يستمر العالم في مراقبة ما يجري في الأراضي الفلسطينية من حرب إبادة، وينقسم هذا العالم إلى ثلاثة أقسام، واحد يبارك، والآخر يتحسر ويندد ويحاول وقف المجازر، والثالث لا يتدخل بشكل فعال، رغم قدرته على إيقاف، ولو نسبيا، هذه المجازر مثل حالتي روسيا وأساسا الصين.
ومع اقتراب السنة الأولى على مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول، تجاوزت الحصيلة الرسمية من الخسائر البشرية 40 ألف قتيل، بينما الأرقام الحقيقية المرتبطة بالقتل المباشر، ثم الموت جراء الحرب، سواء المجاعة أو الأمراض أو الجروح، فهي تقترب من 200 ألف وفق الأطباء النرويجيين. وكما أشرنا، ينقسم العالم إلى ثلاثة أقسام تجاه ما يجري، قسم مكون من حكومات بعض الدول الغربية، ومعها مع الأسف الشديد بعض الدول العربية، ترى في ما يحدث مقدمة للاستقرار مستقبلا في الشرق الأوسط، لأن حركة حماس ستفقد قوتها وسينهزم مشروع «الإسلام السياسي» الذي تحول إلى «بعبع» لبعض الدول العربية، وبالتالي قبول الفلسطينيين بما ستجود به الدول المنتصرة.
في المقابل، توجد دول تتحسر على ما يجري، وتحاول القيام ببعض الإجراءات، لكنها تبقى محدودة التأثير لضعف وزنها العسكري ومحدودية تأثيرها السياسي ومنها، دول عربية وافريقية وأمريكا اللاتينية مثل، حالة جنوب افريقيا وكولومبيا. ورغم ذلك، تسبب هذه الدول الحرج الكبير لإسرائيل في المنتظم الدولي، لاسيما بعدما أقدمت على رفع دعوى ضد الكيان أمام محكمة العدل الدولية بتهم جرائم ضد الإنسانية والإبادة.
ما ينتظره العالم الحر من الصين وروسيا في القضية الفلسطينية هو مبادرات عملية جريئة دوليا، خاصة في مجلس الأمن، ثم تزويد بعض دول المنطقة بأسلحة نوعية لتحقيق توازن الرعب العسكري
ويبقى القسم الثالث أو الصنف الثالث، هي الدول القادرة على فعل الكثير، وهذا لا يعني أن ليس لديها مواقف مشرفة، بل مواقفها تاريخية، ولكن تبقى محتشمة على ضوء قوتها وتأثيرها ووزنها السياسي، وبالأخص دولتين وهما روسيا وأساسا الصين. يتمتع البلدان بالفيتو في مجلس الأمن، واستعملاه في أكثر من مناسبة لمعارضة قرارات أمريكية منحازة لإسرائيل في القضية الفلسطينية. واستقبل البلدان الفصائل الفلسطينية في أكثر من مناسبة ومنها، حركة حماس وآخر اتفاق للمصالحة في بكين يوم 27 يوليو/تموز الماضي، في تحد حقيقي ضد القرارات الغربية، التي تصنف حركة حماس بالإرهابية، وهي شجاعة سياسية كبيرة من دولتين لا تخضعان لهيمنة الغرب، بل تعلنان جهارا نيتيهما تقويض هذه الهيمنة. غير أن الموقف الروسي والصيني يبقى دون المنتظر منه لسببين وهما:
في المقام الأول، يوجد السبب السياسي، وهو رغبة الصين وروسيا في تقليص نفوذ وتأثير الغرب، خاصة في القضايا العادلة التي يوجد إجماع عليها وسط شعوب العالم مثل، القضية الفلسطينية، وكان بإمكان كل من بكين وموسكو القيام بمبادرات جريئة على المستوى الدولي مثل، طرح مشروع قرارات صادمة لإسرائيل والغرب في مجلس الأمن بدل الاكتفاء في الغالب، مع بعض الاستثناءات، بمعارضة القرارات الغربية. لماذا، لا يتزعم البلدان بمساندة باقي دول العالم حملة حقيقية لإيقاف المجزرة الإسرائيلية في حق الفلسطينيين. ترغب الصين في قيادة العالم بدل الولايات المتحدة، وهي تمتلك خطة مختلفة تقوم أساسا على التقدم التكنولوجي والاقتصادي، ولكنها تبقى استراتيجية من دون طعم، نظرا لغياب الطابع السياسي مثل قيادة العالم لحل النزاعات الكبرى ومنها القضية الفلسطينية لأنها قضية عادلة. في أعقاب نجاح الصين في المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران خلال مارس/آذار 2023، استبشر العالم بدور صيني فعال في الشرق الأوسط. واعتقد الكثيرون أن الخطوة الصينية المقبلة ستكون الاهتمام الفائق بالقضية الفلسطينية، وحذّرت أصوات واشنطن من أنها تقدم القضية الفلسطينية للصين. وتزامن هذا مع تراجع الشرق الأوسط في أجندة واشنطن، الأمر الذي يسمح عمليا ونظريا بدور فعال للصين، إذا أرادت لعب دور في هذا الشأن. غير أن الصين تتعامل باحتشام مع هذه القضية دون الجرأة في الفعل الدبلوماسي والسياسي.
في المقام الثاني، تدرك كل من الصين وروسيا أهمية التوازن العسكري في العلاقات الدولية، والدور الكبير للردع العسكري في تجنب الحروب والدفع نحو مفاوضات السلام. لا أحد يفهم حتى الآن، لماذا لا تزود روسيا والصين الدول المتعاطفة معها مثل إيران، والتي تدور في فلكها مثل سوريا، بأسلحة نوعية لتحقيق التوازن العسكري مع إسرائيل. إذ يكفي منح موسكو لسوريا أنظمة الدفاع الجوي إس 400 لوقف الهجمات الإسرائيلية. علاوة على قوة التصنيع العسكري الإسرائيلي، يتوصل الكيان سنويا بمساعدات عسكرية هائلة من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة. ويكفي الاطلاع على تزويد الغرب بالأسلحة النوعية للكيان الصهيوني، في حرب طوفان الأقصى لمواجهة الفلسطينيين، بل وكيف ينخرط الغرب في الحرب من خلال مواجهة الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل ليلة 13 وفجر 14 أبريل/نيسان الماضي، والآن لديه أكبر تمركز عسكري – بحري في الشرق الأوسط، لمنع الرد الإيراني على الكيان بسبب اغتياله لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية. ونتساءل: هل كان سيمكن لإسرائيل ممارسة البلطجية العسكرية الحالية، لولا الدعم العسكري الغربي المفرط؟ إن الذي خلق نوعا من التوازن العسكري في الشرق الأوسط، ولو في حده الأدنى هي إيران بصواريخها والآن بمسيراتها «الدرون». لولا الصناعة العسكرية الإيرانية التي جرى تفويتها لحزب الله، لكان لبنان قطاع غزة آخر. ولا ننسى أن إيران تملك أجندتها وحساباتها الخاصة في الشرق الأوسط المرتبطة بتعزيز نفوذها الديني – المذهبي والسياسي والعسكري، وهي أجندة قد تلتقي أحيانا وتختلف جذريا أحيانا مع مطامح شعوب المنطقة. إن ما ينتظره العالم الحر من الصين وروسيا في القضية الفلسطينية هو مبادرات عملية جريئة دوليا، خاصة في مجلس الأمن، ثم تزويد بعض دول المنطقة بأسلحة نوعية لتحقيق توازن الرعب العسكري لوقف البلطجة العسكرية الإسرائيلية والحد منها.
كاتب مغربي
ليست قادرة على فعل أي شيء، لأن الدولتين خائفة من أمريكا الإرهابية
لا شرق و لا غرب .
الكل يلهث وراء مصالحه .
أشفق على الأجيال المسلمة التي ستعاصر الهيمنة الصينية. الصين أشد بطشا من امريكا.اسأل الإيغور. أما روسيا فبراميلها تشهد…
الرئيس الصيني يكره ويخشى من روسيا. لا أمان مع الروس.
وكنت شخصيا قد تساءلت عن دور روسيا والصين بعدما سمعت حديث وتحذير لافروف من “إشعال حرب إقليمية.. ” باختصار، راجعت دورهما في حرب فيتنام وكانت مساهماتهما نافعة وحاسمة، حتى في الحرب الأهلية الاسبانية قدم السوفييت الكثير، ولكن الآن وربما أحاول أن أجد لهما عذرا، الصين عملاق اقتصادي يبدو كإيران لا يستطيع التورط بين أنياب الديناصورات الغربية ومخالبها لعدم سرعة التعافي إذا ما تم ضرب مفاصل حيوية استراتيجية. وكذلك روسيا (وحيدة دون اتحاد سوفييت وحلف) وهي متورطة أصلا في أوكرانيا. السبب الأهم أن هذه الدول لا تقدم تضحيات لا تعود عليها بمكاسب جيوسياسية على المدى البعيد، شأنها شأن الحلف الأطلسي. ولكن دول الحلف ذات أجتماع أقوى وأغنى فالولايات المتحدة في معظم الصراعات الكبرى كانت تستقوي بكندا واستراليا نيوزيلندا وبريطانيا وبعض مساهمات من مستعمرات سابقة أكان تدخلا أم نأي وحياد في صالحهم، كما في الحرب على العراق1991.
الصين دولة تهتم بالتجارة اجثررمن السياسة ، همها الوحيد بيع سلعتها ، لا تهتم بالقضايا العادلة !
أما روسيا فهي مغلوبة على امرها و همها الأول الحرب مع أوكرانيا فقط !
الفلسطينيون لهم الله فقط !
اما العرب فهو يعيشون في تخدير قوي لا يتألمون لما يقع في فلسطين مع كامل الأسف !!!
هه لا نلوم روسيا والصين يا أبو العينين بقدر ما نلوم أمة المليار والغبار وعرب التطبيع والتنسيق سود الله وجوههم جميعا بإذن المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل ✌️🇵🇸☹️🚀🐒🔥
طوفان الأقصى غسل كل المساحيق، وصرف كل الغيوم، ووضع كل الأقنعة، وأبان كل نفاق، وكشف كل مستور.
روسيا والصين اختارتا الحياد عوض الوقوف مع حماس ضد العرب والغرب.
قبل لوم روسيا والصين نلوم أمة المليار والغبار وعرب التطبيع والتنسيق سود الله وجوههم جميعا بإذن المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة منهم جميعا شر انتقام ✌️🇵🇸☹️🔥🚀🐒🐒🚀🐒