رئيس رابطة مكافحة التشهير يعترف بفشل الحرب على “معاداة السامية” ويطلب “أفكارا خلاقة مثل بيجر” لمواجهتها

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن – “القدس العربي”:

 نشر موقع “ذي إنترسيبت” مقالا أعده إيفانز ويكسلر، قال فيه إن المدير العام لرابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات تحدث في خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي عن هجمات البيجر ضد حزب الله كوسيلة للتحكم بالإنترنت. وقال ويكسلر إن من يستمع إلى المدافعين الأشداء عن إسرائيل، سيجد أنها تنتصر، في غزة (التدمير) وفي لبنان (قطع رأس حزب الله) وفي سوريا (قضم المزيد من أراضيها).

وفي وسط موكب التهنئة بالذات عن الانتصارات، فليس من السهل تجاهل تصريحات رئيس واحدة من أبرز الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة وهو يعترف بفشله على جبهة واحدة وهي مكافحة معاداة السامية عالميا. وبحسب موقع “إي جويش فيلانثروبي” الذي أورد يوم الثلاثاء ما قاله غرينبلات أمام الكنيست: “لا أحد يحب الاعتراف عندما يفشل، أنا لا أحب الخسارة وأنا شخصيا أكره الخسارة. ومع ذلك، نحتاج في بعض الأحيان إلى الاعتراف بالواقع”. وكان هذا الواقع صارخا، فمعاداة السامية، حسب غرينبلات في تزايد على الإنترنت. وكان الاعتراف مذهلا، لأن رابطة مكافحة التشهير تأسست لمحاربة معاداة السامية. وهذا هو الشعار الذي تحشد وتعبئ بناء عليه كل مناصرتها الصاخبة لإسرائيل.

لذا فإن فشل المجموعة بهذه الطريقة يثير أسئلة كثيرة، أسئلة تحتاج إلى إجابات كبيرة.

ليس من السهل تجاهل تصريحات رئيس واحدة من أبرز الجماعات المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة وهو يعترف بفشله على جبهة مكافحة معاداة السامية عالميا

ولحسن الحظ، كما يقول ويكسلر، كان لدى غرينبلات أفكار: يحتاج مؤيدو إسرائيل إلى التفكير مثل الجواسيس الإسرائيليين الذين قاموا سرا بتركيب قنابل في الأجهزة الإلكترونية في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل العشرات وجرح الآلاف.

 وقال غرينبلات: “نحن بحاجة إلى نوع من العبقرية التي صنعت أجهزة أبولو الذهبية وتسللت إلى حزب الله لأكثر من عقد من الزمان للاستعداد لهذه المعركة” و”هذا هو نوع الإبداع والابتكار الذي كان دائما السمة المميزة لدولة إسرائيل، والذي كان دائما سمة من سمات الشعب اليهودي. أعلم أننا نستطيع أن نفعل ذلك”.

 وتساءل الكاتب فيما إن كان غرينبلات جادا في كلامه وإن كان يعتقد أن من الممكن لإسرائيل مواجهة مشكلة معاداة السامية الدولية من خلال تفجيرها لمئات من أجهزة بيجر أو جرف الأرض، وهل يمكن لرابطة مكافحة التشهير تدبير هجوم ضد كراهية اليهود وبشكل مستمر، وكأنه يدعو لجبهة جديدة أخرى غير غزة واليمن ولبنان وسوريا والعراق والضفة الغربية. وللأسف، هذا هو ما يتحدث عنه غرينبلات على ما يبدو: توجيه بندقية على رأس كل العالم والمطالبة بحب اليهود.

ويعلق الكاتب أن هذا الخطاب العسكري ليس غريبا على رابطة التشهير وأنصار إسرائيل، وبالتأكيد، ليس منذ هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، فلم يكن هذا الحادث هو الذي أدى لنشوء رابطة مكافحة التشهير. فقد ظهرت المجموعة ردا على صعود جماعة كو كلاكس كلان الأمريكية ومحاكمة ليو فرانك، رجل الأعمال الأمريكي اليهودي الذي أدين بقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاما، وهو على الأرجح ادعاء كاذب. وعندما تم تخفيف عقوبة الإعدام على فرانك للسجن مدى الحياة، اختطف من السجن وأعدم شنقا على الفور من قبل حشد معاد للسامية.

 وواصلت رابطة مكافحة التشهير توسيع مهمتها لمكافحة جميع أشكال التعصب ولكنها احتفظت بتركيزها على معاداة السامية.

وبعد أكثر من قرن من الزمان، أصبحت جهود رابطة مكافحة التشهير أشبه بلعبة “ضرب الخلد” أي البحث عن حلول مؤقتة وتدريجية. وعندما نشرت صحيفة هنري فورد مقالات اقتبستها من كتيب معاد للسامية بعنوان “بروتوكولات حكماء صهيون”، انتفضت رابطة مكافحة التشهير، وضغطت على فورد حتى أصدر اعتذارا في عام 1927. وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، كانت الرابطة تقوم بعمليات تجسس داخل الجماعات النازية الجديدة وتشن حملات من أجل الحقوق المدنية.

وبحلول عام 2016، كانت الرابطة تنتقد دونالد ترامب لاستخدامه المتكرر للعبارات المعادية للسامية. كما أن الرابطة لها جانب مظلم أيضا، بما في ذلك التجسس على المنظمات المؤيدة لفلسطين من الستينيات وحتى التسعينيات ومراقبتها في الفترة الأخيرة، فضلا عن اتخاذ مواقف معادية للمسلمين بشكل علني في أعقاب هجمات 9/11، مع أن معظم تاريخ المجموعة الإشكالي تم تبريره، كجزء من معركتها ضد معاداة السامية.

معاداة السامية الكلاسيكية كانت متجذرة بالخوف من الآخر. إلا أن الشكل الجديد منها والذي أطلق عليه “معاداة السامية الجديدة”، قام بإعادة تشكيل المصطلحات وبطرق عدة

ويعلق ويكسلر أن معاداة السامية الكلاسيكية كانت متجذرة بالخوف من الآخر. إلا أن الشكل الجديد منها والذي أطلق عليه “معاداة السامية الجديدة”، قام بإعادة تشكيل المصطلحات وبطرق عدة، وجادل أن معاداة الصهيونية ونقد سياسات إسرائيل، هي بطبيعتها معاداة للسامية. وهذه ليست مشكلة تجريدية.

وقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبشكل منتظم كل منتقد لإسرائيل بمعاداة السامية لدرجة أنه أصبح محاكاة ساخرة لنفسه. المتظاهرون في الحرم الجامعي؟ معادون للسامية. المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان؟ “واحد من أعظم المعادين للسامية في العصر الحديث”. الأمم المتحدة؟ “مجتمع الأرض المسطحة المعادي لإسرائيل”. غزة؟ اليمن؟ لبنان؟ إيران؟ أيرلندا؟ هوليوود؟ كلها معادية للسامية!

لا جدال في ملاحظة أن هذه الاتهامات الشاملة بمعاداة السامية توفر غطاء سياسيا للعدوان الإسرائيلي اللامتناهي ضد كل أعدائها المفترضين، وصولا إلى الإبادة الجماعية. وفي كثير من النواحي، تعبر ببساطة عن شكل جديد من أشكال “الهسبارا”، وهي استراتيجية دبلوماسية للعلاقات العامة والدعاية لشرح الإجراءات العسكرية الإسرائيلية، سواء كانت مبررة بالفعل أم لا.

ومن المهم أن نتساءل عما إذا كان الترويج لنظرية “معاداة السامية الجديدة” ومساواة انتقاد إسرائيل بمعاداة السامية يخدم في الواقع هدف السلام والأمن في الشرق الأوسط.

ومن المهم أن نتساءل عما إذا كان إخبار غرينبلات الكنيست وبطريقة طفولية بأنه بحاجة إلى تصعيد حربه على الكراهية، له أي فائدة على الإطلاق. ذلك أن معالجة العنصرية المتجذرة في المجتمع تتطلب الدقة والاعتبار والتفاهم المتبادل والمشاركة الدقيقة، كما يقول ويكسلر.

ولن يقضي المجتمع اليهودي على هجمات في الإنترنت من خلال تفجير المعلقين على تيك توك، إما بمهاجمتهم باعتبارهم أعداء في حرب معلوماتية، أو باستخدام آليات الهسبارا لإغراقهم بـ “الحقائق البديلة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ههه أكذوبة السامية يا عينيا لم تعد تؤتي أكلها هاتوا كذبة غيرها يا قتلة أطفال ونساء غزة العزة ✌️🇵🇸☹️🚀🐒🔥

  2. يقول فصل الخطاب:

    اللعنة عليكم يا عصابة الشر أكذوبة اللاسامية يا عينيا لم تعد تؤتي أكلها هاتوا كذبة غيرها يا قتلة أطفال ونساء غزة العزة ✌️🇵🇸☹️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية