رحيل شارون عن الساحة السياسية خلط كل الأوراق.. واولمرت يملك فرصة جيدة للنجاح في قيادة الدولة اذا عرف كيف يدير الأمور في مواجهة العمل والليكود

حجم الخط
0

رحيل شارون عن الساحة السياسية خلط كل الأوراق.. واولمرت يملك فرصة جيدة للنجاح في قيادة الدولة اذا عرف كيف يدير الأمور في مواجهة العمل والليكود

تمخض عن أساس جديد للأمل لعمير بيرتس ونتنياهورحيل شارون عن الساحة السياسية خلط كل الأوراق.. واولمرت يملك فرصة جيدة للنجاح في قيادة الدولة اذا عرف كيف يدير الأمور في مواجهة العمل والليكود في أواخر آذار (مارس) 2000 توفيت ليلي شارون. في باحة مزرعة شكاميم نُصبت خيمة كبيرة لتقبل العزاء. بيت العائلة الذي كان قد احترق قبل ذلك بثلاثة اشهر انتصب كنُصب تذكاري حزين في طريق الزائرين. شارون جلس علي كرسي بلاستيكي ابيض. المُعزون تقدموا منه واحدا واحدا. شارون رأي في عيون المُعزين صورته: رجل في الثانية والسبعين من عمره، أرمل للمرة الثانية ورئيس مؤقت لحزب معارض صغير وهابط والذي لم يتبق له الكثير ليفعله في حياته، ربما فقط البكاء علي زوجته الميتة والسخرية من أطبائه.شارون نظر اليهم نظرة باردة معادية. كل من عمل مع شارون أو قبالته كان يعرف هذه النظرة. رابين كان يُغرق الناس. بيريس كان يشتكي. شارون كان يُصغر عينيه وكأنه يُعد ملفا للشخص الموجود قبالته ويضعه في قائمة سرية لا منتهية من الأعداء. عرفت هذه النظرة عن قرب في مناسبات عديدة. نظرته تنغرس في اللحم مثل الحروق والجروح.شارون لم يرغب في أن يُشفق الناس عليه، فهو يعتبر كل إظهار علني للمشاعر نقطة ضعف. قبل عامين ونصف عندما توفيت والدته أجريت معه محادثة ليلية طويلة عبر الهاتف. هو حدثني بعطف كبير واعجاب عن صلابة والديه وكيف قال له والده وهو علي فراش الموت: هل تذكر ما قلته لك، إغفر لكل أعدائك؟ أنا أقول لك الآن إنسَ ما قلته لك، لا تغفر لهم أبدا. الحكاية كانت مثيرة. والدتك، قال في نهاية المطاف، كانت نفس الشيء. اجل، قال لي، ولكن أمي لم تنم مع بندقية تحت فراشها.قبل خمسين عاما وشهر، في شهر كانون الاول (ديسمبر) 1955، قُتل الرائد يتسحاق بن مناحيم، وهو شخصية نموذجية في تاريخ المظليين وأقرب صديق لشارون منذ الطفولة. شارون ترعرع في كفار ملال. أما بن مناحيم ففي رماتيم المجاورة. كلاهما شاركا في حرب الاستقلال، وتوجها الي الجامعة في القدس معا. شارون أقنع صديقه بالعودة للجيش. ومن ثم خرج في عملية طبريا الانتقامية الكبيرة ضد المواقع السورية في منحدرات هضبة الجولان بقيادة شارون نفسه. يتسحاق بن مناحيم لم يرجع من هذه العملية.شارون توجه الي رماتيم لنقل الخبر الي والدي صديقه. الأم قالت لشارون كلمات قاسية. شارون لم يطأ ارض تلك الدار منذئذ والتي كانت بالنسبة له خلال طفولته بيتا ثانيا. شارون عموما لم يكن يشارك في الجنازات العسكرية. خلافا للتركة التي تجذرت في حكومات اسرائيل قلل من زيارات التعزية. سلوكه كان شاذا جدا لدرجة أنه تحوّل في فترة حرب لبنان الي قضية سياسية.موشيه زار، صديقه القديم، يشتري الاراضي والعقارات في المناطق، وهو أحد مؤسسي مستوطنة كرني شومرون. فقد قبل عدة سنوات ابنه جلعاد في عملية في الضفة. شارون الذي كان قد أصبح رئيسا للوزراء استقل مروحية وتوجه الي هناك. شارون جلس علي كرسي صغير قبالة الأب الذي ثكل ابنه. أبناء العائلة اتهموه واتهموا سياسته بالتساهل. كل ذلك كان أمام عدسات الكاميرا من اجل الدعاية.شارون ركز ناظريه علي صديقه الأب وقلل من الحديث. هو كان متوترا مضغوطا ومعذبا. إن لم أكن مخطئا فقد كانت هذه هي آخر مرة أو احدي المرات الأخيرة التي يقوم بها بزيارة تعزية من هذا القبيل.وعي التغييرميريت دانون، سكرتيرة رابين وبيريس وباراك وشارون الوفية والمحبوبة (في فترة نتنياهو أخذت استراحة مؤقتة)، جلست أمس في ديوان رئيس الوزراء اليتيم. هي قالت لأحد زملائها في الديوان إن مشاهد تشرين الثاني (نوفمبر) 1995 تعود وتطفو في ذاكرتها: الغرفة الفارغة والأمل الذي لم يتحقق.الحزن مثل الفرح هو مُنتج ضخم للادرينالين. مستشارو رئيس الوزراء ومساعدوه قطعوا أروقة مستشفي هداسا طوال الليل جيئة وذهابا بصورة محمومة. حتي أمس الاول مساء كانوا جزءا من جهاز أدي دوره بشكل جيد ـ خصوصا بالمقارنة مع دواوين رؤساء الوزراء السابقين. شارون كان المحرك وهم كانوا الدواليب. الآن فقدت هذه الآلة محركها. مصير شارون لم يكن بأيديهم ولا بيديه ايضا. هو يصارع من خلف الأبواب المغلقة في غرفة العمليات. بعد نهار طويل وأعصاب ممزقة لم يتمكنوا من أخذ قسط من الراحة، فالادرينالين جعلهم يتواثبون من اماكنهم.ولدا شارون كانا هناك وأديا دورهما بشكل جيد ولائق، وتصرفا وكأن الوالد كان ينظر اليهما. هما ايضا كانا غارقين في الادرينالين. كلما استطال الليل أدرك الجميع أن الأصغر، جلعاد، هو الأقرب لوالده من بين الاثنين، وهو المفوض الرسمي من قبل العائلة. جلعاد أمر بادخاله المستشفي وكان الي جانبه في سيارة الاسعاف ووقف بجانب سريره وبقي في المستشفي طوال الليل وفي اليوم التالي.هناك تغير هائل حدث في تأثيرهما علي القرارات الوطنية. شارون أكثر من التشاور معهما ومن سيأتي بعده لن يفعل ذلك. نفس الشيء يُقال عن الطاقم الذي عمل حول شارون. اولمرت سيُحسن صنعا اذا أقنع مساعدي شارون بمواصلة العمل معه علي الأقل في المدي المنظور، إن لم يكن لاسباب شخصية فلاسباب قومية وطنية. علي المدي الأبعد سيرحلون كل في طريقه.سكرتير الحكومة، يسرائيل ميمون، كان يعالج الجوانب الرسمية لنقل الحكم: اتصل بايهود اولمرت واتصل بالوزراء (شمعون بيريس، كما علمت أوشك علي البكاء) واتفق مع المستشار القضائي للحكومة حول تسلسل الخطوات.المؤشرات الحقيقية لنقل الحكم كانت الحُراس. في المساء أغلق أفراد وحدة مرافقة الشخصيات الهامة الشارع الذي يقطن فيه اولمرت في القدس. الحراسة عليه تغيرت دفعة واحدة وأصبحت في مستوي يتلاءم مع مكانة رئيس الوزراء. في الصباح استلم اولمرت السيارة المحصنة التي تُصرف عادة لرئيس الوزراء، والسائقين المرافقين. السكرتيرات في ديوان رئيس الوزراء اتصلن بالهواتف المحمولة الموجودة بسيارة شارون ـ فكان اولمرت علي الخط الثاني. هذه كانت اللحظة التي علمنا فيها فجأة بالتغير الحاصل بكل ثقله.السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، الجنرال غابي شميني، الذي تعرف علي شارون في الآونة الأخيرة فقط وأُعجب به من كل قلبه، توجه لاعطاء تقرير لاولمرت. هذه وظيفته. اولمرت تلقي التقارير ايضا من قبل، ولكن التقارير التي تصل للقائم بالاعمال لا تشبه التقارير التي تصل لرئيس الوزراء فعليا. هناك يطلبون قراره وليس مشورته. رئيس الوزراء الثالث لاسرائيل، ليفي اشكول، توفي في عام 1969. موته كان مفاجئا، خلال ساعات أدركوا في الشاباك أن المنصب سينتقل لغولدا مائير التي كانت عضو كنيست في ذلك الحين. علي الفور أُرسل الحُراس الي منزلها في رمات أفيف القديمة. في ذلك اليوم شاهد الجيران صورة غير اعتيادية: رئيسة الوزراء القادمة امرأة في سن متقدمة تخرج الي الشارع لافراغ سلة القمامة. وعلي الجانبين سار من حولها حارسان لحمايتها، ولكن أحدا منهما لم يفكر بإفراغ سلة القمامة بدلا منها.فرصة عُمرهكان لايهود اولمرت عقل ومذاق جيد بعدم المسارعة في احتلال ديوان رئاسة الوزراء. الصباح قضاه في مبني جينري المجاور في مكتب واسع يعود له كوزير للصناعة والتجارة. جلسة الحكومة عُقدت في التاسعة صباحا في غرفة الاجتماعات الثابتة في الطابق الثالث من ديوان رئيس الوزراء. اولمرت أعد خطابا وقرأه عن الورقة. الوزراء لعبوا دورهم واحدا واحدا. ليمور لفنات التي كانت قد هاجمت شارون بصورة رهيبة قبل ذلك بيوم علي خلفية قضية شلاف، أغرقته بالتضامن المطلوب في مثل هذه الاحوال. بالنسبة لها ولباقي وزراء الليكود، يوجد في رحيل شارون عن الساحة مكسب علي المدي القصير: فقد تخلصوا من الحاجة للاستقالة. في مطلع الاسبوع كانوا قد خاضوا صراعا ضد نتنياهو الذي طالبهم بالاستقالة الفورية. هم أصروا علي تأجيل استقالتهم الي ما بعد عملية القسطرة لمعرفة اذا كان وضع شارون سيتعقد، الأمر الذي يلغي ضرورة الاستقالة.الخطوة كانت صائبة. رحيل شارون عن الساحة السياسية افترس كل الأوراق. هو تمخض عن أساس جديد للأمل حتي عند عمير بيرتس وعند نتنياهو ايضا. وفرض علي كديما اختبار نضج من قبل أن تتحول الي حزب جديد. لو كان شارون قد مر بهذا الحدث الفتاك قبل شهر ونصف لما وُلدت كديما لهذا العالم. ولو كان قد اختطف هذا الحدث قبل اسبوعين لسقطت الحكومة ولتشكلت، ربما، حكومة بديلة. ولو كان مر بهذا الحدث بعد ثلاثة اشهر من الآن، عشية الانتخابات، لانهارت كديما في صناديق الاقتراع.الاشهر الثلاثة القادمة ستكون علي ما يبدو فرصة حياة ايهود اولمرت. لديه وقت كافٍ لتنصيب نفسه كقائد وطني وكقائد لحزب شارون. هو موهوب ومُجرب ويقف مع ساقين علي الارض. حاد، وربما حاد جدا: في السابق استطاع كسب عدد غير قليل من الباغضين بسبب فظاظته ونزعته للتصادم واستهزائه بالاشخاص الذين لا يحترمهم.السياسة هي لعبة الفرص. قال لي في هذا الاسبوع أحد كبار السياسيين: خُذ شارون مثلا: في كانون الاول (ديسمبر) 2000 تنازل نتنياهو عن خوض المنافسة علي رئاسة الليكود ورئاسة الوزراء لانه خشي أن يكون رئيسا للوزراء ومن خلفه 19 عضو كنيست فقط من الليكود. لولا أنه قام بهذه الحماقة لما وصل شارون الي رئاسة الوزراء خلال السنوات الخمس الأخيرة، وربما كان في هذه الاثناء متقاعدا يلهو بين خرافه في المزرعة. هو كان سينهي مسيرته السياسية كيميني متطرف يحبه عدد قليل ويكرهه الكثيرون. كانت أمام شارون فرصة سانحة فتلقفها (كما تسنت لرابين في 1974 و1992 وللكثيرين غيره).سيرة شارون القتالية التي نُشرت بالانكليزية فقط في عام 1989 تُدعي المقاتل . أما سيرته الاخري التي تثني عليه فقد نشرت في عام 2005 وسُميت الراعي . الفرصة السانحة هي التي أتاحت لشارون التحول من المقاتل الي الراعي أبي الأمة.أما هذه الفرصة فقد أصبحت الآن بيد ايهود اولمرت. قبل سنة ونيف كان مترددا بين قرار التنحي والتوجه لعالم التجارة وبين المواصلة في المعترك السياسي. لو كان اولمرت قد ترك منصبه في حينه لكان من المشكوك فيه أن يتمكن شارون من فك الارتباط وهو بالتأكيد لم يكن ليستطيع الانشقاق عن الليكود.مواقف اولمرت مثل شارون اجتازت تغيرا هاما. هو تحرك من الرؤية السياسية الجارفة التي تبتلع كل شيء، رؤية عدم التنازل عن أي شبر، نحو طريق التسوية. عندما وصل شارون الي رئاسة الوزراء قال (الأصح أنه تبني عنوانا في الصحيفة) بأن ما يرونه من هنا غير مرئي من هناك. اولمرت استبق الأحداث وشاهد الامور من قبل أن يصل الي هناك ، الي رئاسة الوزراء. هو سبق شارون في دعمه لفك الارتباط واستعداده لتدارس الانسحاب من الأحياء العربية المحيطة بشرقي القدس. هناك قدر غير قليل من السخرية في حقيقة ان اولمرت هو الذي ابتدع الشعار الفتاك بيريس سيُقسم القدس ، ولكنه الآن سيقف علي رأس حزب سيكون شمعون بيريس نفسه أحد وزرائه، وأن نظاما جديدا سيترسخ في القدس إن عاجلا أو آجلا. ما هي تركة رابين؟ هل هي البؤر الاستيطانية التي بناها أو تلك التي أخلاها؟ هل هي معايير القتال التي علمها للجيش الاسرائيلي في مطلع الخمسينيات أم المعركة المثالية التي خاضها في أم كتف في عام 1967 وعبور القناة في 1973 أم أنها ورطته الكبيرة في لبنان 1982؟ هل هي التمسك العنيد بهذه الارض وكل ما ينبت عليها ويعيش فوقها أم أنها عدم احترام القانون وقوانين اللعبة العامة التي وصلت الي الذروة في المخالفات العائلية لقوانين الانتخابات والاستخفاف بنتائج الاستفتاء الشعبي في قضية فك الارتباط في الليكود رغم أن شارون كان قد تعهد علانية بقبول النتائج؟.دور القائد في اسرائيل حافل بالتناقضات. في كل يوم يُقتل اشخاص بسبب الأوامر التي تصدر عنه. هو ملزم بتعويد نفسه علي درجة معينة من البلادة الحسية. وعليه أن يكون متعصبا للفكرة الأساسية التي رسخت دولة اليهود هنا في قلب منطقة معادية. ومع ذلك هو ملزم بالبرهنة لناخبيه وللعالم علي أنه براغماتي وراغب في التسوية والهدوء والاستقرار. عندما يكون في المعارضة يتوقعون منه أن يكون ايديولوجيا . أما في الحكم فيتوقعون منه أن يتموسط .