الأمم المتحدة- “القدس العربي”: عقد رئيس الجمعية العامة لدورتها الحالية الثامنة والسبعين، دينيس فرانسيس، والتي تنتهي يوم غد الثلاثاء، مؤتمرا صحافيا الإثنين بمناسبة انتهاء رئاسته لهذه الدورة والتي وصفها بأنها سنة مليئة بالتطورات والأحداث وخاصة في الشرق الأوسط والصراع في غزة. وقال: “لقد تم تذكيرنا طوال الوقت بالمسؤولية المركزية المتمثلة في بناء السلام المستدام، وهو العمود الفقري للنجاح في أي ركيزة أخرى من ركائز عمل الأمم المتحدة. ففي أعقاب التصعيد المروع للعنف في الشرق الأوسط، اتخذت الجمعية العامة إجراءات جريئة باستئناف دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة (المتعلقة بالقضية الفلسطينية)، وقد اعتمدت ثلاثة قرارات مهمة:
– قرار بشأن حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية.
– قرار آخر يطالب بوقف إطلاق النار الفوري، وأن تمتثل جميع الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن فضلاً عن الوصول الإنساني.
– قرار الجمعية العامة أن دولة فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة ويوصي مجلس الأمن بالنظر في الأمر بشكل إيجابي.
وأضاف: “إن هذه المطالب من جانب الجمعية العامة تمثل إرادة المجتمع الدولي، وكما قلت بشكل روتيني في عدة مناسبات، فإنني أكرر هذه المطالب، بصراحة، هنا اليوم. لقد حان الوقت لوقف العنف في غزة”.
وردا” على سؤال “القدس العربي” حول عدم زيارته لغزة علما أن 11 شهرا من المجازر ضد الشعب الفلسطيني في غزة حدثت في فترة رئاسته حيث قتل بمعدل 3500 مدني كل شهر، “ألم تجد وازعاً أخلاقيا كممثل لبرلمان العالم أن تقوم بزيارة غزة وتعلن تضامنك مع الضحايا؟”، قال دينيس فرانسيس: “لقد قمت بعدة محاولات لزيارة غزة ولكني نصحت، ليس فقط، من أجهزة الأمم المتحدة الأمنية، بل من عدة أطراف في المنطقة وقيل لي ليست هذه اللحظة المناسبة لزيارة غزة لأسباب عديدة. للعلم لم يكن في نيتي أبدا أن أذهب وأقف على حدود غزة وأنظر إليها من بعيد كأنني أنظر إلى معلَم سياحي، بل لأزور غزة وأتحدث مع الناس فيها وأشاهد بأمّ عيني ما يعانيه الناس هناك”.
وردا على سؤال آخر ل “القدس العربي”، حول ماذا سيكتب في مذكراته عن هذه الفترة التي كان يرأس فيها الجمعية العامة بينما ترتكب أكبر مجزرة في العصر الحديث”، قال: “لم آخذ قراراً لغاية الآن بكتابة مذكراتي. قد يأتي اليوم وأكتب مذكراتي ولكن ليس بالضرورة عن فترة رئاستي للجمعية العامة. ولكن إذا قررت ذلك، أود أن تكون واثقا أنني سأكون دقيقا وصادقا”.
وعدد رئيس الجمعية العامة لدورتها الثامنة والسبعين التي تنتهي الثلاثاء بعض إنجازاته مؤكدا على اعتماد الإعلان السياسي التاريخي في قمة أهداف التنمية المستدامة، والذي أقرته الجمعية العامة في أول إجراء رسمي لها في دورتها هذه، مما أدى إلى زيادة إلحاح الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف أن الإعلانات السياسية التي تمت الموافقة عليها في الاجتماعات الثلاثة رفيعة المستوى المتعلقة بالصحة – بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد والاستجابة لها؛ والتغطية الصحية الشاملة ومكافحة السل – عززت الجهود، من خلال وضع الصحة والرعاية التي تركز على الإنسان في صميم الأجندة الدولية.
وتابع: ” لقد أدى الحوار رفيع المستوى بشأن تمويل التنمية إلى إجماع مهم أكد على الحاجة إلى إصلاح البنية المالية العالمية – بهدف مواءمة طموحاتنا في مجال التنمية المستدامة لعام 2030 مع الموارد اللازمة للتنفيذ”.
وقال فرنسيس إن الجمعية العامة في دورتها التي تنتهي الآن احتفلت بالحدث المهم المتمثل في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في كانون الأول/ ديسمبر 2023 بعقد جلسة عامة غير رسمية وحفل توزيع جوائز على الحائزين على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وقال: “بمبادرة مني، عقدنا في شهر نيسان/ أبريل أول أسبوع للاستدامة في تاريخ الجمعية العامة ــ والذي تضمن أحداثاً تتعلق بالسياحة والنقل والبنية الأساسية والطاقة، فضلاً عن حدث رائد بشأن استدامة الديون، مع تسليط الضوء بشكل خاص على مخاوف البلدان التي تواجه أوضاعاً خاصة إزاء أزمات التنمية هذه. وكان الأسبوع مخصصاً لبناء الزخم اللازم للمؤتمر الدولي الرابع للدول الجزرية الصغيرة النامية في شهر أيار/ مايو، وقمة المستقبل ــ التي تلوح في الأفق الآن – وتعزيز جهودنا المشتركة لتحقيق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.