بيروت- “القدس العربي”: بعد خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الأعلى نبرة وتهديدا، ثمّن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية ما ورد في الخطاب لجهة “ربط عودة الهدوء في جبهات الإسناد بوقف الحرب الإجرامية على غزة”. ودخل وزير الطاقة الإسرائيلي على الخط محذراً من استهداف شبكة الكهرباء في الكيان بقوله “إذا انقطعت الكهرباء عن إسرائيل لساعات فستنقطع عن لبنان لأشهر”.
وعلى وقع هذه التصريحات، استمرت الجبهة الجنوبية على حماوتها، وأغارت مسيرة إسرائيلية بأربعة صواريخ على سيارة في بلدة دير كيفا متسببة بسقوط الشهيد عباس إبراهيم حمزة حمادة “فضل” مواليد عام 1985 من بلدة الشهابية بحسب ما نعاه حزب الله. فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي “أن طائرة لسلاح الجو هاجمت قائد عمليات منطقة جويا في حزب الله “فضل إبراهيم” بغارة وهو مسؤول عن تخطيط وتنفيذ اعتداءات ضد إسرائيل وحاول تحسين القتال البري للتنظيم”. كذلك، استهدفت غارة إسرائيلية سيارة في بلدة حومين الفوقا متسببة باستشهاد نجل الشيخ محمد جمعة عمار جمعة.
وشن الطيران الحربي عدواناً على منطقة بئر كلاب في مرتفعات اقليم التفاح بصاروخين جو أرض، وأغار على جبل الريحان في قضاء جزين. ثم أغارت مسيّرة على بيك آب على الطريق بين حناويه ودير قانون رأس العين إلا أن ركابها تمكنا من النجاة.
واستهدفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة كفركلا قرب الجدار الفاصل وبلدة الخيام وتلة العزية باتجاه ديرميماس.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه “رداً على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة ديركيفا قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ثكنة زرعيت بعشرات صواريخ الكاتيوشا”. ودوّت صافرات الإنذار في الجليل وتحدث الاعلام العبري عن رصد 25 صاروخاً أطلق من لبنان. وأفاد حزب الله بأنه استهدف تجمعاً لجنود العدو داخل موقع السماقة في تلال كفرشوبا، وأنه قصف موقع زبدين بالمدفعية وموقع رويسات العلم وموقع الناقورة البحري. وتحدث إعلام إسرائيلي عن وقوع أضرار في مستوطنة “إيفن مناحيم” جراء سقوط صاروخ.
بالموازاة، صرح أدرعي بأن “حربنا دفاعية ولكن لها جوانب هجومية في جنوب لبنان”، ولفت إلى “أن قيادة الجيش ناقشت خططاً للمواجهة في لبنان ووافقت عليها وننتظر قرار القيادة السياسية”. وقال: “هدفنا الحالي هو إبعاد حزب الله عن حدودنا ويتم عبر ضرباتنا لقادته ومصالحه”، زاعماً أن “حزب الله بأفعاله يجر لبنان والمنطقة إلى التصعيد ويتحمل المسؤولية الكاملة لما يحدث”. كما ادعى “أن حزب الله يستخدم مناطق مدنية ويستغل البيئة المدنية لأغراض عسكرية”. وختم بالقول “إن البلدات الحدودية في جنوب لبنان خالية من سكانها بسبب هجمات حزب الله وإن “إسرائيل لم تختر الحرب على حدود لبنان بل حزب الله من دفع بها”.
مسيّرة الهدهد
في المقابل، اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين أن “ما عرضته مسيّرة الهُدهد كان رداً قاسياً وشديداً على كل التهويلات والتهديدات، وأنه كافٍ ليردع هذا العدو تماماً كما ردعته المقاومة في الميدان، ويكفي للدقائق التسع التي بُثّت على شاشات التلفزة لتؤكد رسالتها الردعية الواقعية الحقيقية لهذا العدو الذي لن يجرؤ على توسعة ساحة المواجهة، وإذا ما قرر ذلك، فإننا في جهوزية تامة للدفاع عن الوطن وأهله، وإلحاق الهزيمة بهذا العدو.”
