رئيس كولومبيا يأمر بتحقيق ضد استخبارات بلاده بسبب تجسسها ببرنامج بيغاسوس الإسرائيلي على المواطنين

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

كشف رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، الأربعاء من الأسبوع الجاري استعمال استخبارات بلاده برنامج التجسس الرقمي بيغاسوس، داعيا الى ضرورة فتح تحقيق في ما اعتبره خروقات خطيرة ضد الحياة الخاصة للمواطنين.

وأكد في خطاب له، تناولته الصحافة المحلية مثل ريبوبليكا وتيمبو والقنوات التلفزيونية الرسمية،  أن استخبارات بلاده وخلال مرحلة رئاسة إيفان دوكي المحافظ اشترت هذا البرنامج خلال يونيو 2021 من إسرائيل بمبلغ 11 مليون دولار، وتزامن ذلك مع الاحتجاجات السياسية والاجتماعية التي كانت تشهدها البلاد وقبل الحملة الانتخابية الرئاسية التي قادته الى الفوز، ليصبح أول رئيس يساري لدولة كولومبيا.

ووفقًا للمعلومات التي قدمتها وحدة المعلومات والتحليلات المالية (UIAF) الكولومبية إلى الرئيس، فإن مديرية استخبارات الشرطة المعروفة بحروفها اللاتينية (Dipol) دفعت الأموال نقدًا لشركة إسرائيلية وأن الأموال ”نُقلت جوًا من بوغوتا إلى تل أبيب في 27 يونيو 2021“، حيث تم التصريح عنها للجمارك ودفعت في حساب الشركة. وتتولى الشرطة الكولومبية تحت أوامر النيابة العامة التحقيق ضد الاستخبارات في هذا الملف وكذلك مصادرة البرنامج.

وتابع قائلا وفق ما نشرته الصحافة الكولومبية “كيف جرى نقل 11 مليون دولار نقداً من كولومبيا على متن طائرة من الإدارة الكولومبية إلى إسرائيل لشراء برنامج تجسس للتنصت على المحادثات السياسية الخاصة ربما لأشهر؟”. وأكد أنه كان ضحية التجسس خلال الحملة الانتخابية ببرنامج بيغاسوس. واستمر في طرح الأسئلة حول مصدر هذه الأموال إن لم تكن عملية تبييض، ثم كم من الأشخاص جرى التجسس عليهم بدون ترخيص من القضاء.

وشهدت كولومبيا عددا من حالات التجسس على المسؤولين السياسيين والقضائيين والعسكريين، وهذه أول مرة يتم فيها اتهام الشرطة السياسية باستعمال برنامج بيغاسوس الإسرائيلي. وكان العالم قد شهد فضيحة التجسس بواسطة بيغاسوس خلال أكتوبر 2019، غير أن الفضيحة الكبرى كانت صيف 2021، حيث يفترض شراء عدد من الدول لهذا البرنامج منها ألمانيا وبولونيا واسبانيا والعربية السعودية والإمارات والمغرب والمكسيك والهند والآن يتم التأكيد على كولومبيا. وكانت الأمم المتحدة قد اعتبرت البرنامج خطيرا، وصنفت الولايات المتحدة شركة إن إس أو التي تنتجه في اللائحة السوداء، بل واعتبرت البرنامج يمس بالسلم الدولي.

وقبل وصوله الى رئاسة البلاد سنة 2022، كانت تجمع كولومبيا وإسرائيل علاقات وطيدة للغاية، حيث كان تعاون بينهما في مجال مواجهة الحركات اليسارية في أمريكا اللاتينية وليس فقط في كولومبيا، وصفقات أسلحة، وكان الخبراء يطلقون على كولومبيا إسرائيل أمريكا اللاتينية. ومنذ وصول غوستافو بيترو، تدهورت العلاقات الثنائية نتيجة موقف الرئيس من حرب قطاع غزة، حيث وصف هذه الجرائم بـ “جرائم ضد الإنسانية” واتخذ قرار المشاركة في الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وكان الرئيس بيترو قد سحب سفير بلاده من إسرائيل خلال نوفمبر الماضي، شهرا بعد انفجار طوفان الأقصى، وقام لاحقا بطرد السفير الإسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية