رحيل رئيسي بين المكسب والخسارة… وبايدن لا يرى الجرائم التي ارتكبها الكيان بدعم منه

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: “لماذ تركناهم وليمة لأشرار الكون؟” لا بد أن نعد إجابة للسؤال الكبير فلحظة الحساب بيننا وبينهم مقبلة لا محالة.. بعد أن تكف الطائرات عن القصف والدبابات عن الإبادة. أهل غزة مشغولون للشهر الثامن على التوالي بالمقتلة المقامة لهم، على مدار الساعة، بينما المسلمون والعرب في أصقاع الأرض خذلوهم وتركوهم يواجهون القتل فرادى وجماعات، ولم يقدموا لهم سوى الكلام المستهلك من زمن النكبة.. وتشير أحدث الأنباء إلى تزايد عدد الضحايا الذين يستهدفون بينما تبلي المقاومة بلاء حسنا في جبهات القتال، وتواصل إدارة بايدن حماية شركائها في القتل والإبادة بمزيد من العتاد، وقال السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن من جرائم الحرب استخدام القوة المفرطة، والاحتلال الإسرائيلي يعلم من اليوم الأول أنه يستهدف الشعب الفلسطيني، والدليل أن 70% من الـ34 ألف و500 شهيد، من الأطفال والنساء، وهو أمر مقصود وعمدي، لأنه يعلم أن حماس تحت الأرض، وأن من فوق الأرض هم الشعب الفلسطيني. وأضاف حجازي خلال تصريحات تلفزيونية أن استدراج الاحتلال الإسرائيلي الآن لمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية هو منطقي وطبيعي. وقال إن وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وصف ما حدث في غزة بأنه جريمة ضد الإنسانية، وسماها خيانة للإنسانية ومبادئ الإنسانية، والمقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، وصفت ما حدث بأنه جريمة إبادة جماعية.
نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، من أنباء بشأن اعتزام الحكومة بيع المستشفيات الحكومية، ووقف كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، بموجب قانون تنظيم منح التزام المرافق العامة لإنشاء وإدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية، ويجري حاليا عرض 160 مستشفى في 22 محافظة على القطاع الخاص. وأشارت وزارة الصحة والسكان إلى أن المستشفيات الحكومية ستظل مملوكة للدولة، مع استمرارها في تقديم كل الخدمات الصحية للمواطنين بشكل طبيعي ومنتظم. وأوضحت أن القانون يهدف إلى السماح للقطاعين الخاص والأهلي بالمشاركة في المجال الصحي من خلال إنشاء وتطوير المنشآت الصحية الحكومية، وآليات تشغيلها وإدارتها، وكذلك المشاركة في تقديم خدمات الرعاية الصحية للمواطنين دون المساس أو الانتقاص. أما نقيب الفلاحين حسين أبو صدام، فكشف عن تشكيل لجنة قانونية لدراسة مقاضاة مسلسل «البيت بيتي 2»، والمطالبة بوقف عرضه، ردا على مشهد اعتبره مهينا للفلاحين، تضمن استخدام الفنان محمود عبد العزيز، الذي يجسد شخصية «كاراكيري»، لكلمة «العبيد» لوصف أبناء الفلاحين. وانتقد ما اعتبره «تنمرا» على مهنة الفلاحة من خلال تصويرها بصورة غير لائقة، والسخرية من لهجة وملابس الفلاحين.
إرادتهم أقوى

الصراع في الشرق الأوسط مستمر منذ قرون طويلة. هذه المنطقة قلب الأرض ومركزها النابض بالحضارة والثقافة والأديان والثروات. على أرض المنطقة، حسبما أوضح رفعت رشاد في “الوطن”، شيدت الحضارات ودارت الحروب التي سجلها التاريخ بتفاصيلها، وصارت مرجعا لمراحل مفصلية في تاريخ البشرية. والحرب على غزة حرف في كتاب كبير، لكنها حرب ستغير معاني وتعدل اتجاهات في النظام العالمي. تلعب القوى الكبرى الدور الأكثر تأثيرا في توجيه حركة التاريخ، لكن القوى المستضعفة قادرة أيضا على تعديل المسارات والتأثير في كتابة صفحاته، بالشكل الذي تحدده إرادتها وقدرتها. وسوف تكون غزة قائدة للشعب الفلسطيني في هذا المجال، حتى لو دمرت إسرائيل كل طوبة وحصاة فيها، فإرادة الفلسطينيين أقوى من أسلحة الكيان الصهيوني وأقوى من المؤامرات الأمريكية والأوروبية، التي كشفت حرب غزة مدى زيف مبادئها وانحطاط أخلاقها بعدما فرقت بين الدم الفلسطيني والدم الأوروبي في أوكرانيا. لا تزال فيتنام محطة مهمة للغاية في إثبات جدارة الشعوب في نيل حريتها وحماية عزتها ووطنها، بعدما مرغت في التراب الصلف الأمريكي، وهي الدولة الفقيرة التي لم تكن تملك مثقال ذرة مما تملكه أمريكا العتية. ولا تزال أمريكا هي نفسها بإدارتها ولاعبى السياسة فيها لم يتغيروا إلا في شكلهم الخارجي، يمارسون السياسة الدنيئة ضد الشعوب المستضعفة، التي تناضل من أجل وطنها وحريتها. منذ أيام شاهدت فيلم «The Post» عن قصة جريدة “واشنطن بوست” مع الرئيس الأمريكي نيكسون، الذي كان يعلم بهزيمة جيشه في فيتنام، ومع ذلك يرسل الشبان الأمريكيين للقتال هناك، وهو يعلم أن غالبيتهم سيعودون في أكياس بلاستيكية. اكتشف أحد الصحافيين في جريدة “نيويورك تايمز” مدى الخسة التي يمارسها نيكسون تجاه بني وطنه، ولما أراد النشر حاصر نيكسون الجريدة قضائيا، فقام الصحافي بتسريب الأوراق التي كتبها روبرت ماكنمارا، وزير الدفاع وقتها، عن خفايا حرب فيتنام إلى جريدة “واشنطن بوست”، التي قامت بشجاعة بالنشر الذي كشف ما يخفيه نيكسون. أحب مشاهدة هذا الفيلم الذي يذكرنا بأن الإدارة الأمريكية ارتكبت ضد العالم بتجرد من أي إنسانية كل الموبقات وهي لا تنفك تمارس ذلك حتى الآن.

حتى حين

سوف تظل صورة الفلسطيني المهاجر الذي يحمل متاعه القليل وبقايا منزله المتهدم عالقة في الأذهان على مرّ الأزمان! فهو ذلك الفلسطيني الذي يحدتنا عنه الدكتور مصطفى الفقي في “الأهرام”: عرف النكبة ثم عرف النكسة وذاق من الهوان ما لم تعرفه كل الأوطان، إنه الفلسطيني أبو الشهداء وضحية العصر بكل ما فيه من قهر ومظالم وعنصرية وتعصب يتحرك من مكان إلى مكان هربا من الموت وطلبا للحياة، ولا يكاد يمكث في العراء عند بقعة معينة إلا ليبرحها هربا من الصواريخ والقنابل والراجمات في عمليات متواصلة، وها نحن نرى اليوم أهل غزة مطاريد الأرض وحفار القبور في لوعة حزينة قد لا نجد لها نظيرا في التاريخ كله، والشعب الفلسطيني فوق ذلك مطالب بأن يدفع أقساط الماضي وشيكات المستقبل من دماء أبنائه وحياة أجياله القادمة، وهو في كل ذلك محاط بفزع أكبر مع أزيز الطائرات وصخب التفجيرات التي لا تبقي ولا تذر وتحيل الحياة كل يوم جحيما لا ينتهي! وهو ذاته الفلسطيني المطالب أيضا بالتطبيع مع جلاده المتعايش مع جيرانه، رغم عذابات ثلاثة أرباع قرن على الأقل من المعاناة المستمرة ونزيف الدماء وقطع الأشلاء والأيام المأساوية الحزينة، إنني أطالب هنا بمواقف مختلفة عما نحن فيه وفي مقدمتها ما يلي: أولا: استخدام سلاح التطبيع مع أهم دولة إسلامية وأغناها خصوصا، وأن الملك المؤسس عبدالعزيز الكبير كان من أسبق الحكام العرب فهما للخطر الصهيوني وإحساسا به، ولا شك أن ثمن التطبيع السعودي مع دولة إسرائيل لا يساويه على الجانب الآخر إلا التسوية العادلة الشاملة للصراع برمته، مع قدرة المملكة وشقيقاتها في الخليج على الإسهام في إعمار المناطق المنكوبة وتحويل الخراب الذي لحق بالأراضي الفلسطينية في غزة إلى ما يجب أن تكون عليه حاضنة للبشر لا طاردة له مستقبلة للحياة وليست مصافحة للموت.

نجح الفلسطينيون

أصبح نتنياهو مجرم حرب بحكم رسمي من المحكمة الجنائية الدولية، ليس هو فقط، ولكن معه وزير دفاعه أيضا. صحيح حسب عصام العبيدي في “الوفد”، أن حكم المحكمة ضم أيضا ثلاثة من قادة حماس.. وأنه ساوى بين الضحية والجلاد.. لكن مجرد الحكم على نتنياهو ووزير دفاعه، يجعلنا نفرح ونهلل لصدور الحكم.. حتى لو ظلم قادة حماس معه.. وهي سابقة تاريخية في إسرائيل، ذلك الكيان المحتل الغاصب للأرض والمنتهك للعرض. وبذلك أصبح نتنياهو وصاحبه مطلوبين في كل الدول والمطارات في كل بقاع الأرض.. خاصة في الدول المشتركة في الجنائية الدولية. ولو أخطأ وزار أي دولة خارج كيانه المحتل سيقبض عليه فورا، وتوضع في يده القيود الحديدية كأي مجرم عتيد في الإجرام. إذن دماء عشرات الآلاف من الفلسطينيين لم تذهب سدى.. وما في دولة من دول العالم تحررت إلا بدماء أولادها.. ولنا في الجزائر الشقيق – بلد المليون شهيد- خير مثال على ذلك. وهذا هو الرد العملي على من يدعي أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول.. الذل شنه رجال المقاومة الفلسطينية البواسل على إسرائيل.. وحققوا به معجزة شهد بها العدو قبل الحبيب.. ولعل التقارير الإسرائيلية، التي أكدت أن هذا الحدث التاريخي، مثل نكسة إسرائيلية كبرى، تذكرنا بانتصار السادس من أكتوبر 1973، الذي حقق فيه الجيش المصري انتصارا ساحقا على العدو الإسرائيلي، ما زال يدرس في الكليات والأكاديميات العسكرية في كل دول العالم. فانتصار حماس أعاد لإسرائيل وأجهزة استخباراتها هزيمة 73. وعاجلا أو آجلا ستتحرر فلسطين، وسيرتفع العلم الفلسطيني خفاقا فوق أرض فلسطين. أرجوكم لا تلوموا حماس والمقاومة الفلسطينية على أعمالها البطولية.. فالدول لن تتحرر إلا بدماء أولادها.. وحتى المفاوضات والمباحثات السلمية ستفشل، إن لم يكن لها ظهير مسلح، سواء كان جيشا نظاميا أو مقاومة شعبية مسلحة.

سحر غزة

امرأة إنكليزية في الثانية والثمانين من عمرها اسمها آن جونز.. لديها ستة أحفاد وتقيم في لويشام جنوب لندن وتقاعدت بعد سنين طويلة من العمل اخصائية اجتماعية ونفسية، اهتم بتفاصيل ما أقدمت عليه ياسر أيوب في “المصري اليوم”: استخدمت الدراجة يوم الجمعة الماضي لتتسلق جبل فينتو جنوب فرنسا.. واحتاجت ست ساعات لتكمل مشوارا طوله 20 كيلومترا وتصل بدراجتها قمة جبل يرتفع 1600 متر فوق سطح البحر. ولم يكن جبل فينتو هو سبب الاهتمام بهذه الرحلة، رغم أنه أحد أشهر جبال فرنسا وتسلقه أصبح إحدى المراحل الأساسية لبطولة تور دي فرانس، أهم وأكبر وأشهر بطولة دراجات في العالم.. ولم يكن عمر آن جونز أيضا هو السبب الأول، رغم أنه ليس معتادا أو سهلا لمن تخطوا سن الثمانين استخدام الدراجة لصعود جبل عال.. لكن بدأ واستمر وكبر هذا الاهتمام بعدما أعلنت آن جونز أنها ستقوم بذلك تضامنا مع الفلسطينيين في غزة وجمع التبرعات لمصلحة الأطفال هناك. وقالت قبل انطلاقها بدراجتها لقمة الجبل أنه لم يعد باستطاعتها تجاهل قتل 11 ألف طفل فلسطيني، منذ بدأت الحرب في غزة ومعاناة الأطفال الذين لم يموتوا وظلوا يعيشون وسط الخوف والألم.. وأصبح ما حققته بهذه الرحلة أكبر وأهم كثيرا من 13 ألف جنيه إسترليني لأطفال غزة.. فقد أجبرت آن بدراجتها ورحلتها كثيرين في إنكلترا وأوروبا على الالتفات من جديد لفلسطين.

العجوز التي أخجلتنا

اضطرت نوافذ إعلامية كثيرة، سواء صحف ومواقع أو شاشات مثل “بي بي سي، وغيرها لنشر وإذاعة ما قالته السيدة جونز التي يحدثنا عنها ياسر أيوب بشأن معاناة الفلسطينيين وأطفالهم.. كلام لم يكن من السهل والمتوقع أن يقوله من اعتادوا رؤية قضايا فلسطين بعيون تعجز غالبا، أو دائما أن ترى الحقيقة، وأجبرتهم على مراجعة أنفسهم امرأة تخطت الثمانين من عمرها. وقالت آن إنها تأمل في أن تنجح رحلتها فوق دراجتها لقمة الجبل في إقناع آخرين كثيرين للقيام بخطوات مماثلة دفاعا عن حق الجميع في حياة آمنة دون عذاب وخوف وتهديد.. وغير قضية فلسطين وأطفالها.. قالت آن جونز إنها أثبتت أن الإنسان دائما يستطيع إن أراد، وليس من الضروري أن يصبح العمر سببا للسكوت والاستسلام، ومبررا لعدم الحلم والمحاولة. وأصبح من الممكن الآن إضافة آن جونز ودراجتها لحكايات كثيرة قديمة وجميلة كانت فيها الدراجة أكبر من وسيلة انتقال وأهم من لعبة أوليمبية منذ بدأت الدورات في أثينا 1896.. فالدراجات في مصر على سبيل المثال كانت قبل أكثر من خمسين عاما شريكة لفتيات مصنع الغزل والنسيج في قنا للحصول على حقوق ضائعة.. وكانت منذ ثلاثين عاما إحدى أهم وسائل تقارب الناس في رواندا بعد حرب أهلية راح ضحيتها الآلاف وصبغت رواندا بالدم.

مجرم الحرب

قرر الدكتور أسامة الغزالي حرب في “الأهرام” إرسال خطاب لمجرم الحرب الأول في العالم: السيد/ بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل…
يسرنى ويسعدنى كثيرا – أنا المواطن المصري أسامة الغزالي حرب، كاتب هذه الكلمات – أن أدعوكم لزيارة خاصة لي في بيتي، في مصر. لقد سبق لي، عن اقتناع وطيب خاطر، أن استقبلت سفيرة دولة إسرائيل، في مصر.. متوقعا وآملا في تحولات حقيقية ملموسة في السياسة الإسرائيلية تجاه مصر، وقبلها… تجاه القضية الفلسطينية. وفي ذلك الوقت قالت السفيرة أميرة أورون (من مواليد الإسكندرية!) إنها كانت أول مرة تدعى فيها لزيارة بيت مصري! وتعرضت أنا شخصيا بسبب هذا الموقف لإدانات شديدة من نقابة الصحافيين المصرية، الرافضة للتطبيع مع إسرائيل… ولكنني كنت مقتنعا بموقفي، فليس هناك في السياسة – كما قال تشرشل – أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، وإنما مصالح دائمة! واليوم أقدم تلك الدعوة لكم، بصراحة وبلا مواربة، لزيارتي في مصر، مصر التي تعرفها جيدا وتعرف تاريخ أجدادكم معها.. لا لكي تنهال على رأسى لعنات مناهضي التطبيع، وإنما لكي أحظى بشرف تسليمكم للمحكمة الجنائية الدولية تنفيذا لطلبها الذي ستصدره.. فكم سيكون ذلك الحكم رائعا وصادقا! إنني – في الحقيقة – مستاء من قرارات المحكمة الأخرى بإصدار مذكرة اعتقال بحق مقاتلي ومسؤولي حماس الذين يقاتلون من أجل حرية أرضهم، ولكن يظل الحكم بإدانتكم حكما رائعا تستحقونه عن جدارة، مثلما استحقه من قبلكم جناة آخرون، احتقرهم ولفظهم الرأي العام العالمي، والضمير الإنساني! تعالَ يا سيادة رئيس الوزراء المتهم بقتل ما يزيد على 35 ألف إنسان، معظمهم من الأطفال والنساء، في غزة الباسلة، وعن تدمير كل المرافق والمباني في أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها أعلم تماما يا سيد نتنياهو أنك لا تملك الشجاعة لأن تحضر، ولكن الدعوة قائمة.. لعل وعسى!

إبادة مكتملة الأركان

فوجئ بلال الدوي بتصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن التي قال فيها نصا: ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة ليس «إبادة جماعية».. المفاجأة حسب الكاتب في “الوطن” لم تكن في نفي الرئيس الأمريكي تُهمة الإبادة الجماعية عن إسرائيل، ولكنها كانت في حالة التناقض الواضحة التي ظهر عليها، خاصة أنه كان قد اعترف – منذ ما يقرُب من 45 يوما- في أحد خطاباته في مؤتمر صحافي بأن هناك 30 ألف فلسطيني لقوا مصرعهم ـ وأن التمادي الإسرائيلي في غزة سيعرِّض إسرائيل لعُزلة دولية. ولهذا نحن أمام مُعضلة كبرى تجعلنا نوجه عدة أسئلة في هذا الشأن: هل بعد كل هؤلاء الذين استشهدوا في قطاع غزة ووصل عددهم إلى أكثر من 35 ألفا لم نصل إلى الإبادة الجماعية؟ ومتى نصل للإبادة الجماعية؟ هل تأكيدات أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، بأن ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة يفوق بكثير الإبادة الجماعية، لا تصل لـ«بايدن»؟ هل قيام إسرائيل بمنع دخول الغذاء والدواء والوقود لغزة لا يُعد إبادة جماعية؟ هل قيام إسرائيل بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والجامعات لا يُعد إبادة جماعية؟ هل قيام إسرائيل بقصف مقرات المنظمات الإغاثية الدولية التي تقدم المساعدات لمواطني قطاع غزة لا يعد إبادة جماعية؟ هل كمية المتفجرات والصواريخ التي تم إطلاقها على قطاع غزة لا يُعد إبادة جماعية؟

بايدن لا يرى

تساءل بلال الدوي مستنكرا: ألم يشاهد بايدن كمية الأطلال الناتجة عن القصف الإسرائيلي الغاشم لمنازل أهالي قطاع غزة؟ ولو شاهدها سيدرك أن ما قامت به إسرائيل جريمة شنعاء في حق الإنسانية جمعاء، ألا يكفي بايدن ليقتنع بأن ما يحدث في قطاع غزة «إبادة جماعية» تلك التأكيدات المستمرة لمارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الإغاثة، بأن غزة على وشك المجاعة، وما حدث من قصف إسرائيلي بمثابة كارثة إنسانية؟ المشهد الحقيقي في غزة يقول الآتي: يتم تقسيم رغيف العيش الواحد على فردين، لا يوجد دواء ولا ماء ولا غذاء ولا وقود، قصف إسرائيلي عنيف ضد المواطنين العُزل الأبرياء، ومعظمهم من السيدات والأطفال.. إسرائيل تعاني من نقص في السلاح وطلبت سلاحا من أمريكا وهذا دليل على أن إسرائيل استخدمت سلاحا بكميات طائلة.. البرلمان الكندي اعترض على تصدير السلاح لإسرائيل بعد تورطها في استخدامه لقصف الأطفال.. المحكمة الجنائية الدولية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية.. بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية وعدد من رموز المعارضة الإسرائيلية وعدد كبير من دول العالم يتهمون إسرائيل بالإبادة الجماعية، بعد كل ما اقترفته من جرائم تقشعر لها الأبدان في غزة ومنها قصف مستشفى المعمداني. الثابت أن إسرائيل تعدت كل الأعراف الدولية وتمادت في عنفها وجرائمها والعالم هَب لرفض مسلكها والجامعات في دول العالم طالتها التظاهرات الرافضة للمجازر الإسرائيلية وشوارع المدن الكبرى في أوروبا والدول العربية والإسلامية، تشهد مظاهرات كبرى منذ شهور.. يكفي أن ما يحدث في أمريكا داخل الكونغرس وداخل الجامعات وفي الصحف والفضائيات، يؤكد أن هناك حالة غضب واضحة ضد ما تفعله أمريكا لمساندة إسرائيل التي تتعدى على القانون الدولي الإنساني. على بايدن أن يسأل طلبة الجامعات في أمريكا: لماذا تتظاهرون وتعتصمون في خيام في حدائق الجامعات، ليتأكد منهم أنهم يعتصمون من أجل إيقاف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وسيصل في نهاية المطاف إلى أنها «إبادة جماعية» ونصف.. «إبادة جماعية» واضحة وضوح الشمس ولن يغفر التاريخ لمن يرتكبها ولمن يغمض عينيه عنها ولمن يساندها ولمن يدعمها ولمن لا يرفضها.

مستفيدون من رحيله

نظام الحكم في إيران له خصوصية كبيرة، بسبب وجود مرشد أعلى، ورئيس للجمهورية. ومسألة الرحيل المفاجئ للرئيس لا تبدو من وجهة نظر عبد اللطيف المناوي في “المصري اليوم” مطمئنة لطهران، حتى لو كان الرحيل لأسباب طبيعية أو قضاء وقدر. ورغم كل ما قيل عن أن رئيسي كان المرشح الأول لخلافة المرشد الأعلى خامنئي، إلا أن عددا من المعارضين له يرون أن يده ملطخة بدماء آلاف المعارضين الإيرانيين، الذين عارضوا مبادئ الثورة الإسلامية في فترة الثمانينيات، حيث تولى رئيسي مناصب في السلطة القضائية، التي كانت بمثابة ذراع باطش لثورة الخميني ضد معارضيها. انتمى رئيسي إلى دائرة خاصة من النخبة السياسية الإيرانية، وفي السنوات القليلة الماضية أصبح آخرون في الطبقة السياسية يشعرون بالقلق، بشأن طموح الدوائر المحيطة به، ومع رحيله قد يتبدل شعور القلق هذا بشعور ارتياح، حيث كان يدعم مجموعة بعينها، على حساب محافظين أكثر رسوخا، مثل رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف. وفي الانتخابات البرلمانية، التي جرت منذ فترة قليلة، شهدت هجوما شرسا من المجموعة المحسوبة على رئيسي، ضد قاليباف، الذي بدأت بعض التكهنات في القول إنه سيكون الرئيس الجديد، وعليه فإن غياب رئيسي قد يُغير موازين القوى في إيران. قاليباف كان متضررا من وجود رئيسي، لا خلاف في هذا، ولكنه قد يلقى دعما قويا خلال الفترة المقبلة، لاسيما أنه كان قائدا في الحرس الثوري الإيراني خلال الحرب الإيرانية – العراقية، كما أنه تولى منصب رئيس بلدية طهران في الفترة من 2005 حتى 2017. وخاض «قاليباف» أكثر من مرة الانتخابات الرئاسية، لكن في الوقت نفسه قد يكون خامنئي غير سعيد بوصول شخص مثل قاليباف إلى الرئاسة. أما خارج إيران فإن المستفيدين من غياب رئيسي قد يكونون كُثُرا، أولهم ولا شك الرئيس الأمريكي، أيا ما كان اسمه، سواء بايدن أو ترامب، فقد سارع الرئيس الحالي بوصف رئيسي بأنه رجل ملطخة يداه بالدماء، بينما كان ترامب دائم الهجوم عليه أثناء فترة رئاسته، بل إنه اتخذ قرار الانسحاب من الاتفاق النووي، وهو القرار الذي تحاول جميع القوى في العالم إعادته للحياة من جديد. ستكون السلطة في إسرائيل مستفيدة كذلك، ولا ننسى أن رئيسي كان الوحيد الذي اتخذ قرار ضرب العمق الإسرائيلي بطائرات مسيرة وبصواريخ بعيدة المدى، ورغم عدم أهمية الضربة عسكريا، إلا أنها كانت مقلقة نفسيا. سيكون الغرب مستفيدا أيضا بسبب ما تُشكله أذرع إيران من قلق للدولة العبرية، وللملاحة في منطقة البحر الأحمر، المستفيدون من غياب رئيسي كثيرون، والمتضررون كذلك.

ابتلعها المجهول

أين ذهبت الأموال الضخمة التي دخلت مصر بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013؟ هذا السؤال يطرحه كثيرون بعضهم بحسن نية رغبة في المعرفة والفهم، وبعضهم بسوء نية للتشكيك والتربص ما دفع عماد الدين حسين للبحث عن القضية في “الشروق”: من الواضح أن الدولة وأجهزتها المختلفة لم تقدم إجابة شافية واضحة عن هذا السؤال طوال السنوات الماضية، خصوصا بعد ظهور الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت البلاد بعد بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022 وهروب الأموال الساخنة وارتفاع التضخم وانهيار قيمة الجنيه ليهبط إلى 50 جنيها مقابل الدولار. الرئيس السيسى قال مؤخرا: فيه ناس «كتير» تسأل ليه تعملوا محور الضبعة؟ وتصوروا أنه بهدف خدمة سكان الساحل الشمالي والعلمين. وهذا لم يكن صحيحا بالمرة، بل كان من أجل الزراعة والصناعة وخدمة السياحة أيضا. سأل الرئيس أيضا: هل كان لدينا أي خيار آخر غير إقامة مثل هذه المشروعات الزراعية؟ الإجابة كما يقول الرئيس هي لا: الرئيس شرح الفكرة بقوله إنه لم يكن ممكنا استصلاح الأراضى الصحراوية وزراعتها من دون تنفيذ البنية التحتية للطرق والمرافق الأساسية لها، فالهدف من عمل شبكة الطرق لخدمة الطرق الزراعية هو خدمة مشروعات مستقبل مصر للتنمية المستدامة، فتكلفة الفدان 400 ألف جنيه للبنية الأساسية، التي يتم عملها بشكل مركزي حتى خروج المشروع للنور، ومن دون هذه الطرق كيف كان لأصحاب المشروعات أن ينقلوا إنتاجهم مثلا حتى تصل للأسواق؟ أما تكلفة الفدان في الأرض الزراعية العادية فهي لا شيء، وهذه الأرض الطينية السوداء تتآكل بفعل الزحف العمراني، ولم يكن أمامنا إلا استصلاح الأرض الصحراوية.

كي يطمئن الناس

نقطة جوهرية مهمة أشار إليها الرئيس السيسي في الإجابة عن سؤال أين ذهبت الأموال، وهي مشروعات المياه سواء للتحلية أو المعالجة الثلاثية، أو إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي. التفسير أن المياه التي تأتي من أسوان عبر نهر النيل تأتي بميل طبيعي بالتدفق الحر من الشمال للجنوب، ولم تنفق الدولة إلا على شق الترع الفرعية، لكن الآن فإن الحصول على المياه يأتي بطريقة عكسية من محطات رفع عديدة، تم إنشاؤها بتكلفة كبيرة بهدف استصلاح 4 ملايين فدان، وبالتالي احتجنا إلى إنشاء محطات رفع ومحطات كهرباء وشق ترع وشبكة الطرق. على سبيل المثال فإن محطة الرفع التي تأتي من رشيد طولها 130 كيلومترا، ثم الأموال الضخمة اللازمة لإقامة محطات معالجة مياه الصرف الزراعي للتخلص من المواد الضارة فيها، وكذلك معالجة تحدي ارتفاع نسبة الملوحة. ثم الأموال الكثيرة لنظم الري الحديثة حتى نقلل من كميات المياه، وبالتالي تقليل التكلفة على المدى البعيد، مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية وفائدة الري بطريقة «الهيدروبونيك» الموفرة للاستهلاك. الرئيس قال إنه لم يكن هناك أي خيار آخر غير إنشاء محطات الرفع ونقلها للأرض الزراعية المستصلحة، ما كلف الدولة 300 مليار جنيه. وهناك أيضا 190 مليار جنيه تكلفة تنفيذ مشروعات لإدارة وتحلية المياه.. على كل الجهات المشاركة في مشروعات الدولة أن تقدم للمواطنين المعلومات الكاملة والمفصلة، مثل هذه الفكرة وعرضها بأمانة وأرقام محددة كفيلة بإسقاط أي مشكلة وتريح بال الحكومة من الهجوم الدائم عليها بأنها ضيعت الفلوس على مشروعات وهمية.
العطش مصيرنا

فى المنتدى العالمي العاشر للمياه والمنعقد في بالي في إندونيسيا أكد الدكتور هانى سويلم، وزير الموارد المائية والري، في كلمته أن مصر تتصدر قائمة الدول الأكثر جفافا بأقل معدل لهطول الأمطار في العالم، وتعتمد على مورد مائي واحد هو نهر النيل بنسبة 98٪ من مواردها المائية المتجددة، التي يذهب أكثر من 75٪ منها لتوفير الأمن الغذائي للمصريين عبر الزراعة، مصدر الرزق لأكثر من 50٪ من المصريين، كما أن نصيب الفرد في مصر من المياه يقترب من الندرة المائية المطلقة بمعدل 500 متر مكعب للفرد سنويا. هذا الكلام من وجهة نظر طارق يوسف في “الوفد” خطير، يجب ألا يمر مرور الكرام، خصوصا أن صاحبه هو أكبر قيادة مائية في مصر، ويعلم ما وصلت إليه الزراعة المصرية بسبب هذا الوضع الكارثي، وما يتكبده المزارع البسيط صباحا ومساء في حل معضلة توصيل المياه إلى حقله، بسبب جفاف بعض الترع الرئيسية والفرعية، رغم ما قامت به الدولة المصرية خلال السنوات الماضية من تبطين الكثير من الترع والمساقى للحفاظ على المياه من الهدر، وعندما يؤكد وزير الري والموارد المائية أننا نعاني عجزا مائيا يصل إلى 55٪ سنويا، يجب التحرك على كل المستويات لبحث مخاطر سد النكبة الإثيوبي، بعد الملء الأخير واحتجاز حوالي 42 مليار متر مكعب من حصة مصر من المياه، دون عقاب أو مساءلة دولية، رغم اعتزام مصر تقديم مذكرة لمجلس الأمن ضد التعنت الإثيوبي، وهو إجراء جاء متأخرا رغم أهميته، ورغم خطورة الوضع الحالي، وسعي الدولة لتوفير المياه للأراضي الزراعية الجديدة، عبر تقنيات حديثة في معالجة مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها عدة مرات، إلا أن هذا الأمر وحده لن ينقذ ما تبقى من أمن مصر المائي.

السد وأشياء أخرى

ما زلنا على حد رأي طارق يوسف نرى أن المشكلة وحدها في احتجاز إثيوبيا للمياه، ولكن المشكلة هي أننا لا ننظر إلى ما تبقى تحت أيدينا من حصتنا المائية، التي تتعرض للهدر والجفاف بسبب ورد النيل، الذي انتصر على معدات التطهير والتكريك، وما زالت وروده البيضاء تخرج لسانها لخطط وزارة الري في التطهير والتخلص منه، ثم ما يلبث أن يعود أقوى من السابق، كما أنه لا يعقل أن تنفق مصر المليارات على تبطين الترع والمصارف والمساقي، ثم تتركها تتحول إلى مقالب للقمامة بسبب فشل وزارة التنمية المحلية في سرعة جمعها من المنازل، قبل أن يتخلص منها المواطن في أقرب ترعة أو مصرف ظنا منه أن المياه قادرة على إخفاء جريمته، ولكن مع الوقت تتحول هذه القمامة إلى آلاف من السدود الصغيرة لعدم توصيل المياه إلى المزارع البسيط، الذي يتولى بنفسه تطهير هذه الترع مع كل رية، وقد تلقينا العديد من الشكاوى في هذا الصدد آخرها شكوى مزارعي دهشور من جفاف ترع أبو عطاالله وبهببت والبليدة في مناطق العياط والبدرشين وجاءت معظم الشكاوى من تراكم القمامة في هذه الترع وموت زراعتهم بسبب هذا العطش، ناهيك عن محطات غسيل السيارات وتغيير الزيوت المنتشرة على حرم الترع، وسيارات الكسح التي تلقي مخلفات الصرف الصحي الآدمى في الترع ليدفع المزارع البسيط من حياته بعد أن تفتك به الأمراض من خلال تعامله مع المياه الملوثة ويدفع الثمن المستهلك للخضراوات والفواكه التي تروى بمياه غير معالجة. لا بد من التحرك على المستويات كافة لإدارة هذه المعركة بداية من سد الخراب الإثيوبي لحماية أمننا القومي خارج الحدود، وتوفير الحماية داخل القطر المصري لإصلاح الصنابير المعطوبة، وتحرير محاضر لمن يقومون برش الشوارع، وإلقاء المخلفات والقمامة في الترع والمصارف.

الهجوم على صلاح

انتقدت الإعلامية مفيدة شيحة، الهجوم على نجم الكرة المصرية محمد صلاح، بعد الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لعناق زوجته ومدرب ليفربول السابق يورغن كلوب. ونقلت هديل هلال في “الشروق” عن مفيدة خلال تقديمها لبرنامج «الستات»: «آخر علمي عن محمد صلاح إنه لاعب كرة محترف، لا هو داعية إسلامي، ولا شيخ من المشايخ اللي بيطلع يوم الجمعة يدينا درس في كيفية التعامل مع معتقدات الدين الإسلامي». وأضافت: «محدش يقول لي إننا لما نحب ناس ونعزهم ويُعتبروا من العيلة، أن مش دي الطريقة اللي بنسلم بيها على بعض، إحنا كده بوشين، إنما صح ولا غلط دي مش بتاعتي ولا بتاعتك ولا أي مخلوق، مش المفروض نعلق المشانق لمحمد صلاح». الحياة في المجتمعات الأوروبية لا تتمحور حول قضايا «التلامس» و«التحرش»، «الناس برا حياتهم مش متمحورة حوالين التلامس وده عينه مني، ومبيفكروش بطريقة سواقين أوبر عندنا، كفاية نعيش في دور الجهلة والمتزمتين». كما قالت الإعلامية سهير جودة، هناك فئة في المجتمع تريد ظهور صلاح بـ«شكل وإطار معين يمنع عنه الإنسانية»، مضيفة: «مينفعش تحطه في إطار الداعية بمنطقك ورؤيتك وتصورك عن الإسلام لمجرد إنه ناجح، البعض يرغب في اغتيال صلاح معنويا، الناس المستخبية وبتكتب على مواقع التواصل بتفكر بالجزء الأسفل من الجسد، مفيش نور في القلب أو العقل، مين إداك وكيل إنك تكون ربنا على الأرض!». وذكرت أن «مقطع الفيديو المتداول ينم عن موقف عفوي ويعبر عن ثقافة طبيعية منتشرة في الخارج»، مختتمة: «لما حد قريب مننا ومعلم بالنسبة لنا ومؤثر في حياتنا بنسلم كده، والهجوم على صلاح سُبة في التفكير المصري والعربي وكارثة كبيرة جدا».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية