رحيل «كبير المفاوضين» الفلسطينيين صائب عريقات بعد معاناة شهر من إصابته بفيروس كورونا

غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت الرئاسة الفلسطينية، أمس الثلاثاء، وفاة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، بعد معاناة دامت أكثر من شهر، حيث كان يرقد في إحدى غرف العناية المكثفة في مشفى إسرائيلي، بعد تدهور وضعه الصحي بعد أسبوع واحد من إعلان إصابته بالفيروس.

ووصل جثمان كبير المفاوضين الفلسطينيين إلى مدينة رام الله من مدينة القدس، بانتظار تشييعه الأربعاء ضمن مراسم رسمية.
ونعى الرئيس محمود عباس باسمه وباسم القيادة الفلسطينية والحكومة، عريقات، وقال إنه «أمضى حياته مناضلاً ومفاوضاً صلباً دفاعاً عن فلسطين، وقضيتها، وشعبها، وقرارها الوطني المستقل».
وجاء في رسالة النعي «إن رحيل الأخ والصديق، المناضل الكبير الدكتور صائب عريقات، يمثل خسارة كبيرة لفلسطين ولأبناء شعبنا، وإننا لنشعر بالحزن العميق لفقدانه، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تواجهها القضية الفلسطينية» لافتاً إلى أن فلسطين فقدت قائدا وطنيا كبيرا، كان له دور كبير في رفع راية فلسطين عالياً، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية، وأعلن الحداد بتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام.

ثلة من أفراد الشرطة الفلسطينية وجمهور يشهدون نقل جثمان عريقات

كما تلقى الرئيس اتصالات هاتفية من عدد من الزعماء العرب والأجانب للتعزية بعريقات، شاهدين على دوره المحوري في النضال من أجل القضية الفلسطينية. كما نعته أيضاً حركة فتح واللجنة التنفيذية والفصائل والفعاليات الوطنية، واستذكرت تاريخه في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
وهاتف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، الرئيس عباس، معزياً بوفاة عريقات.
وأشاد هنية بمناقب الفقيد و«مواقفه الوطنية في الدفاع عن حقوق شعبه وقضيته العادلة» . كما نعى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نافذ عزام، عريقات. وقال عزام في بيان: «نتوجه بأصدق العزاء للشعب الفلسطيني، والإخوة في حركة فتح، وعائلة عريقات الكريمة، بوفاة المناضل الكبير صائب عريقات».
ويعد الدكتور عريقات أقدم من عمل في ملف المفاوضات التي بدأها الفلسطينيون منذ عام 1990، حين عقد مؤتمر مدريد للسلام، قبل أن تتطور لتدخل منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في مفاوضات سرية في العاصمة النرويجية أوسلو، لتصل في نهايتها لتوقيع اتفاق السلام الشهير بين المنظمة وإسرائيل في حديقة البيت الأبيض الأمريكي في عام 1993، والمعروف باسم «اتفاق أوسلو» حيث يعرف بـ «كبير المفاوضين».
وقد شهدت الحالة الصحية لعريقات قبل ثلاث سنوات تدهورا خطيرا، حيث خضع في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017 لعملية زراعة رئة في مستشفى إينوفا فيرفاكس في ولاية فرجينيا الشمالية الأمريكية. ويوم الثامن من الشهر الماضي، أعلن عن إصابته بفيروس كورونا، حيث مكث في منزله في مدينة أريحا لأكثر من أسبوع، تحت مراقبة طبية من كريمته الطبيبة دلال، لكن تدهور وضعه الصحي ونقص الأكسجين، دفعا الجهات الفلسطينية إلى تحويله للعلاج في مستشفى «هداسا» الإسرائيلي في القدس المحتلة، لتلقي العلاج، حيث أعلن الأطباء بعد ساعات على وصوله المشفى أن حالته الصحية تدهورت، وأنه وضع في غرفة العناية المكثفة، وأخضع للتنويم الطبي إلى أن فارق الحياة.