ذا هيل: كيف تعمل قطر على تأمين وقف إطلاق النار في غزة وتهدئة التوترات الإقليمية؟

رائد صالحة
حجم الخط
0

واشنطن- “القدس العربي”:

أكد علي الأنصاري، الملحق الإعلامي لدولة قطر في الولايات المتحدة، في مقال رأي نشره في صحيفة “ذا هيل” الأمريكية، أنه  طالما عززت قطر الدبلوماسية الوقائية والوساطة باعتبارها السبيل الوحيد لحل النزاعات. وعلى مدى أكثر من عقدين من الزمان ، ركزت هذه الجهود الحاسمة على العمل كوسيط نزيه وبناء الثقة والتفاهم بين الأطراف المتنازعة.

وأضاف أنه باعتبارها وسيطًا دوليًا يتمتع بخبرة، تسعى قطر إلى ضمان الاعتراف بجهود الوساطة التي نقوم بها على أنها حقيقية وخالية من الأجندات الخفية. وأكد الأنصاري أن صحيفة “ذا هيل” نفسها نشرت في وقت سابق مقال رأي تضمن تصريحات كاذبة حول قطر ودورها في الوساطة بين إسرائيل وحماس وتعاونها القوي في مكافحة الإرهاب مع الحكومة الأميركية.

وكتب الأنصاري :” مع دخول الحرب في غزة شهرها الثاني عشر، تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر وشركاء آخرون التوسط بلا كلل لإنهاء إراقة الدماء وتأمين إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين كرهائن لدى حماس. وقد تضمن دورنا القيام برحلات مكوكية متواصلة عبر المنطقة، ونقل الرسائل بين الأطراف المتصارعة والعمل على سد الفجوات القائمة لمحاولة تأمين اتفاق لوقف إطلاق النار. كما توسطت قطر بين قوى المنطقة، مستخدمة اتصالاتها لمحاولة منع امتداد الصراع إلى المنطقة على نطاق أوسع”.

وأضاف “على مدى العام الماضي، اتهمت بعض الجهات الخبيثة قطر برعاية حماس والانخراط في تمويل الإرهاب. وتركز هذه الاتهامات على وجود قادة حماس السياسيين في قطر، لكنها تتجاهل حقيقة أن هذا القرار كان بالتنسيق مع الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد من الزمان. وكان الهدف دائمًا توفير قناة اتصال مع حماس، لحل النزاعات وإدارة المساعدات الإنسانية لمليوني فلسطيني في غزة”.

وأوضح الأنصاري أن العديد من الإدارات الأمريكية قد اعتمدت على هذه القناة، وخلال الأزمة الحالية في غزة، كانت في كثير من الأحيان الوسيلة الوحيدة للاتصال مع حماس ــ وهو ما أتاح تأمين إطلاق سراح أكثر من مائة رهينة حتى الآن.

وعلى نحو مماثل، يضيف الأنصاري، فقد  كان تسليم كافة المساعدات القطرية للمدنيين في غزة قبل الحرب الحالية يتم بالتنسيق الكامل مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية . فقد تم تسليم المساعدات القطرية إلى غزة مباشرة إلى الأسر الفلسطينية المحتاجة إلى الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والدواء، في حين وفر التمويل القطري الإضافي الكهرباء لتشغيل منازل السكان الفلسطينيين.

وقال :”إن حالة عدم الاستقرار الحالية في منطقتنا تشكل أهمية خاصة بسبب التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذه الحالة خارج منطقتنا. ومن خلال العمل مع الولايات المتحدة، فإننا نعتقد أن السلام المتفاوض عليه هو السبيل الإنساني الوحيد للمضي قدماً ــ سواء لوقف العنف أو لمنع عدم الاستقرار العالمي في المستقبل”.

وأكد أنه لتحقيق هذه الغاية، اتخذت قطر بعض التدابير الأكثر صرامة لمكافحة تمويل الإرهاب في المنطقة والعالم.

وأشار إلى أنه في عام 2023، قامت مجموعة العمل المالي بتقييم قطر بشكل متبادل ، ومنحتها واحدة من أعلى التصنيفات العالمية للامتثال الفني لمتطلبات مجموعة العمل لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي الوقت نفسه، يؤكد أحدث تقرير أمريكي عن الإرهاب أن الولايات المتحدة وقطر “استمرتا في زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب، بناءً على التقدم المحرز بعد أن وقع وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخارجية القطري على (مذكرة تفاهم) لمكافحة الإرهاب في عام 2017”.

ووذكر أنه بناءً على هذه الاتفاقية التاريخية، قدمت قطر في عام 2019 إطارًا جديدًا لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والذي عزز التشريعات الوطنية ووسع تعريف الجرائم المحتملة. كما نفذت قطر عقوبات أقوى لردع المخالفين المحتملين وزادت التنسيق مع نظيراتها الدولية لمكافحة التهديدات عبر الحدود.

ولفت الأنصاري إلى “سنوات من التنسيق الوثيق من خلال الإدارات التي يقودها الجمهوريون والديمقراطيون، عبر قضايا ذات اهتمام مشترك بما في ذلك إجلاء أكثر من 100 ألف شخص من أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي في عام 2021، والحرب الجارية في غزة وتهديد اندلاع صراع إقليمي أوسع”.

وشدد الأنصاري على أن “الحرب في غزة أدت إلى تشريد العديد من الأسر وحصد أرواح العديد من المدنيين الأبرياء من جميع الأطراف. ونحن في قطر ننظر إلى دورنا كوسيط ليس فقط باعتباره التزاماً سياسياً بل وأيضاً باعتباره واجباً أخلاقياً لتخفيف معاناة الناس الضعفاء وتعزيز الأمن العالمي. ولقد أصبح عملنا المشترك مع الولايات المتحدة وعشرات الحلفاء في مختلف أنحاء العالم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، ونحن نتعهد ببذل كل ما في وسعنا لوقف إراقة الدماء وإعادة الرهائن إلى ديارهم وإنهاء دورات العنف هذه إلى الأبد”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية