبطال مع وفاة عرفات”.
وردّ دحلان على الشائعات التي تقول إنه الاختيار الإسرائيلي لإدارة غزة، رافضاً الفكرة، وأنه سيكون الشخص الذي سيأتي لتنظيف الفوضى بعد نهاية الحرب.
ولكن دحلان قدم مؤهلاته للقيادة، فهو يعرف غزة جيداً، وقضى 40 عاماً يقاتل من أجل القضية الفلسطينية، ولكنه زعم أنه يعرف الإسرائيليين. وأصبح مستشاراً مقرباً للرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وزعم أنه أدخل 50 مليون دولار في العام من الإمارات إلى غزة، كما بنى شبكة دعم له في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية.
وبالنسبة للكثيرين، فإن الحركة الوطنية الفلسطينية لم تظهر بشكل أسوأ مما هي عليه منذ هجوم “حماس” على إسرائيل، وانتقام الأخيرة.
وزاد الانقسام القديم بين غزة والضفة الغربية سوءاً، وأعلن الداعمون الدوليون للسلطة الوطنية عن مراجعة للتمويل المقدم لها، وأقسمت إسرائيل بأنها ستدمر “حماس” وتبدو السلطة الوطنية في وضع أضعف مما كانت عليه.
وقد يجادل المرء بأن الفلسطينيين باتوا أبعد عن حلم الدولة أكثر من اليوم، لكن دحلان، وبشكل مفاجئ، لديه أمل، ويرى فرصة للقضية الفلسطينية، حتى في وسط الحرب.
وقد غيّر الشهرُ الماضي القضيةَ الفلسطينية بشكل كبير: “قبل ثلاثة أشهر، لم يكن هناك أمل، من كان يذكر القضية الفلسطينية قبل ثلاثة أشهر؟ لا أحد. والآن الجميع يتحدثون عن معاناتنا”.
الشرفاء يعيشون أخيار أو يسقطون شهداء ويأتي جيل غيرهم لا يبيع!
الرجل قال الصدق 🇵🇸🤕🌙✌️🔥🔥