أنطاكيا – «القدس العربي»: حصر عبد الرزاق خضر المتحدث باسم فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم من “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن في “المنطقة 55″ عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، أهداف التدريبات والمناورات التي أجراها فصيله بالتشارك مع القوات الأمريكية، بحماية المنطقة من أي تهديدات، نافياً في حديثه الخاص لـ”القدس العربي” المعلومات المتداولة إعلامياً عن تحضيرات لمعركة عسكرية ضد قوات النظام.
وشدد في تصريحه لـ”القدس العربي” على “مواصلة التدريبات مع الأصدقاء في التحالف الدولي”، مبيناً أن “الغرض منها حماية منطقة التنف من التهديدات”.
ومطلع الشهر الجاري أنهى “التحالف الدولي” و”جيش سوريا الحرة” مناورات عسكرية مشتركة، شملت كافة أنحاء “المنطقة 55″، وتم استخدام الذخيرة الحية والمهام الاستطلاعية والدفاعية.
تزامناً، تحدثت تقارير إخبارية عن تحضيرات من “التحالف الدولي” لمعركة عسكرية ضد قوات النظام ومناطق انتشار الميليشيات المدعومة من إيران في مناطق من ريف دير الزور، بالتنسيق مع فصيل “جيش سوريا الحرة” المتواجد في التنف، وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تشكل وحدات الحماية الكردية عمودها الفقري، بهدف وصل القواعد الأمريكية في سوريا جغرافياً.
لكن “قسد” نفت من جانبها الأنباء عن نيتها شن عملية عسكرية، موضحة في بيان تسلمت “القدس العربي” نسخة منه، أن “جميع المعلومات المتداولة وكذلك التكهنات لا تستند إلى أي أساس واقعي”.
وتابعت “قسد” أن قوات تابعة لها، قامت خلال الأيام الماضية “بعمليات غير طارئة في إطار العمليات العسكرية الروتينية للحفاظ على مستوى التقدم للكفاح ضد خلايا تنظيم “الدولة” وتحقيق مستوى أفضل من الأمن والاستقرار لسكان المنطقة بالمشاركة مع قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا، وبما يتوافق مع حجم التهديدات التي تشكلها الخلايا الإرهابية”.
وكان الحديث قد تزايد في الآونة الأخيرة عن عملية عسكرية مرتقبة من جانب التحالف الدولي ضد قوات النظام، عززها الأنباء المؤكدة عن تحشيدات عسكرية من “التحالف الدولي” وقوات النظام على طول الخط الفاصل بين مناطق سيطرة “قسد” والنظام على جانبي نهر الفرات.
لكن رغم ذلك، تواصل قوات النظام حشد التعزيزات العسكرية قرب خطوط التماس الفاصلة مع “قسد” في دير الزور شمال شرق سوريا، على ما أكدت مصادر ميدانية لـ”القدس العربي”.
وتابعت بأن النظام السوري أرسل أرتالاً من تشكيلات عسكرية منها “الفرقة 17” إلى ريف دير الزور، وتحديداً إلى مدينتي البوكمال والميادين.
وشهدت الفترة الأخيرة، تراشق اتهامات بالاستفزازات بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث ادعى جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي أن أمريكا تستعد لتنفيذ عملية استفزاز باستخدام المواد الكيميائية السامة، بهدف تعطيل عملية التطبيع العربي مع النظام السوري.
وأضاف الجهاز في بيان نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن نائب قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي جيمس ميلوي، يقود أنشطة “تنظيم الدولة” الإرهابية في جنوب سوريا، وقبل ذلك تحدث مركز المصالحة الروسي عن انتهاك التحالف الدولي لمذكرة السلامة الجوية في سوريا، حيث اتهم نائب رئيس المركز أوليغ غورينوف قوات التحالف بانتهاك مذكرة السلامة الجوية 315 مرة في سوريا خلال حزيران/يونيو 2023.
وفي أواخر حزيران/يونيو الماضي اتهم قائد القوات المركزية الجوية في الجيش الأمريكي أليكسوس غرينكيفيتش في موسكو بتشجع الطيارين الروس على اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد مخاطر الحوادث والصراع مع القوات الأمريكية في سوريا.