وقال عز الدين في احتفال تأبيني في بلدة دير قانون النهر “إن المبعوث الأمريكي هوكشتاين حمل رسالة إلى الحكومة اللبنانية والمعنيين في الدولة اللبنانية بعد أن قام بزيارة للكيان الصهيوني، مهدداً أن العدو سيقوم باجتياح لبنان إذا لم نوقف المساندة للشعب الفلسطيني، علماً أنه في الحقيقة لم يعد يستطيع هذا العدو أن يتحمل المزيد من الضغوطات الداخلية ومآزقه التي يعيش فيها، ويريدون منا أن نجد له حلاً وأن نوقف ما يزعج خاطره، كي ينعم كيانه بالأمن والهدوء والإستقرار، ويعود المستوطنون إلى مستوطناتهم التي هجرتهم منها المقاومة منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها نصرتها للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”. واعتبر “أن الضغوطات التي يقوم بها الموفدون من أجل إيقاف الجبهة ليست في محلها، لأن من يعتدي اليوم في فلسطين أو هنا في جنوب لبنان هو العدو الصهيوني، وقد قالتها المقاومة أكثر من مرة أنه إذا أردتم أن توقفوا الجبهات المساندة لفلسطين وللشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية، عليكم أن تذهبوا إلى الكيان الصهيوني، وأن تضغطوا عليه ليوقف العدوان، وحينئذٍ تقف سائر الجبهات بشكل طبيعي”.
تزامناً، رأت نائبة مدير مكتب “اليونيفيل” الإعلامي كانديس أرديل “أن تصاعد المواجهات المتبادلة أمر مقلق”، محذرة من أن “سوء التقدير قد يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع”. وكشفت “أن “اليونيفيل” أجرت محادثات مباشرة مع طرفي النزاع لحثّهما على وقف إطلاق النار والالتزام بالعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي”. ونبّهت إلى “أن القرار 1701 يواجه تحديات في الوقت الراهن، ورغم ذلك، يواصل الطرفان التأكيد على أنه يظل الإطار الأكثر فعالية لمعالجة الوضع الحالي والعمل من أجل تسوية طويلة الأمد للصراع”، معتبرة “أن القرار 1701 منح المنطقة أكثر من 17 عاماً من الاستقرار النسبي، وذلك بفضل التزام الأطراف بإطاره، لذا من الضروري أن يُعيد كل من لبنان وإسرائيل الالتزام بتنفيذه كاملاً، لأن نجاحه في نهاية المطاف يعتمد عليهما”.
إخلاء الناعمة
على خط آخر، وفي تطور لافت بتوقيته، أخلت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) مواقعها في الناعمة ومرتفعات الدامور تطبيقاً لما ورد في مقررات طاولة الحوار عام 2006 بسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتنظيمه في داخلها. وتضم هذه المواقع أنفاقاً تحت الأرض شُقّت في السبعينات بدعم ليبي وشنت إسرائيل عليها العديد من الغارات في أكثر من مناسبة وخصوصاً في خلال الاجتياح عام 1982 وبعده.
وتمت خطوة الإخلاء بعد اتصالات قادها مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي إبن بلدة الدامور والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني باسل الحسن.
وهنأت مفوضية الشوف في حزب الوطنيين الأحرار “أبناء الدامور والناعمة وقيادة الجيش وكل من ساهم بإرجاع الحق إلى أصحابه، وذلك بوضعهم حداً لإحتلال أراضيهم من قبل الجبهة الشعبية، الذي تمادى منذ سبعينيات القرن المنصرم”، وأضافت في بيان “ليكن هذا بدايةً لإزالة كل الإحتلالات ولتحرير كل شبرٍ من أرضنا، ولترقد أرواح الشهداء الأبرار بسلام وليبقى لبنان أبدياً أزلياً سرمدياً”.
انفجار برميل البارود الصهيوني الأمريكي الغربي الحاقد الغادر الجبان قادر على أن يغرق كل منطقة الشرق الأوسط التعيس يا بئيس حقيقة بشعة جدا جدا ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