القاهرةـ “القدس العربي”:

أثار حديث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بضرورة السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر قناة بنما وقناة السويس مجانًا، ردود فعل واسعة في مصر.

وقال حزب المحافظين، إن قناة السويس ممر ملاحي دولي خاضع للسيادة المصرية الكاملة، مؤكدا رفضه الادعاءات الباطلة التي تمس حق مصر الأصيل في إدارة وتشغيل هذا الشريان العالمي، بما يتسق مع القوانين الدولية والأعراف المنظمة للملاحة.

وتابع الحزب في بيان: إن مصر لم تطلب يومًا حماية لقناة السويس من أي قوة دولية، بما فيها الولايات المتحدة. بل إن ما يحدث في البحر الأحمر اليوم من تهديدات موجهة لسفن دول محددة، لا علاقة له بأمن القناة ذاتها، وإنما يعبر عن صراعات إقليمية تستهدف سفنا لحلفاء واشنطن تحديدا، الأمر الذي يحصر دوافع الحماية في مصالح الولايات المتحدة وشركائها فقط.

أكد حزب المحافظين أن تنظيم حركة المرور في قناة السويس يخضع للقانون المصري رقم (30) لسنة 1975 بشأن نظام هيئة قناة السويس، الذي نص صراحة في مادته الرابعة عشرة على تطبيق مبدأ المساواة الكاملة بين جميع السفن

وأكد الحزب أن تنظيم حركة المرور في قناة السويس يخضع للقانون المصري رقم (30) لسنة 1975 بشأن نظام هيئة قناة السويس، الذي نص صراحة في مادته الرابعة عشرة على تطبيق مبدأ المساواة الكاملة بين جميع السفن، دون تمييز بسبب العلم أو الجنسية أو الانتماء السياسي، التزامًا بما أرسته اتفاقية القسطنطينية لعام 1888.

وذكر الحزب أن الدولة المصرية، بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أرسَت هذه المبادئ لترسيخ سيادة مصر الكاملة على قناة السويس، وضمان إدارتها وفقًا للمعايير الدولية التي تحترم الحقوق ولا تقبل الهيمنة أو الابتزاز تحت أي ذريعة.

وبين الحزب أن تحصيل رسوم العبور عن السفن التي تستخدم القناة هو حق سيادي أصيل لمصر، لا ينازعها فيه أحد، ولا يخضع لأي اعتبارات سياسية أو تحالفات دولية.

إلى ذلك أعلن خالد البلشي، نقيب الصحافيين المصريين، رفضه وإدانته للتصريحات التي أدلى بها ترامب حول قناة السويس، ووصفها بأنها “تصريحات خطيرة ومجنونة”، تمثل سابقة خطيرة تعيد إلى الأذهان منطق الرجل الاستعماري وتفكيره، متجاهلاً حقائق التاريخ وأحكام القانون الدولي.

وقال البلشي في منشور على صفحته على الفيسبوك: الشعب المصري الذي دفع أثمانًا غالية من التضحيات، وفقد آلاف الشهداء في سبيل حفر هذه القناة، هو نفسه الذي وقف خلف القيادة السياسية عندما اتخذ الرئيس جمال عبد الناصر قرار تأميم القناة.

تابع: الشعب المصري العظيم مستعدٌ لأن يذهب إلى آخر مدى دفاعًا عن حقوقه وتضحياته. فقناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل هي تاريخ نابض بالتضحيات والإرادة.

البلشي: الشعب المصري العظيم مستعدٌ لأن يذهب إلى آخر مدى دفاعًا عن حقوقه وتضحياته. فقناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل هي تاريخ نابض بالتضحيات والإرادة

ودعا البلشي جميع النقابات والقوى السياسية إلى اتخاذ موقفٍ واضحٍ وحازمٍ رفضًا لهذه التصريحات الاستفزازية.

وغرد النائب مصطفى بكري على تصريح ترامب بتدوينة على صفحته في منصة: يقول ترامب: لولا أمريكا ما كانت قناة السويس، عندما حفر المصريون قناة السويس في الفترة من 1859 إلى 1869، كانت أمريكا في الحضانة، يبدو أنك في حاجة إلى قراءة التاريخ، بعيدا عن الهرتلة والكوابيس، مصر لن تقبل بهذا الابتزاز الرخيص، هناك قواعد دولية يجب احترامها، وهناك سيادة مصرية لا يجوز تجاوزها، وهناك قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 30 لسنة 1957، لتحديد رسوم عبور السفن يجب مراعاته.

وتابع بكري: لا أعرف على أي أساس يطالب الرئيس الأمريكي ترامب بالسماح للسفن الأمريكية، التجارية والعسكرية بالمرور مجانا في قناة السويس، هناك سبب واحد في تقديري، يتمثل في سياسة البلطجة الأمريكية، ومحاولات ابتزاز الدول ذات سيادة، وهي أيضا سرقة علنية وفرض أتاوة على بلد مستقل، وعضو في الأمم المتحدة.

وزاد: نحن لسنا من جمهوريات الموز، أو لسنا ولاية أمريكية جديدة، لقد حذرت منذ أيام من أن ما يجري في البحر الأحمر واليمن ليس هدفه الحوثيين، لصالح الشرعية اليمنية، وإنما هدفه عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه والتحكم في مضيق باب المندب، وها هو ترامب يؤكد ذلك.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن أن بلاده تتكبد خسائر شهرية تقدر بحوالي 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس بسبب الأوضاع في المنطقة، في إشارة إلى استهداف الحوثيين السفن التابعة للدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان على قطاع غزة.