هذا الشرك يجعل بلورة تركة محددة مسألة صعبة جدا. في مباي كان تيار، وهو تيار بن غوريون الذي لُقب بـ النشط . شارون كان طوال كل مسيرته نشيطا فعالا: هو اعتقد أنه اذا كانت لدي الدولة أدوات ووسائل فعليها أن تستغلها. الجيش مُعد للهجوم والقتال، والارض للاستيطان والسكن عليها، والبلدوزرات للبناء أو للهدم، كل ذلك وفقا لارادة من يقودها. هو آمن بالقوة واستخدامها. من التغطية علي قتل البدو انتقاما لقتل الاسرائيليين اللذين كانا يتنزهان جنوبي الضفة في الخمسينيات وحتي اخلاء مستوطنات غزة وشمالي الضفة.شارون قام باخلاء مستوطنات مرتين، أول مرة في ياميت حيث كان مقاولا لعملية الاخلاء لدي بيغن، وندم بعد ذلك. ومن ثم عاد وندم علي ندمه. وفك الارتباط عن غزة الذي يقع كله علي كاهله. هذا الانسحاب حسّن وضعنا السياسي والأمني كما هو متوقع، ولكن زاد ضغوط القسام علي سدروت وأوصلها الي بوابات عسقلان. بدلا من تعزيز السلطة الفلسطينية تحولت غزة الي دفيئة للفوضي.أهمية فك الارتباط الهائلة هي تأثيرها علي المجتمع الاسرائيلي. شارون وجه ضربة بالغة لأسطورة الاستيطان في المناطق. الدعم الشعبي الذي حظي به بعد فك الارتباط لم يكن أقل أهمية في مستواه من فك الارتباط نفسه: كتلة هائلة في الوسط السياسي خرجت من التابوت. هو يصرح الآن جهارا بأنه قد ملّ المناطق. هذه هي الفرقعة والتي لا يمكن لأي أحد سوي شارون أن يُحدثها.ولكن من دونه ليس من المؤكد أن كديما سيتمكن من الحفاظ علي مكانته في الاستطلاعات، وسيكون هناك أناس يعودون الي بيتهم في الليكود أو العمل. إلا أن التغيير الذي أحدثه لن يموت.هو لم يثق بوجود شريك عربي. إن كنت قد فهمته بصورة صحيحة، فموقفه من المشكلة العربية لم يتغير كثيرا منذ طفولته في كفار ملال: من الممكن اقناع العربي بالمال أو بالضرب ولكن ليس بالمفاوضات ندا لند. ليس صدفة أن الاتفاق الوحيد الذي توصل اليه شارون مع طرف عربي كان الاتفاق الذي فرضه علي حكومة لبنان في عام 1982، إلا أن هذا الاتفاق سرعان ما زال بعد توقيعه.شارون وصل الي رئاسة الوزراء وهو ناضج ومُجرب. هو قاد الدولة طوال خمس سنوات صعبة بمهارة سياسية وبرود أعصاب وحذر وعقلانية. هو كان مستعدا لدفع ثمن باهظ لكسب ثقة الرئيس الامريكي، وقد نجح في ذلك. كما أن صورته في الغرب وفي جزء من الشرق الاوسط قد تغيرت من النقيض الي النقيض. ذات مرة اعتُبر طاغية مصابا بجشع الاراضي. الآن يعتبر براغماتيا مِقداما. عندما يطرح اسم شارون في أي وزارة خارجية ، قال لي في هذا الاسبوع دبلوماسي اجنبي، يكون الرد المباشر هو أنه شجاع . لشدة السخرية، صورة اسرائيل تحولت الآن الي أقل وردية من صورة شارون. هناك أزمة عميقة في العلاقات مع روسيا، هناك ازمة في العلاقات مع البيروقراطية الامريكية. السلطة الفلسطينية تنهار أمام أعتابنا وايران تطور قدراتها النووية رغم أنوفنا. شارون سيجلب السلام ، هذا كان شعار الليكود في 2003. شارون جلب فك الارتباط وانخفاضا في الارهاب ونموا اقتصاديا متجددا، ولكن أين السلام وأين نحن؟.ناحوم برنياعمحرر رئيس للصحيفة(يديعوت أحرونوت) 6/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية