رئيس حزب جزائري يدعو إلى البحث في أسباب عدم دخول بريكس.. وردات فعل مستغربة لمعايير الاختيار

حجم الخط
79

الجزائر- “القدس العربي”:

خلّف عدم اختيار الجزائر لتكون عضوا في منظمة بريكس، ردات فعل كثيرة في البلاد، بعضها عبّرت عن خيبة أمل بعد الرهان الكبير على دخول هذا التكتل، وأخرى تساءلت عن المعايير المعتمدة في ظل أن بعض الدول التي قبلت لا تملك اقتصادا أقوى من الجزائر.

وفي أول تعليق سياسي على قرار بريكس، قال جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد إن اجتماع جوهانسبورغ سيبقى طعمه مرا، مشيرا إلى أن تطلع الجزائريين إلى أن يكونوا جزءا من الدول التي تبني عالما متعدد الأقطاب ترك مكانا لشعور بالخيبة لمشهد التراجع بطريقة حادة.

وأوضح أن الاستثمار الدبلوماسي والسياسي والإعلامي الذي قامت به الجزائر ورئيسها لدخول بريكس، لم يشفع في تعويض نقاط ضعفها الهيكلية، مشيرا إلى أنه أمام هذه العودة إلى الواقع، يجب البحث عن مسؤوليات الإخفاق لكن من دون العمل على جلد الذات.

جيلالي: “إن خيبة الأمل في دخول بريكس يجب أن تفتح أعيننا على الواقع ومراجعة أنفسنا بدل تحميل الآخرين أسباب مشكلاتنا”.

وأبرز رئيس حزب جيل جديد أن الجزائر لها عدة مقومات جيوسياسية كان يمكنها التأثير على دول البريكس الخمس، لكنها لم تكن الوحيدة من بين المرشحين التي تملك مزايا. وأكد أن الدول الأعضاء في معايير اختيارها ركزت على الأبعاد الاقتصادية ومصالحها الوطنية خاصة. وأضاف أن الغرب يتحكم في العالم عبر المال والقوة العسكرية والتكنولوجيا والمعلومات، وعلى هذا الميدان تبحث القوى البديلة عن التغيير وإحداث توازنات. وهنا، تساءل رئيس حزب جيل جديد “هل من المجدي أن نذكر بوضعنا في هذه المجالات؟”

ووفق تحليل جيلالي، فإن خيبة الأمل في دخول بريكس يجب أن تفتح أعيننا على الواقع ومراجعة أنفسنا بدل تحميل الآخرين أسباب مشكلاتنا. وأردف “ضعفنا الاقتصادي الدراماتيكي هو خطؤنا نحن، فالطبيعة منحت الجزائر كل الخيرات، لكننا عجزنا أن نثمنها”. وتابع “من بين النقائص التي تضرنا كثيرا، عدم فهم طريقة سير العالم الاقتصادي، اعتمادنا على الدعم المعمم وعلى المنطق الريعي والشعبوية بدون حدود، مع تفشي الفساد في الإدارة واستعمالها لأغراض شخصية فضلا عن الخيارات الكارثية للمسؤولين التنفيذيين”.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تقدمت الجزائر بطلب رسمي للانضمام إلى مجموعة “بريكس”، وذلك بعد إعلان الرئيس عبد المجيد تبون أشهرا قبل ذلك هذه الرغبة.

وتمثل مجموعة “بريكس” التي تأسست رسمياً في 2009-2010، أكثر من 40% من سكان العالم ويمثل اقتصادها أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وهي تسيطر على نحو 18% من التجارة العالمية.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف حسني عبيدي، أن عدم قبول ‎الجزائر في ‎البريكس كان منتظرا مشيرا إلى توقعه بانضمام تدريجي يساعد في تحسين الأداء الاقتصادي والمصرفي. وأوضح عبيدي في سلسلة تغريدات له أن ما حدث يعد فرصة للتفكير العلمي لبناء منظومة اقتصادية عصرية ومنفتحة على العالم، كما أن تنويع الاقتصاد ومصادر الدخل تشكل أولويات بالنسبة إلى المواطن قبل ‎البريكس.

واستطرد عبيدي للحديث عن غموض معايير العضوية في بريكس، وهو ما جعل عدم انضمام الجزائر مقابل دخول دول أخرى أقل اقتصاديا مستغربا. وقال في هذا الصدد “شروط العضوية لمجموعة البريكس غامضة لأن توسيعها لدول جديدة لم يكن محل اتفاق الجميع لضمان الفاعلية. من هنا جاءت فكرة البريكس+ التي لم تقنع الجميع. القمة الحالية وافقت على تحديد شروط موضوعية للانضمام مستقبلا”.

وأضاف “المعيار الاقتصادي لم يكن المعيار الوحيد بدليل أن دولا اقتصادها أقوى من إثيوبيا ومصر مثل اندونيسيا وحتى نيجيريا لم تلتحق بالمجموعة”، مشيرا إلى أن “عناصر معقدة ترتبط بخيارات الدول المؤسسة والتفاهمات والمساومات السياسية داخل المجموعة هي المحدد للقبول أو الرفض بالإجماع. يكفي تحفظ واحد لرفض قبول دولة معينة”.

وبغض النظر عن مقومات الجزائر الاقتصادية، انتقد كثيرون خطاب الدعاية الذي سوّق لدخول بريكس بطريقة شعبوية. وقال المحلل السياسي نجيب بلحيمر، إن طريقة تناول هذه القضية لأشهر طويلة  ألحق ضررا كبيرة بمصداقية الخطاب الرسمي، وطال الضرر الجامعة بشكل مباشر، حيث انخرط متملقون يحملون الصفة الأكاديمية في الترويج لما أرادت السلطة أن تقدمه كإنجاز حتى قبل أن يتحقق.

وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد تحدث  قبل أيام في حواره مع وسائل إعلام محلية عن وجود خلافات بين دول البريكس قد تعطل الانضمام، لكن هذه المسألة كانت تعني كل الدول المرشحة. لذلك، ساد تفاؤل بعد قرار بريكس الاتفاق على توسيع المجموعة، لكن الصدمة كانت قوية لعدم اختيار الجزائر التي كانت من أوائل المتقدمين بملف ترشحها.

وفي مساعيها للإقناع، قامت الجزائر وفق ما كشفه الرئيس تبون قبل أشهر من بيكين بشراء أسهم بمليار ونصف المليار دولار داخل بنك بريكس الذي يفوق رأسماله البنك العالمي. وعقد وزير الخارجية أحمد عطاف لقاءات مع سفراء دول بريكس، وذلك فيما يشبه الحملة الانتخابية لدعم حظوظ الجزائر قبل 22 أغسطس/ آب.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول صالح/ الجزائر:

    2)- فعلا “إن طريقة تناول هذه القضية (وغيرها من قضايا كثيرة) لأشهر طويلة ألحق ضررا كبيرا بمصداقية الخطاب الرسمي، وطال الضرر (حتى) الجامعة بشكل مباشر، حيث انخرط متملقون يحملون الصفة الأكاديمية في الترويج لما أرادت السلطة أن تقدمه كإنجاز حتى قبل أن يتحقق” ، ليس في مجال دخول بريكس ، وإنما في مجالات كثيرة ، رغم علم المنافقين و”بني وي وي” أن الرئيس “وفور انتخابه أصدر قرارا بإلغاء عبارة فخامة الرئيس، وعدم استخدامها في مخاطبته أو الحديث عنه، في محاولة للتخلص من العادات والسلوكيات والمصطلحات التي انتشرت في عهد” العصابة .
    كما أصدر تعليمة إلى جميع الدوائر الوزارية ومؤسسات الدولة للكف عن استخدام عبارة “بتوجيهات من رئيس الجمهورية” أو “تنفيذا لأوامر رئيس الجمهورية” ولواحقها .
    على المتملقين ، من أكادميين وإعلاميين وسياسيين “موالين” وغيرهم ، أن يعلموا أن أغلب الجزائريين ملوا منهم ومن القنوات المرئية والمسموعة والصفحات المقروءة التي تستغلهم ويستغلونها في ظل “الجزائر الجديدة” التي أفقدها مصداقيتها .

  2. يقول بوعلام:

    سبحان الله الكل يدلي بتعليقة حسب اهوائه او حسب ما يراه هو مناسب لتخميناته وامانيه.للاسف نحن امة نثرثر ولا نقرأ.اذا اردنا ان نبحث عن الحقيقة فعلينا البحث عنها وابذال جهد في قراءة الصحف العالمية ومن مصادر شخصيات كانت حاضرة في اجتماع بريكس.
    مشكل عضوية الجزائر كاد ان يؤدي بنسف بريكس.الهند عارضت بشدة عضوية الجزائر امتثالا لفرنسا ووعود فرنسية للهند. فالوزير الهندي مودي لما صاح في وجهه لافروف بأن الجزائر قوة استراتيجية حاسمة فلم يدلي مودي بأي كلمة وكأنه حجرة صامتة.
    اما الصين فرد فعلها على الهند هو ارتفاع العلاقة الصينية الجزائرية من استراتيجية الى سوبر استراتيجية وهذه العلاقة لا تتميز بها اي دولة اخرى ماعدا الجزائر.

    1. يقول عابر:

      ومع ذلك رُفضت عضويتها. السيد بوعلام لم يكن بدوره حاضرا في أشغال الاجتماع أثناء اختيار الدول التي تنضم للبريكس. تعليقه هذا هو أيضا لا يخرج عن كونه تخمينات شخصية..

    2. يقول زياد:

      هل كنت معهم في الاجتماع؟
      تصريح لافروف كان واضحا وسمعه العالم أجمع. تم قبول الدول التي لها هيبة ووزن استراتيجي. أما ما تفضلت به من صراخ لافروف على مودي فأثبته لنا صوتا وصورة، عدا ذلك فهو في عداد الأخبار الكاذبة.

  3. يقول المتوكل بالله:

    الجزائر ام الشهداء والتي استطاعت طرد الصهاينة من منظمة الوحدة الأفريقية
    ما كان للكيان الغالب ان ينس لها كل هذا الموقف البطولي .
    الهند كانت الخنجر. الغادر
    هذه الدنيا تقول بملء فيها. حذار حذار من بطني وغدري

  4. يقول حميدة:

    ان ترى مصر وايثيوبيا عضوين في بريكس و رفض انضمام الجزائر فهذا امر غريب يطرح اكثر من علامة استفهام كيف لدولة كمصر تعيش تحت نظام دكتاتوري و ااقتصادها على شافة الانهيار ان تدخل هذا المنتدى؟ صحيح ان اقتصاد الجزائر قوي ولها مساحة شاسعة وقوة بشرية لا يستهان بها و لكن هذا الاقتصاد يبقى غير معصرن و غير مهيكل مع غياب شبه تام لدور القطاع الخاص و ضعف النظام البنكي. الجزاءرون لا يثقون في الابناكو يقومون بتخزين اموالهم في البيوت و بالتالي سيطرة الاقتصاد غير المهيكل.

1 4 5 6

اشترك في قائمتنا البريدية