رفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة… والشيباني: خطوة ستعزّز دور بلدنا في المنظمات الدولية

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: في سماء الولايات المتحدة الأمريكية ومن داخل مقر الأمم المتحدة، في مدينة نيويورك، رفع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، أمس الجمعة، علم سوريا الجديد أمام مقر الأمم المتحدة، في لحظة وصفت بأنها «فارقة في مسار استعادة دور سوريا الطبيعي في المحافل الدولية»، وذلك بالتزامن مع انعقاد الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي، لبحث آخر التطورات السياسية والإنسانية في سوريا، بمشاركة الشيباني، وهو أرفع مسؤول سوري وصل إلى الأمم المتحدة منذ الإطاحة بنظام الأسد.

طوينا صفحة أليمة

ونقلت وكالة الأنباء السورية، «سانا» التي نشرت مقطعا مرئيا للحظة رفع العلم، عن الشيباني بعد رفعه العلم، قوله: باسم الجمهورية العربية السورية، أقف اليوم في لحظة تاريخية تفيض بالكرامة، لأرفع علمنا السوري الجديد في هذا الصرح الأممي، للمرة الأولى بعد أن طوينا صفحة أليمة من تاريخنا.
وأضاف: هذا العلم الذي يرفرف اليوم في سماء الأمم المتحدة، لا يرمز فقط إلى دولة، بل إلى إرادة شعب صمد وناضل، ورفض الاستسلام، وآمن بأن الحرية والعدالة ليستا رفاهية، بل حق يُنتزع، مؤكدا أن رفع العلم خطوة ستعزز دور سوريا في المنظمات الدولية، والعالم بحاجة الآن إلى سماع متطلبات الشعب السوري، ومنفتحون على المجتمع الدولي ونتطلع إلى معاملتنا بالمثل.
وتابع: مع زوال سبب العقوبات يجب رفعها وألا تبقى تستهدف حياة الشعب السوري، لأن رفعها سيساعد في إنعاش اقتصادنا، كما أن يدنا ممدودة لدول الجوار والإقليم، وهناك كثير من المصالح المشتركة مع العراق الذي تجمعنا معه مخاطر مشتركة نأمل حلها عبر التعاون.
وأكد أن السوريين في الداخل والخارج لديهم آمال في إعادة بناء بلدهم وشعبنا يستحق أن يعطى ثقة وهو محل لها.
خلال كلمة له في جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك، عقدت لبحث الوضع في سوريا، قال الشيباني: «يسرني أن أخاطبكم بعد أن رفعت علم سوريا إلى جانب أعلام 193 دولة، وهذا العلم يمثل رمزاً للتغيير بعد سنوات من الألم وسنوات من الضحايا».
وأوضح أن سوريا، بعد سقوط نظام الأسد، «بدأت أخيراً تلتقط أنفاسها»، مؤكداً أن البلاد «وصلت إليها شخصيات من مختلف دول العالم وأبناؤها اللاجئون في العالم».
وأشار إلى أن حضوره اليوم يأتي «لتمثيل سوريا الجديدة»، مؤكداً أن الحكومة «ستظل تعمل بلا كلل لتحقيق السلام والعدالة لكل متضرر من نظام الأسد».
وكشف الشيباني أن المنظمات الدولية الكبرى «مُنحت لأول مرة الوصول لأراضينا»، في خطوة قال إن «النظام البائد كان قد رفضها سابقاً».
ولفت إلى التحولات الجذرية التي شهدتها سوريا قائلاً: «الطائرات في سوريا أصبحت تلقي الزهور بدلاً من البراميل المتفجرة، وتصدينا بشكل حاسم لترويج المخدرات التي كانت تهدد منطقتنا».
وأكد أن الحكومة السورية «تنسق مع المجتمع الدولي لمواجهة التهديدات الإرهابية»، موضحاً أن دمشق «تتعاون بفعالية من أجل حل ملف الأسلحة الكيميائية».
واتهم فلول النظام المخلوع بمحاولة «إشعال حرب أهلية في سوريا بإشعالها أحداث الساحل».
وأعلن أن السلطات «وحّدت الفصائل العسكرية وأنهت حقبة الفصائلية»، مضيفاً أن سوريا «ستعلن قريباً عن هيئة للعدالة الانتقالية وهيئة للمفقودين».

وزير الخارجية حضر لأول مرة اجتماع مجلس الأمن وندد بالاعتداءات الإسرائيلية

وزاد: «سوريا متنوعة لكنها ليست مقسمة إلى طوائف وأقليات»، مشيراً إلى أن «بعض اليهود السوريين عادوا إلى بلدهم لأول مرة بعد سقوط النظام وتفقدوا معابدهم».
وشدد اعلى أن «العقوبات تثقل كاهل بلدنا»، مؤكداً أن استمرارها «يمنع رؤوس الأموال من الدخول»، ومطالباً برفعها «لإنعاش الاقتصاد وتحقيق الاستقرار».
واختتم الشيباني كلمته بالتنديد بـ»الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا»، معتبراً إياها «تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي»، وداعياً المجتمع الدولي إلى «الضغط على إسرائيل لوقفها».

لحظة فارقة

المحامي السوري – الأمريكي ياسر تبارة الذي حضر اجتماعات مجلس الأمن، وفعاليات رفع علم سوريا الجديد أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، قال في تصريح «القدس العربي»: إن رفع العلم لحظة فارقة في مسار استعادة دور سوريا الطبيعي في المحافل الدولية، وتعكس إرادة السوريين ببناء مستقبل يقوم على قيم الكرامة والعدالة والشراكة. إنها لحظة تعبّر عن مرحلة جديدة تفتح الباب أمام العمل المشترك من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري في الاستقرار والتنمية.

صوت سوريا

وحول مشاركة الشيباني في اجتماعات مجلس الأمن الدولي، قال تبارة وهو عضو مجلس إدارة مؤسس في المنتدى السوري: إن حضور الشيباني في نيويورك ومشاركته في الجلسات المتعلقة بسوريا التي تناقش ملفات أمنية وانسانية واقتصادية وسياسية، يعكس أهمية استعادة صوت الدولة السورية في النقاشات الدولية. هذه المشاركة تشكّل فرصة لتعزيز الحوار مع المجتمع الدولي، وتثبيت مبدأ الشراكة في بناء مستقبل سوريا، من خلال تمثيل السيادة السورية بشكل يعكس تطلعات مختلف مكوّنات المجتمع.
وأضاف: نحن في المنتدى السوري، كمؤسسة عملت في الشأن العام لأكثر من عقد من الزمن، وناصرنا القضية السورية في المحافل الدولية، نطمح لأن يكون للدبلوماسية السورية دور ريادي في المرحلة القبلمة. ونضع إرث عملنا وخبراتنا وقدراتنا المتراكمة بكل صدق وإخلاص تحت تصرف بلدنا الحبيب، بما يخدم مصلحة السوريين جميعًا ويسهم في بناء سوريا التي نحلم بها.
وختم بالقول: نؤمن أن الطريق نحو السلام المستدام يمرّ عبر مشاركة جميع الأطراف الوطنية الفاعلة، والتعاون مع المجتمع الدولي ضمن رؤية متكاملة تؤمن بالعدالة والكرامة وحقوق الإنسان، وتؤسس لبناء دولة قادرة على تلبية تطلعات أبنائها في الداخل والخارج.

رسالة قوية

سالي شوباط رئيسة قسم المناصرة في المنتدى السوري لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والبعثات الدولية، قالت في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إن ما تشهده الأمم المتحدة اليوم هو رسالة قوية جدا لأن الأمم المتحدة منظمة أممية دولية تضم 193 دولة، فاليوم أداء وزير الخارجية وكلمته سوف تسمعها أكثر من 190 دولة، ورسائل أعضاء مجلس الأمن له ستكون خلال هذه الجلسة مختلفة عن الجلسات السابقة.
وأضافت: نحن في كل شهر لدينا في الأمم المتحدة جلسة عن سوريا، لكن جلسة اليوم ستكون مخصصة للحكومة السورية، وستكون هناك رسائل موجهة إلى الحكومة.
وحول أهمية العلم في الأمم المتحدة قالت شوباط: نحن كموظفين مناصرين في الأمم المتحدة نعيش تجربة جديدة، كون علم النظام السابق كان يرفرف طيلة الشهور السابقة بعد تحرير سوريا، وحتى خلال السنوات السابقة، بينما كانت مهمتنا مواجهة سردية نظام الأسد في هذه المنظمة الدولية التي تتدخل في كل الشؤون سواء بما يخص المرأة والأطفال والأمور الاجتماعية والبيئية وليس فقط السياسية، وبكل مكان كان النظام السابق يحاول أن يمرر رسائله بأن سوريا بخير، وسوريا في طريقها إلى التعافي، كما كان يطلب التمويل، فيما نواجه نحن هذه السردية، أما اليوم وأخيرا نعيش لحظات التحرير، ولدينا بلد وبعثة تمثلنا وعلم هو علمنا، ووجود وزير الخارجية الشيباني ورفعه يؤكد هذا الشعور طالما أن حكومتنا هي من ترفع العلم.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية