لقطة شاشة
الرباط- “القدس العربي”: لجأت قوات الأمن المغربية إلى استعمال خراطيم المياه لتفريق مجموعة من الكوادر الصحية الذين نفذوا، صباح الأربعاء، مظاهرة في الرباط، من أجل حث الحكومة على الاستجابة لمطالبهم المادية والمهنية.
ورغم جدية المشهد وطابعه الدرامي الذي انتهى باعتقال بعض المتظاهرين، بحسب مصادر محلية، فإنه تحوّل إلى مادة للسخرية من لدن المدونين الذين كتبوا أن “قوات الأمن تلطّف الجو الحار للممرضين والكوادر الصحية وترشهم بالمياه”.
وكتب آخر “دولة الحق والقانون تقوم بتلطيف الجو لتخفيف موجة الحر من أجل توفير جو مناسب لمهنيي الطب لتحصيل علمي جيد”.
وفي السياق نفسه، كتب الإعلامي رشيد البلغيثي على صفحته ساخرا: “رغبة منها في تلطيف الأجواء المناخية قبل الاجتماعية السلطات العمومية، مشكورة، تَرُشُ رذاذ الماء على العاملات والعاملين في القطاع الصحي للاحتجاج في ظروف جيدة”.
وأضاف “سلطات الرباط تفكر (مستقبلا) في تكييف أرضية الشارع العام أمام الارتفاع المطرد لدرجات الاحتقان وحالة الاحتباس السياسي التي تعيشها المملكة”.
كما كتبت الإعلامية سناء القويطي “حكومة تلعب مع الممرضين زمزم في أيام عاشوراء (عادة مغربية تتمثل في رش الماء على المارة). وفي رأيها، إن السؤال المطروح هو: “هل هذا الماء صالح للشرب؟”.
وجاء في تدوينة أخرى: “بشائر الدولة الاجتماعية: شيطنة طلبة الطب المضربين داخل مقر البرلمان (إشارة إلى حديث المعارضة عن وجود أياد خارجية وراء إضرابهم) وتفريق مسيرة الممرضين بخراطيم المياه (في عز الجفاف) في الشارع المجاور!”.
أما مدون آخر فكتب أنه بعد ملف طلاب الطب جاء ملف الكوادر الصحية العاملة في القطاع العام. وأوضح أنه إذا كان المغرب يراهن على مشروع كبير يتجلى في تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2030 (بجانب البرتغال وإسبانيا)، فإن أول ملف يجب أن يعالج هو قطاع الصحة لكي ينجح المشروع المذكور، وأكد أن الأمن والصحة هما ركيزتا التنظيم العالمي الذي تقاس به قدرة الدولة على إدارة الكأس.
واعتبر أن حديث الأغلبية الحكومية عن وجود “أياد خارجية” وراء احتجاجات الطلبة، فمن المخجل جدا الحديث بهذه الطريقة. وتابع صاحب التدوينة المكتوبة بالعامية المغربية قوله ما معناه “اتقوا الله في بلادنا، إننا نحبها ونموت من أجلها، لكنكم تدفعوننا إلى أن نهجرها بلا رجعة، فلسنا نحن مَن يخربها”.
في الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من ندرة الماء والعطش يتم استعمال خراطيم المياه ضد المتظاهرين