دورة جديدة للجنة التعاون العسكري الموريتاني الجزائري تستعرض حصيلة التعاون وتبرمج أنشطة جديدة ضمن مسار متواصل

عبد الله مولود
حجم الخط
3

نواكشوط ـ «القدس العربي»: يشهد التعاون العسكري بين موريتانيا والجزائر تطورًا كبيرًا وانتظامًا في الاجتماعات واللقاءات، مع تقييم مستمر للبرامج وتخطيط دقيق للمراحل والمسارات.
وجاءت الدورة السادسة للجنة التعاون العسكري الموريتاني الجزائري، التي اختتمت أشغالها الخميس في نواكشوط، لتكرّس هذا النهج، حيث تم استعراض حصيلة التعاون لعام 2024، إلى جانب برمجة أنشطة جديدة لعام 2025، وفقاً لإيجاز نشره الجيش الوطني الموريتاني.
وترأس الجانب الموريتاني في هذه الدورة اللواء البحري أحمد سيد بن عوف قائد أركان البحرية الوطنية، في حين ترأس الجانب الجزائري اللواء عبد الباسط بن جدو، قائد مركز عمليات الدفاع.
وشارك من جانب قيادة الأركان الموريتانية في هذه الدورة كل من العقيد بكار ولد بسيف، الملحق العسكري الموريتاني في الجزائر، والعقيد سيد محمد ولد عبد المالك قائد فرقة التكوين، والعقيد أحمد سالم حمزة قائد فرقة التعاون العسكري، والعقيد الطبيب الشيخ التراد مدير الشؤون الطبية بالمديرية العامة لخدمة الصحة للقوات المسلحة وقوات الأمن.
وخلال جلسة الافتتاح، تم استعراض برنامج الدورة، حيث أعرب الجانبان الموريتاني والجزائري عن ارتياحهما لنتائج التعاون الثنائي، كما أعربا عن اهتمامهما بتوسيع وتنويع هذا التعاون.
وقد شملت المباحثات خلال هذا الاجتماع مختلف المجالات المتعلقة بالتعاون الثنائي وسبل تطويره. وتم خلال الاجتماع استعراض حصيلة الأنشطة التي تم تنظيمها خلال سنة 2024، وتبادل الآراء والمقترحات حول الأنشطة المقررة خلال سنة 2025.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود المستمرة لتعزيز التعاون العسكري بين موريتانيا والجزائر، خاصة في ظل التحديات الأمنية في منطقة الساحل.
وقد بدأ البلدان منذ عام 2021، خطة للتعاون في المجال العسكري والتنسيق الأمني، بما في ذلك تبادل المعلومات وتنسيق العمليات على جانبي الحدود المشتركة: كما تم التخطيط لتسيير دوريات عسكرية مشتركة لتأمين الحدود وتعزيز الأمن في المناطق الحدودية.
ويُظهر هذا التعاون التزام البلدين بتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، من خلال آليات مثل لجنة الأركان العملياتية المشتركة، التي تُعد منصة استراتيجية لتنسيق الجهود العسكرية والاستخبارية.
ويأتي انعقاد الدورة الجديدة للجنة التعاون العسكري الموريتاني الجزائري، أياماً قليلة، بعد زيارة عمل أداها المدير المركزي لأمن الجيش الشعبي الجزائري، العميد جريبي محرز، إلى الأركان العامة للجيوش بموريتانيا مرفقًا بوفد عسكري رفيع المستوى”.
وأوضح بيان للجيش الموريتاني “أن هذه الزيارة تأتي في سياق الزيارات الدورية المتبادلة بين الجانبين بهدف تعزيز علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين البلدين الشقيقين، تنفيذًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين قائدي أركان جيشي البلدين”.
وفي مستهل الزيارة، استقبل الوفد الجزائري من طرف قائد الأركان العامة للجيوش بموريتانيا اللواء محمد فال الرايس، حيث تناول اللقاء ضرورة تنسيق الجهود في مجالات الأمن والاستخبارات والتكوين العسكري.
كما عقد قائد فرقة الاستخبارات والأمن العسكري الموريتاني، جلسة عمل مع المدير المركزي لأمن الجيش الشعبي الجزائري في مبنى فرقة الاستخبارات.
وتركزت الجلسة على تعزيز التعاون المشترك بين موريتانيا والجزائر في مختلف المجالات العسكرية، وتم التأكيد على أهمية استمرار التنسيق بين الجانبين، خصوصًا في مجال أمن الحدود والهجرة ومكافحة الأعمال غير المشروعة العابرة للحدود، وفي إطار مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
وقد مهدت لتنشيط وانتعاش هذا التعاون، الزيارة التي أداها لموريتانيا منتصف تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة على رأس وفد رفيع المستوى.
وقد أسفرت هذه الزيارة عن برنامج موسع للتعاون العسكري بين موريتانيا والجزائر يشمل استفادة موريتانيا من التكوين العسكري في المجال وتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية، مع تسيير دوريات مشتركة على طول الحدود بينهما.
وأدرج خبراء هذا الملف، نشاط واستمرار التعاون العسكري بين الجزائر ونواكشوط في سياق الاشتباكات العنيفة وتبدل التحالفات بمنطقة الساحل الإفريقي.
وأكد الخبراء “أن التنسيق بين موريتانيا والجزائر يكتسب أهمية قصوى لمواجهة التحولات الخطرة للجريمة المنظمة في منطقة الساحل، وللتعامل المنسق مع تبدلات الأحلاف، وتصاعد النفوذ الروسي الصين في إفريقيا المنعكس على الجزائر ونواكشوط”.
وأكد محمد آبه العلم، الخبير في قضايا الساحل والصحراء الكبرى “أنه على الرغم من تباين تحالفاتهما بين الغرب والشرق، فإن الاضطرابات والتحولات في منطقة الساحل الإفريقي تفرض على الجارتين موريتانيا والجزائر تنسيقاً عسكرياً لمواجهة مخاطر قد تؤثر على استقرارهما”.
وترتبط الجارتان موريتانيا والجزائر بحدود برية بطول 460 كلم، تنشط عليها شبكات التهريب والتجارة غير المشروعة.
والظاهر في تسيير الجزائر لشراكتها الاستراتيجية مع موريتانيا، هو أنها تواصل توطيد تعاونها مع نواكشوط بروح أخوية سامية وعلى أسس صلبة وثابتة، بعيدًا عن أي تأثر بما يُتداول بشأن التحسن الجديد في العلاقات بين نواكشوط والرباط.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Rod-ri:

    الجزاءر من الأقصى إلى الأدنى
    بحر جو بر
    ولكن بعض الناس يقولون أننا في عزلة
    الله المستعان
    مكة الثوار وقبلة الأحرار المحروسة بإذن الله تعالى 🇩🇿💪

  2. يقول كريم المغربي:

    يوميا تعبر مئات الشاحنات المغربية معبر الݣرݣرات الذي ترفرف فوقه الأعلام المغربية ، ماذا يعني ذلك ؟ هذا سؤال موجه لمن لا زال يؤمن بدولة وهمية ، نحن نتحدث بالواقع .

    1. يقول قاهر الحلف الاطلسي:

      الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضو مؤسس لمنظمة الوحدة الافريقية و فخامة رئيس الجمهورية الصحراوية براهيم غالي شارك في اشغال المؤتمر و معترف به من 53 دولة افريقيا /// حلل و ناقش

اشترك في قائمتنا البريدية