الأمم المتحدة- “القدس العربي”: عبرت سفيرة سويسرا لدى الأمم المتحدة، باسكال كريستين بايرسويل، الثلاثاء، عن “الإحباط” بسبب عدم تطبيق قرارات مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت، في مؤتمر صحافي بمناسبة تولي بلادها رئاسة مجلس الأمن الدولي للشهر الحالي، في رد على سؤال لـ”القدس العربي”: هناك “أربعة قرارات من مجلس الأمن وقراران من الجمعية العامة حول وقف إطلاق النار، وثلاث مجموعات من الإجراءات الاحترازية الصادرة عن محكمة العدل الدولية، ومع هذا لم تلتزم إسرائيل بأي منها ووسعت رقعة الحرب إلى الضفة الغربية ولبنان وسوريا وقريبا إيران، فما قيمة هذه الاجتماعات الطارئة التي لا ينتج عنها شيء وإن صدر فلا يحترم؟”.
وتابعت: “مجلس الأمن مكون من دول أعضاء. الجهاز نفسه هو آلية سياسية لا يتخذ قرارات بنفسه. ولكنه يستطيع أن يقرر التدخل العسكري في بعض النزاعات كما فعل في الماضي. ويستطيع أعضاء المجلس أن يجمعوا مواقفهم ويعتمدوا قرارا. وفي هذه الحالة (غزة) استطاع المجلس أن يجمع كلمته أربع مرات وأصدر أربعة قرارات وهذا ربما توافق لم يحدث منذ وقت طويل. القرارات وحدها لا تكفي إن لم تنفذ. المشكلة أن تلك القرارات لم تنفذ، أي أن هناك أزمة كبيرة حول الفشل في التنفيذ”.
وأوضحت: “من جهة نريد أن يكون هناك قرارات ولكن أيضا نريد أن نرى تنفيذا لتلك القرارات. وهذا لا ينطبق فقط على الشرق الأوسط بل على العديد من النزاعات مثل السودان، ومن جهة نريد نوعا من التهديد الصادق لتلك الأطراف المعنية يقوم على أساس أن من لا ينفذ قرارات مجلس الأمن ستكون هناك نتائج حقيقية. تحتاج الدول الكبرى أن تجمع كلمتها وتعتمد قرار وقف إطلاق النار. لكن الشيء المحبط أنه لا ينفذ. والناس يقتلون. لكن ليس أمامنا إلا العمل الدبلوماسي الذي يتمكن من وقف القتل ووقف تدفق السلاح”.
وأضافت أنها لا توافق أن هذه الاجتماعات الطارئة لا فائدة منها ففي أحدها تم التوافق على حملة تطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال في غزة. كما أن الاجتماعات الطارئة تهدف إلى زيادة الضغط على الأطراف للالتزام بقرارات مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار. وقالت “للأسف ليس لدينا خيار آخر إلا عقد مثل هذه الاجتماعات واعتماد القرارات ولكننا أيضا بحاجة إلى أن نرى هذه القرارات تنفذ”.
وقالت بايرسويل في مداخلتها إن بلادها تدعو إلى وقف التصعيد في لبنان والالتزام بقرار 1701 (2006) والذي يجب أن ينفذ لحماية المدنيين واحترام سيادة لبنان. وقالت إنها تتوقع أن يجتمع المجلس سريعا بعد التصعيد الأخير للمناشدة لوقف إطلاق النار وخفض حدة المواجهات.
وأكدت أن بلادها ملتزمة بحل الدولتين وأن اعتراف سويسرا بدولة فلسطين سيأتي في الوقت المناسب. وقالت: “إن اعترافنا لا يعني تنفيذ حل الدولتين فورا ولكن نحن نبحث موضوع الاعتراف في مرحلة لاحقة سياستنا تقوم على احترام القانون الدولي وحماية المدنيين وتنفيذ حل الدولتين”.
وقالت، في رد على سؤال حول إمكانية توجيه مذكرات اعتقال لزعيم حركة حماس يحيى السنوار ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يواف غالانت، إن بلادها تدعم المحكمة الجنائية الدولية وتؤيد عملها وتؤيد عمل المدعي العام، “وننتظر الآن قرار الدائرة الابتدائية وعندما تأخذ قرارا سيكون لنا موقف”. وقالت إنها “ترفض تهديد المحكمة ويجب أن يتم حماية المحكمة كي تؤدي عملها دون تهديد أو ضغط”.