الرباط ـ «القدس العربي» : مع انطلاق عرض الحلقات الأولى من الأعمال الدرامية المغربية خلال شهر رمضان الفضيل، سرعان ما واجهت هذه الأعمال موجة من الانتقادات اللاذعة، على الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام المحلية، الموجهة للإخراج والسيناريو وأداء الممثلين والممثلات، بل حتى الحضور المتكرر لبعضهم ونمطية لعبهم للأدوار. وتعكس الانتقادات المتزايدة حجم التحديات التي تواجه الإنتاجات الدرامية المغربية، حيث أصبح الجمهور أكثر وعيا وتطلبا، ما يفرض على صناع الدراما الارتقاء بجودة المحتوى، سواء من حيث السيناريو، أو الأداء أو التفاصيل الفنية التي تساهم في تحقيق المصداقية. وبين محاولات التجديد و»مطبّات» الإنتاج التلفزيوني، يبدو أن دراما رمضان لهذا العام وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع جمهور ناقد لا يقبل إلا بالأعمال التي تحترم ذكاءه وهويته الثقافية.
وهكذا، تلقّى مسلسل «الدم المشروك» الذي يعرض منذ بداية شهر رمضان على القناة المغربية الثانية «دوزيم»، انتقادات كبيرة، بسبب السيناريو الذي اعتُبر «مصريا»، ليس فقط بسبب أن كاتبة السيناريو هي الصحافية والسيناريست المصرية المقيمة في المغرب هاجر إسماعيل، بل لأنه «بعيد تماما عن الهوية والثقافة المغربيتين ولا يمثلهما أو يعبر عنهما» وفق تعبير نقاد ومتابعين.
وعلى الرغم من محاولات «مَغرَبة» المسلسل وتقديمه باعتباره دراما مغربية محلية، فإن المغاربة اعتبروا أن قصته ومحتواه متأثران بالثقافة المصرية، حتى إن الملابس التي تم ارتداؤها من طرف بطلة المسلسل لا تمت بأي صلة للثقافة المغربية.
الناقد الفني المغربي، فؤاد الزويرق، استغرب مما سمّاه «اللباس العجيب» الذي ترتديه الممثلة دنيا بوطازوت بطلة مسلسل «الدم المشروك»، معتبرا أنه لا علاقة له باللباس المغربي، وأكد أن الممثلة تدرك أن هذا اللباس إلى جانب الإكسسوارات والحلي خاص بالنساء المصريات في منطقة الصعيد، ولا علاقة له بالمغرب.
وأبرز الناقد الفني ضمن تصريح لـ «القدس العربي»، أن هذه التفاصيل تكتسي أهمية بالغة في الأعمال الدرامية، وتعطي لمحة على مهارة وتجربة وثقافة صناع العمل، ذلك أن أي إكسسوار يحمل مغزى ومعنى وإشارة دقيقة، خاصة وأن المسلسل عمل درامي جدي وليس فكاهيا أو ساخرا، مؤكدا أن اللباس يجب أن يعبر عن هوية الشخصية المغربية وليس أي هوية أخرى.
من جهتها، قالت السيناريست المصرية هاجر إسماعيل، إن الحكم على المسلسل كونه لا يمت للمغرب بصلة «غير واقعي»، ذلك أن صناع العمل بالكامل مغاربة باستثنائي، مع العلم أنني أعيش في المغرب منذ ثماني سنوات، لكوني زوجة مواطن مغربي وأم لطفلتين مغربيتين، وبالتالي فھذا الحديث مردود عليه.
وأوضحت كاتبة مسلسل «الدم المشروك»، متحدثة لـ»القدس العربي»، أن هذا الحكم ھو مجرد انطباع شكّله بعض الناس بعد معرفتهم أنني مصرية، ولو لم يعرفوا ذلك ما كان حدث كل ھذا اللغط، لافتة إلى أنها تقوم بأرشفة تعليقات وآراء المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعمل على تحليلھا والاستفادة منها بعد الانتھاء من عرض المسلسل.
الممثلة بوطازوت، على الرغم من قوتها في أداء الشخصية البدوية والشعبية، أثارت الكثير من النقد بخصوص دورها في مسلسل «يوم ملقاك»، بأدائها شخصية سيدة أعمال، إلا أنها احتفظت بطريقة حديثها وتعبيراتها حين تؤدي أدوار المرأة الريفية، ما طرح تساؤلات حول قدرتها على التلون والتَّنوع وتقمص شخصيات متنوعة ومختلفة.
بالنسبة للناقد فؤاد زويرق، فإنه لا يلمس أي اختلاف في أداء الفنانة بوطازوت رغم اختلاف الشخصيات والأعمال المشاركة فيها، التي تصل إلى أربعة أعمال خلال شهر رمضان، مؤكدا أنها تعبّر بالنبرة البدوية نفسها، واللكنة والتعابير المستخدمة نفسها، والأداء والإيقاع نفسه المستخدم، والانفعالات نفسها، بل حتى الصراخ هو نفسه، مع العلم أن اللجوء بكثرة إلى الصراخ والعويل وهذا ما تفعله في الكثير من أعمالها، دليل على «ضعف وفقر في التشخيص وليس غناه ويراد به التغطية على عيوب الأداء» وفق تعبير الناقد الفني.
وخلُص فؤاد الزويرق إلى القول، إن دنيا بوطازوت كانت ستكون من أفضل الممثلات بموهبتها لو أنها طوَّرتها وصَقلتها بجدية، فحتى فوق الخشبة «لم تخرج عن النمطية نفسها للأسف.
ومنذ الحلقة الأولى من مسلسل «رحمة»، المعروض على قناة «أم بي سي 5»، ثارت ثائرة مشاهدين عقب مشاهد من أداء الممثل المغربي عبد الله ديدان بسبب عبارات قدحية وصادمة في حق طفله من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما دخلت هيئات حقوقية على الخط، وعبَّرت عن استيائها العميق واستنكارها من العبارات الواردة في المسلسل، التي اعتبرت أنها تنِمّ عن «نظرة تمييزية تجاه الأشخاص في وضعية إعاقة».
وقالت «المنظمة الوطنية المغربية لحقوق النساء في وضعيات إعاقة»، إن التعبير عن الاستغراب من حالة الطفل في وضعية إعاقة، كما ورد في المسلسل، يعكس استمرار الصور النمطية السلبية التي تكرّس التمييز والإقصاء، عوض تعزيز قيم الاحترام والتضامن. كما أن هذا الخطاب يتعارض مع المبادئ الدستورية والقوانين الوطنية، فضلاً عن الالتزامات الدولية للمملكة المغربية في مجال حماية وتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وحمَّل بلاغ للمنظمة الحقوقية، اطلعت عليه «القدس العربي»، الجهات المنتجة للمسلسل المسؤولية عن تمرير مثل هذه «الخطابات غير المسؤولة»، ودعتها إلى تصحيح هذا «الخطأ» والالتزام بمبادئ حقوق الإنسان. كما طالبت المؤسسات الإعلامية والهيئات المختصة بضمان احترام صورة الأشخاص ذوي الإعاقة في الأعمال الدرامية، بما يعزز ثقافة الإنصاف والمساواة. وشدد على ضرورة إدراج مقاربة حقوقية في الإنتاجات الفنية، لضمان تمثيل منصف يحترم كرامة الأشخاص في وضعيات إعاقة.
أتتبع مسلسل الدم المشروك…..و أجد أنه مسلسل متميز حبكة و سيناريو و جو درامي و عنصر تشويق و إثارة مميزة. الشخصيات أتقنت أدوارها بشكل رائع. أما القول إن المسلسل لا يعكس روح الهوية الثقافية المغربية فهو في رأيي مجانب للصواب لأني لم أشعر لحظة اثتاء المتابعة بذلك و لأني لم أعرف أنه مصري الى حدود قراءة مقالكم هذا. أشكر المخرجة المصرية هاجر إسماعيل على هذا العمل الفني القيم الذي أضاف لمسة خاصة و متميزة في العمل الفني المغربي. عمل الفنانين غير المغاربة لاسيما كمخرحين هو إضافة نوعية متميزة و علينا الإشادة بها و تقييمها بشكل موضوعي دون تصور مسبق. من الناحية الشخصية، الآن المخرجة المصرية هي مغربية في بلدها بفضل فنها و أسرتها..تبنت المغرب..فتبناها.