بيروت – «القدس العربي»: عندما نجح زيت الزيتون «سولار» في حصد الجائزة الكبرى من «Nyiooc» العريقة في مجالها عالمياً، وجد القائمون عليه بأن جهودهم ومثابرتهم على رعاية ومحبة شجرة الزيتون، وجدت تقديراً من الخارج بعد ثقة الداخل.
مؤسس سولار كريم أرسانيوس قدّر عالياً هذا الفوز، مؤكداً على ضرورة الحفاظ عليه عبر مزيد من العناية بالزيتون، وفي كافة السبل المناسبة. وقال: «كل جائزة حصلنا عليها كانت شخصية للغاية. على مدى السنوات الخمس الماضية، واجهنا انهيارا اقتصاديا واضطرابات سياسية وصعوبات في كل منعطف. لكن جائزة هذا العام تحمل معنىً عميقاً جداً. ففي أعقاب الحرب، هي دليل على أن أرضنا لا تزال تتحدث، وأن أشجارنا لا تزال تؤتي ثمارها، وأن التميز قادر على الصمود رغم كافة المشقّات».
وفيما وصفت لجنة التحكيم زيت سولار بأنه «رقيق، ولكنه غني بالنكهة، مع لمحات من التفاح الأخضر والفواكه الحمراء». بدوره علّق أرسانيوس على هذا الوصف بأنه أبعد من مجرد النكهة، إنه رمز. وتذكير بأن التضامن ينمو في مواجهة الصعاب. وأن الأرض مقدسة، وأنه يجب حمايتها، بسبل عيش المزارعين، شمالًا وجنوبًا.
لكريم أرسانيوس فلسفته الخاصة تجاه شجرة الزيتون إذ يقول: «نحن نمرّ فقط. الأرض وأشجار الزيتون ستعيش أطول منا جميعًا».
ويضيف محدداً أطر التعامل مع شجرة الزيتون: قطف الزيتون يدوي منعاً لتضررها. رفض أي زيتونة تالفة أو مصابة بالحشرات قبل عصرها. التعلم، والصقل، واحترام وتيرة الطبيعة هو الأساس. لهذا نتروّى في العمل، فالتميّز يستغرق وقتًا. ارضنا لاتزال تتجاوب، واشجارنا لاتزال تؤتي ثمارها. أرضنا لا مثيل لها. ونحن مدينون لها برعايتنا وحمايتنا. هذا هو المهم حقا.
في تاريخ أشجار زيتون «سولار» أنها متجذّرة في تربة قرية كور القلوية، شمال لبنان منذ أكثر من 150 عاماً. وهي تعيش في أراض متوارثة جيلًا بعد جيل. تمّت رعايتها عبر ممارسات عريقة، مثل زراعة المدرجات، والزراعة المصاحبة، والزراعة التجديدية – دون اللجوء إلى المواد الكيميائية أو الاختصارات.
يُذكر أنه التكريم الثالث لسولار عبر هذه الجائزة. فبعد الميدالية البرونزية في عام 2022، والفضية في عام 2023، كانت الميدالية الذهبية في العام 2025.
هذا وسُميَّ زيت الزيتون بـ»سولار» تكريمًا لوالدة ارسانيوس الراحلة. «سول» للشمس، و«أر» ارسانيوس. لكن «سولار» أكثر من مجرد اسم، فهو شهادة على الأجيال التي سبقته – مزارعين رعوا الأرض، وحموا تربتها، ونقلوا إرثًا من الرعاية، لا الاستغلال. إذ نحن مدينون للأرض برعايتنا وحمايتنا. هكذا يختم كريم أرسانيوس حديثه معنا.
أرض مزجت صفاتها بصفاتي
ووضعت فوق اديمها بصماتي