لندن- “القدس العربي”:
بعث المدير الفني لمنتخب فرنسا ديديه ديشامب، رسالة تندرج تحت مسمى “صادمة” للثنائي الجزائري الأصل مغناس أكليوش وريان شرقي، مفادها باختصار شديد أنه لا يخطط لضم اللاعبين إلى صفوف الديوك في الوقت الحالي، وذلك لعدم الحاجة لجهود الاثنين، في ظل الوفرة العددية المتاحة في مركزهما حاليا، ما ساهم في انتعاش فرص محاربي الصحراء لضمهما إلى مشروع المدرب فلاديمير بيتكوفيتش.
وتجمع أغلب الصحف والمواقع الرياضية الجزائرية منذ فترة طويلة، على أن وسطاء رئيس المنظومة الكروية وليد صادي، كانوا قد حصلوا على موافقة أكليوش وشرقي لتمثيل أبطال أفريقيا 2019، لكنهما اشترطا الحصول على بعض الوقت لحسم قرارهما النهائي بشأن المفاضلة بين استكمال المسيرة الدولية مع منتخب مسقط رأسهما الفرنسي وبين ارتداء قميص الخضر في المحافل الدولية، وذلك في فترة ما قبل مشاركتهما في أولمبياد باريس 2024 تحت قيادة الأسطورة تيري هنري.
وأثيرت الشكوك والروايات المتضاربة حول مستقبل الثنائي الدولي في الأشهر القليلة الماضية، بتسونامي من التقارير والمصادر التي تشير إلى تقلص فرص الاتحادية الجزائرية في الظفر بخدمات اللاعبين، وبالأخص جوهرة نادي موناكو أكليوش، وذلك بسبب الضغوط التي تُمارس عليه من قبل المسؤولين في اتحاد الكرة الفرنسي ووسائل الإعلام، لمنعه من التفكير في خطوة اللعب لوطن المليون ونصف المليون شهيد، ريثما يأتي وقت انضمامه إلى مشروع المدرب ديديه ديشامب في فترة ما قبل مونديال أمريكا الشمالية 2026.
وفي الوقت الذي تضغط فيه الصحف و”السوشيال ميديا” في فرنسا من أجل استدعاء أكليوش وشرقي إلى صفوف المنتخب الأول، جاء رد ديشامب الصادم للإعلام واللاعبين في مقابلة أجراها مؤخرا مع صحيفة “ليكيب” المحلية، قائلا في رده على سؤال حول حظوظ ثنائي موناكو وليون في الانضمام إلى المنتخب على المدى القصير أو المتوسط “نحن نتابعهما ونراقبهما، ولكن من ينافسان في منتخب فرنسا؟. بالطبع هما لاعبان جيدان ولكن من الواضح أننا لدينا خيارات أخرى في مركزهما”.
ورغم إشادته بما يقدمه مغناس مع أصحاب “لويس الثاني”، وبالمثل زميله في منتخب شباب الديوك هناك في ملعب “النور”، إلا أنه استبعد رؤية أحدهما في معسكر الديوك، على الأقل في معسكر مارس / آذار المقبل، وذلك لصعوبة التضحية بأحد المواهب المتفجرة أو الأسماء اللامعة التي تنافس في نفس مركزهما، قائلا “لدينا مايكل أوليز، الذي يقوم بعمل أكثر من رائع مع بايرن ميونخ، وأيضا عثمان ديمبيلي سيعود ومعه كيليان مبابي”، في إشارة واضحة إلى صعوبة موقف الثنائي وفرصهما شبه المنعدمة لدخول قائمة المنتخب.
وعلى الفور، فسر الإعلام الجزائري تلك التصريحات، على أنها فرصة ثمينة أو هدية لا تُقدر بثمن بالنسبة لرئيس اتحاد الكرة وليد صادي ومجلس المعاون، وذلك لإحياء المفاوضات وبشكل مكثف مع اللاعبين في الأيام القليلة القادمة، أملا في إغلاق هذا الملف قبل أن يستقر المدرب بيتكوفيتش على القائمة التي سيعول عليها في معسكر الشهر المقبل، وخاصة ما يتردد على نطاق واسع، حول رغبة المدرب السويسري في الاستعانة أولا بمهاجم ليون شرقي، لحاجة المشروع إلى مهاجم بنفس مواصفاته في المرحلة القادمة، عكس أكليوش الذي سيتعين عليه الدخول في منافسة حامية الوطيس مع أسماء بحجم الأسطورة رياض محرز ومحمد الأمين عمورة وأنيس حاج موسى وآخرين من أجل الحصول على مكان أو دقائق لعب مع ثعالب الصحراء.