من الوهلة الأولى وقبل بدء الموسم الدرامي الرمضاني تبدو المعطيات التسويقية بشكلها الدعائي مُعتمده على أسماء الأبطال والبطلات من ذوي التجارب الناجحة في المواسم السابقة، حيث لم يرد ذكر كُتاب السيناريو أو المخرجين ضمن فريق العمل في اللافتات وبيانات المُسلسلات على عكس ما هو معهود باستمرار وهو متغير جدير بالرصد، خاصة أنه يُشير إلى إسقاط حقوق المؤلفين والمخرجين الأدبية بالتغاضي عن ذكرهم في بعض التقارير الصحافية نتيجة إهمالهم من قبل المؤسسات الإنتاجية ونفيهم خارج الخريطة الدعائية مع أنهم أصحاب الإبداع الأصليين والمنوط بهم رسم الشخصيات وكتابة التفاصيل وتوجيه الأبطال وغير ذلك من شروط نجاح العمل الفني.
توسيع قاعدة المشاهدة
لقد تم التركيز من قبل خبراء الدعاية والإعلان على أسماء النجوم والنجمات بتوصية من الجهات الإنتاجية المُختلفة لكسب التأييد الشعبي والجماهيري وتوسيع قاعدة المشاهدة لتصل إلى أعلى مُعدلاتها، فمن بين المُسلسلات المقرر عرضها مسلسل «عتبات البهجة» بطولة يحي الفخراني وجومانا مراد وسيد رجب وسما إبراهيم وسيناريو وحوار مدحت العدل وقصة الكاتب الروائي إبراهيم عبد المجيد والإخراج لمجدي أبو عميرة.
تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي حول علاقة جد بأحفاده وهو تنوع مهم في اختيارات الفنان يحي الفخراني لأدواره التي يحرص على أن تكون مفيدة ومجدية من الناحية الموضوعية والتأثيرية باعتبارها رسائل يبعث بها كبطل ونجم لجمهوره ويأمل في أن تُحدث أثراً إيجابياً على المستوى الثقافي والتربوي.
وتتنوع النماذج الدرامية في مضامينها هذا العام فهناك مسلسل كوميدي يحمل عنواناً خفيفاً «خالد نور وولده نور خالد» وهي طريقة جديدة تم استحداثها ليكون للعنوان دوراً مهماً كعنصر جذب قبل الدخول في الأحداث التي تدور حول المشاكل الزوجية وما ينتج عنها من مفارقات كوميدية يجسدها شيكو وكريم محمود عبد العزيز وآية سماحة ودينا ماهر.
كذلك يبرز من بين الأعمال المهمة مسلسل «الحشاشين» بطولة كريم عبد العزيز وفتحي عبد الوهاب وميرنا نور الدين وأحمد عيد، فالمسلسل كتبه عبد الرحيم كمال ويخرجه بيتر ميمي وتدور أحداثه حول شخصية حسن الصباح زعيم الحشاشين ومؤسس أسوأ جماعة دموية في القرن الحادي عشر وهي الجماعية التي اشتهرت باغتيال الشخصيات المؤثرة والمرموقة.
ويندرج توصيف المسلسل تحت الدراما التاريخية باعتباره يُقدم أحداثاً اجتماعية وقعت في فترة زمنية مضى عليها عدة قرون ويُشير إلى شخصية تعد تراثية إلى حد كبير وهي نوعية درامية مُفتقده منذ سنوات طويلة.
دور الأب في حياة أولاده
وبتأثير فيلم «إمبراطورية ميم» الذي قامت ببطولته الفنانة الراحلة فاتن حمامة مع أحمد مظهر ودولت أبيض يأتي المسلسل الذي يحمل نفس العنوان ويلعب بطولته خالد النبوي وحلا شيحا ونشوى مصطفى ومحمود حافظ ويتناول أيضاً أحداثاً اجتماعية عن دور الأب في حياة أولاده بدلاً من دور الأم الذي كان في الفيلم سابق الذكر وهو تنويع مُختلف على ذات الفكرة العائلية التي تأتي أسماء أفرادها على حرف الميم.
أما مسلسل «نعمة الأفوكاتو» فيقوم ببطولته أحمد زاهر ومي عمر وأروى جودة وكمال أبو رية ويدخل ضمن الأعمال المنافسة في النوع الكوميدي المطلوب في شهر رمضان كأحد عناصر الترفيه والتسلية.
وتأتي فرصة البطولة المُطلقة لأحمد داش لأول مره بعد نجاحه المُتعدد خلال المواسم الماضية، حيث يلعب الدور الرئيسي في مسلسل «مسار إجباري» مع بسمه وصابرين وعصام عمر والذي تدور فكرته حول سر خطير يتم اكتشافه فيثير دهشة الأبطال ويقلب حياتهم رأساً على عقب.
ويعد مسلسل «بيت الرفاعي» لأمير كرارة من الأعمال التي يتم عليها الرهان بشكل كبير، فهو من نوعية دراما الأكشن التي ظهرت في أكثر من نموذج منذ فترة طويلة ولا تزال مستمرة، يشارك في البطولة أحمد رزق وميرنا جميل ومحمد لطفي وتنحصر الفكرة الأساسية في شخصية الطبيب أمير كرارة الذي يدخل في صراعات بسبب تجارة الآثار وما ينتج عنها من مراقبات ومشكلات شديدة الصعوبة.
أما مسلسل «العتاولة» لأحمد السقا وباسم سمره ومي كساب فيمثل حجر الزاوية في منظومة المنافسة القوية وتدور أحداثه حول صراع بين شقيقين يؤدي إلى ضياع الأسرة بأكملها.
ويختلف مسلسل «بدون سابق إنذار» من حيث الموضوع المطروح وطريقة المُعالجة فهو يدور حول تفاصيل أول مولود في الأسرة ويقوم ببطولته آسر يسن ونبيل الحلفاوي وعائشة بن أحمد ونهال عنبر.
أما الصدفة التي قادت ريهام حجاج إلى دخول غمار المنافسة الرمضانية بدور فارق ومهم فهو مسلسل بعنوان «صدفة» وهو ذاته اسم البطلة التي تنطوي حكايتها على سر مهم لا تبوح به إلا في نهاية الحلقات ويشاركها البطولة في الحكاية الدرامية المُثيرة والعجيبة سلوى خطاب وخالد الصاوي وعصام السقا.
تلك هي الخطوط العريضة لدراما رمضان المصرية بعناصرها الجذابة والمشوقة والمتنوعة.
اذا عجز المصريون عن مواجهة ظلم السيسي خوفا من جيشه و شرطته فلا اقل من الامتناع عن مشاهدة اعلامه و الذي هو عبارة عن الماء الذي يسهل ابتلاع ظلمه و كوارثه