دور اقليمي للتنظيم الدولي .. وتأييد الذنيبات لتحالف خدام واخوان سورية.. وما يحصل في عمان جزء مما حصل في القاهرة وفي غزة

حجم الخط
0

دور اقليمي للتنظيم الدولي .. وتأييد الذنيبات لتحالف خدام واخوان سورية.. وما يحصل في عمان جزء مما حصل في القاهرة وفي غزة

صراع جديد بين الاخوان في الاردن وبين رموز الأردنة ودعاة البراغماتية المتهمين بـ الأمركة دور اقليمي للتنظيم الدولي .. وتأييد الذنيبات لتحالف خدام واخوان سورية.. وما يحصل في عمان جزء مما حصل في القاهرة وفي غزةعمان ـ القدس العربي ـ بسام البدارين: لا يمكن قراءة محاولة الأخوان المسلمين في الأردن لتقديم الدعم السياسي والمعنوي لفرع الأخوان السوري خارج سياق سعي الحركة الإسلامية في المملكة لتحسين شروط حضورها السياسي محليا وإنتخابيا عبر العودة للإشتباك مع القضايا الإقليمية التي تهم التنظيم الدولي لجماعة الأخوان سواء تعلق الأمر بأخوان سورية او بحركة حماس في فلسطين او بإستعداد أخوان فلسطين لعام 48 للمشاركة في إنتخابات الكنيست والمقصود جماعة الشيخ رائد صلاح. ولا يمكن قراءة نفس المحاولة ايضا خارج سياق التخلص التدريجي لأخوان عمان من شعار الأردنة الذي كان عنوانا داخليا للصراع طوال الأعوام التي لحقت بتحول عام 1989 الديمقراطي، فجناح الأردنة بقي مسيطرا علي مقاليد القرار في الحركة الأخوانية الأردنية وما يحصل حاليا تمهيدات للإستعداد تنظيميا للعودة عنه لصالح أجندة إقليمية ودولية تجعل الحركة الأخوانية متفاعلة مع نغمة المشاركة الإسلامية التي قررها التنظيم الدولي سواء في مصر او حتي في فلسطين التاريخية وفي الضفة الغربية وقطاع غزة. والمسألة برمتها لها علاقة بإهتمام المؤسسة الأخوانية في المنطقة العربية وهي مؤسسة تربط بين فروعها عملية تنسيق دائمة بعزل نفسها عن السياق العام لما بعد 11 سبتمبر، فلدي قادة الأخوان التاريخيين في الأردن حاليا قناعة يتحدثون عنها علنا بان المتطرفين من الإسلاميين العرب وتحديدا الأفغان العرب ألحقوا ضررا بالغا بمصالح الأمة الإسلامية وبدلا من إنتظار الإستهداف الدولي للإسلام السياسي يتحرك قادة الأخوان في كل مكان الآن لتعديل الصورة والنموذج ولخلق إيحاء بأن الإسلام السياسي يتجاوز أسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي وكل رواد الفكر التكفيري. ومن هنا حصريا يمكن فهم الحركة التي يظهرها أخوان الأردن كفرع من أهم فروع المؤسسة الدولية للأخوان وأكثرها خبرة بإتجاه المسائل الإقليمية، فمراقب عام الأخوان في الأردن الشيخ عبد المجيد الذنيبات يعرف مسبقا بان حركة نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام لا يمكن ان تكون معزولة تماما عن السياق الأمريكي لكنه بالرغم من ذلك يتجاوز الحساسيات ويبارك خطوات نظيره السوري في صناعة إحتمالات عملية للتحالف مع خدام في طريق إسـقاط نظام الرئيـس بـشار الأســد. ولدي أخوان الأردن سبب إضافي يدفعهم للتصرف نكاية بنظام بشار الأسد، فالرئيس بشار تعامل بقسوة مع قياديين بارزين في الحركة الأخوانية الأردنية من بينهم الشيخ إسحاق الفرحان والشيخ حمزة منصور عندما طلبا منه منح أخوان الأردن فرصة للتوسط وإجراء مصالحة مع فرع الأخوان السوري متعهدين بتقديم الضمانات اللازمة لذلك. وموقف بشار كان صارما فقد رفض علنا وأمام وفد يمثل مؤتمر الأحزاب العربية ضمانات ووساطات الشيخ الفرحان الذي يعتبر من أهم زعامات التنظيم الأخواني في المنطقة وأكثرها حضوراً وإحتراما وخبرة. وعليه يمكن إعتبار موقف المراقب الذنيبات في تأييد التحالف بين خدام وفرع الجماعة في سورية عبارة عن تسديد حساب قديم بعد ان رفض الرئيس بشار وساطة شخصيات أخوانية أردنية ناشدته حل الإشكال مع أخوان دمشق وإجراء مصالحة داخلية. لكن المسألة بكل تأكيد لا تقف عند محطة النكايات السياسية فقط فأخوان الأردن لديهم خطط ومشاريع ليس للمشاركة في إنتخابات البرلمان الأردني الهامة لعام 2007 وإنما للإشتباك مجددا مع الملف الإقليمي وتفرعاته والعودة للنشاط السياسي الإقليمي والتفاعل حتي مع دعوات الحوار الأمريكية التي ظهرت العام الماضي تحت لافتة عدم وجود موانع أمريكية من تسلم التيارات الإسلامية المعتدلة للحكم في البلدان العربية إذا كان الأمر يتعلق بالخيارات الديمقراطية للناس. ويعني ذلك ان الأخوان المسلمين لديهم من البراغماتية السياسية ما يؤهلهم للإستعانة حتي بالأمريكيين علي الأنظمة العربية التي تقمعهم إذا كان الثمن إستثناءهم من قوائم الإرهاب الإمريكية وتحسين ظروف فرصهم في مجتمعاتهم. ويتضح ذلك بجلاء من خلال الحوارات التي شارك فيها حزب جبهة العمل الإسلامي الأردني وهو الذراع الحزبية لجماعة الأخوان مع مؤسسات وشخصيات أمريكية طوال العام الماضي كما يتضح من خلال تفاعلات أخوان سورية مع خدام عبر إحتمالات التعاون بهدف معلن وهو إسقاط نظام بشار الأسد. وكل هذه التفاعلات سورياً وأردنيا تبرز فيما حصل علنا حوار أخواني مصري أمريكي أزعج سلطات القاهرة وفيما تصر حركة حماس علي المشاركة في إنتخابات التشريعي الفلسطينية حتي ولو لم تشارك بها مدينة القدس كما يفهم من تصريحات محمود الزهار وكذلك فيما يستعد الشيخ رائد صلاح للمشاركة ايضا في إنتخابات الكنيست. وهذه الحركة الأفقية والعمودية لفروع الأخوان في المنطقة تظهر بان التنظيم الدولي يتناغم براغماتيا مع المستجدات ولكن بطريقته الخاص، لكن فيما يخص أخوان الأردن حصريا لابد من الإشارة إلي أن الإنتخابات الداخلية الوشيكة في شهر شباط المقبل والتي سيعاد بموجبها تشكيل الأطر القيادية في حزب جبهة العمل ومجالس القرار في جماعة الأخوان.. هذه الإنتخابات ستكون أساسية في تحديد مصير التوجهات البراغماتية الجديدة في المسار الأخواني حيث يبدو من الآن ان الصراع الداخلي إنتخابيا لن يكون تقليديا هذه المرة، فهو صراع ليس بين الحمائم والصقور كما إعتاد الجميع ولكن بين دعاة الإنغلاق الأخواني علي الذات وبين دعاة التحاور مع الأمريكيين وإستغلال الفرص المتاحة للعودة للواجهة ليس في المشهد الإنتخابي الداخلي فقط وإنما في المشهد الإقليمي برمته. وعليه ستكون إنتخابات شباط لإختيار قيادة جديدة لحزب الجبهة ولمجلس الشوري في جماعة الأخوان مفصلية بمعني انها ستكرس الحس البراغماتي وتعلي من شأن البراغماتيين أو ستبعدهم عن مواقع القرار الأساسية. وفي السياق نفسه ولكن بتفصيل إضافي يمكن القول ان قيادة الأخوان ستجدد نفسها في شهر شباط فكل المؤشرات تقول بان الشيخ عبد المجيد الذنيبات لن يعود مراقبا عاما للجماعة وان الشيخ حمزة منصور لم يعد مرشحا لرئاسة حزب جبهة العمل الإسلامي والمنافسة داخل الفروع تشتد.

mostread1000000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية