هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: توفي 4 سوريين، في حادث تداخل أثناء توزيع طعام في المسجد الأموي ومحيطه، فيما أكد محافظة دمشق اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.
وأعلن مدير صحة دمشق محمد أكرم معتوق أن حصيلة الضحايا النهائية لحادث التدافع هي 4 وفيات و16 إصابة.
وكان قد دعا طباخ معروف لوليمة مفتوحة أمام المسجد، بعد صلاة الجمعة، وحسب مصدر أهلي لـ «القدس العربي» فإن «الشيف رفض التعاون مع جمعيات خيرية أو التنسيق مع زملاء له في المهنة» بينما وجه ناشطون اتهامات لقوات الأمن الداخلي المسؤولة عن حفظ الأمن، بينما اعتبر البعض أن «استغلال المناسبات للقيام بترويج إعلاني دون تنسيق مسبق مع الأمن العام استهتار بأرواح الناس».
وقال الدفاع المدني السوري، إن بين الضحايا 3 نساء بينما أصيب 5 أطفال بكسور ورضوض شديدة، فضلا عن حالات إغماء.
محافظ دمشق ماهر مروان قال في تصريح صحافي: نتحمل كامل المسؤولية عما حدث في الجامع الأموي، ونعمل على اتخاذ تدابير عاجلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في الأماكن العامة مستقبلاً. وتابع في بيان نقلته وكالة «سانا» الرسمية، أن وزارة الداخلية تتابع مجريات التحقيق للوقوف على تفاصيل الحادث وأسبابه، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن وقوعه.
وأفادت غنى التي كانت في المسجد لحضور صلاة الجمعة عن مشاهدة «سيدة كبيرة في السن ودم يقطر من وجهها» مضيفة أنها بدت كأنها فارقت الحياة.
وقبل الحادثة، نشر الطباخ مقاطع فيديو تظهر عمليات التحضير للمأدبة قرب باحة الجامع، وإعداد الطباخين لوجبات الأرز واللحم.
محافظ العاصمة تعهد باتخاذ جميع الإجراءات لمحاسبة المسؤولين عن الواقعة
وأظهر مقطع فيديو نشره ناشطون من داخل باحة المسجد الأموي عددا من المدنيين الممددين على الأرض، وآخرون يحملون مصابين على اكتافهم. ونشرت صحيفة الوطن المحلية صورا تظهر تجمع المئات في الباحة المجاورة للجامع، وصورا أخرى تظهر تدافع المئات للحصول على طبق وسط حالة من الفوضى.
الحادثة لاقت صداها في الشارع السوري، حيث وجه الناشط على وسائل التواصل أحمد الحاج حمدي اتهاما مباشرا لقوات الشرطة والأمن، وكتب يقول: «الكارثة التي حدثت في الجامع الأموي إثر الوليمة المفتوحة التي دعا لها المؤثر وصاحب مطعم معروف، ليست مسؤولية أصحاب الدعوة فقط، وإن كان يؤخذ على هؤلاء شيء فهو سوء التنظيم».
وزاد: «المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق قيادة الشرطة والمسؤولين الأمنيين في الإدارة الجديدة. الدعوة للوليمة المفتوحة كانت علنية، وفي أبرز معالم العاصمة دمشق، والتحضير لها كان يجري على الباب الرئيسي للجامع أمام الكاميرات وعلى مدار عدة أيام، فهي إذاً ليست دعوة سرية حتى تُخلى منها مسؤولية السلطة، والمسؤول عن حماية الناس وتنظيم الأحداث العامة هم أصحاب السلطة في هذا البلد وفي كل بلدان العالم».
وزاد: «الحقيقة أن تنظيم حدث مماثل ليس عبئاً ثقيلاً على السلطة حين تمتلك الأجهزة الشرطية والأمنية الكفاءة والكوادر، وهو (على الأقل شرط الكوادر) ما تفتقده الإدارة الجديدة، مع استمرارها بسياسة الاقصاء الغبية لغير كوادرها في «هيئة تحرير الشام» بحجج مختلفة».
وباقتضاب وصفت المشهد هالا قدسي تقول: «فوضى عارمة في الجامع الأموي، نتجت عن عزيمة أقامها شخص غير مسؤول بهدف تلميع اسمه بدون تنسيق أمني لها. تسببت بحالات اختناق ووفاة مما اضطر الأمن لإطلاق النار في الهواء لتفريق التجمعات».
واعتبر الصحافي قتيبة ياسين أن الفاجعة سببها «استغلال المناسبات للقيام بترويج إعلاني دون تنسيق مسبق مع الأمن العام وهذا استهتار بأرواح الناس. وكانت النتيجة أن تدافع المدنيين بكثرة في مكان محدود سقط فيه ضحايا وجرحى. هناك ألف طريقة لتوزيع الطعام للمحتاجين غير هذه الطريقة المبتذلة التي أدت إلى فاجعة».