غزة- “القدس العربي”:
دفعت المجازر التي اقترفها جيش الاحتلال في غزة، بالعديد من العوائل إلى توزيع أبنائها على عدة منازل للأقارب والأصدقاء، خشية أن يتعرض منزل العائلة أو محيط سكنها إلى قصف، فيحوّل هذه العائلات وأطفالها إلى أشلاء ويمسحها من السجل المدني.
وبفعل العدوان الهمجي الذي ينفذه جيش الاحتلال من الجو والبر وبالبحر، اندفع عدد من الأهالي في قطاع غزة إلى “توزيع” أطفالهم وأبنائهم، بحيث لا يبقوا في مكان واحد، على أمل أن يكون هناك ناجون من بين أفراد الأسرة في حال تعرض مكان سكنها إلى قصف، رغم أن أرباب هذه الأسر الذين اتخذوا هذا القرار الصعب، يؤكدون أنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.
ومنذ أن ترك أبو يوسف جبر وهو رجل في نهاية الأربعينات من العمر، منزله بسبب الغارات التي جعلته لا يصلح للسكن، اتخذ قرارا بأن لا يبقي أفراد الأسرة وعددهم 10 أشخاص جميعا في مكان واحد.
فاختار أن يدفع ببعض أطفاله وابنه الكبير للإقامة في منزل ابنته الكبيرة التي تقيم بمنزل زوجها في منطقة تبعد عدة كيلو مترات عن سكن والدها وسط قطاع غزة، كما اختار عددا من أبنائه للإقامة في منزل شقيقه، وقام وزوجته وأصغر أبنائه بالإقامة عند أحد الأصدقاء.
هذا الرجل الذي فرّق أسرته مضطرا، يقول إن قلبه يهوي في اليوم مئة مرة، عند سماع أي غارة جوية، فيسارع إلى إجراء اتصالات بأبنائه للاطمئنان عليهم، ويؤكد لـ”القدس العربي” أن ذلك الأمر ليس سهلا في ظل تردي شبكة الاتصالات التي تعرضت لقصف جعلها تعمل بأقل الإمكانيات، ويوضح أن أمر رؤيته لأطفاله ليس سهلا أيضا، بسبب صعوبة المواصلات، إذ يضطر أحيانا للسير مشيا على أقدامه للوصول إليهم، وتفقد حاجاتهم.
ويعتقد أبو يوسف أن ذلك أفضل من تجمع العائلة في مكان واحد، ويأمل بأن تنتهي الحرب في أسرع وقت، وأن تتوقف عمليات القتل التي تنفذها قوات الاحتلال على مدار الساعة. ويشير إلى أن مشاهد جثث الأطفال الذين قتلوا في الغارات دفعته لاتخاذ هذا القرار، ويقول: “ما بدي يصير (يحدث) هذا الأمر لعائلتي”.
خلال حديث أبو يوسف، كان يحتضن أحد أطفاله وعمره 7 سنوات. هذا الطفل حين دعاه والده للحديث عما يجري، قال بصوت خافت: “سمعنا القصف الليلة قريب.. خفنا كتير”.
هذا الطفل لم يلهُ في الشارع كما كان معتادا منذ أن بدأت الحرب، وعبّر عن خوفه من الخروج للشارع خشية القصف، ويقول والده: “اللي بيصير (ما يحدث) يجعلنا لا نؤمن على أنفسنا في البيت فما بالك في الشارع”.
هذا وقد سُجلت حالات بقي فيها طفل واحد من الأسرة على قيد الحياة، بعد النجاة بأعجوبة من الغارات الجوية المدمرة.
ومن بين تلك الحالات، الطفلة حور أبو القمصان من شمال قطاع غزة، التي نجت بمفردها فيما قضى كل أفراد عائلتها في قصف استهدف منزل العائلة، لكنها لا تزال ترقد في المشفى لتلقي العلاج.
وسُجل قبل أيام أيضا، نجاة أطفال رضّع، بعد أن قضت غارات أخرى على أفراد أسرهم، حين استهدفتهم بدون سابق إنذار.
كما فُقد أطفال لأكثر من يوم كامل، دون معرفة مصيرهم، بعدما استهدفت غارات جوية منازل أسرهم وهم بجوارها، فحُملوا على عجل إلى أماكن أخرى تبعد مئات الأمتار عن المنزل، فظلوا هناك حتى وصل إليهم أقاربهم بعد استشهاد أهاليهم.
وتمكنت الطواقم الطبية في إحدى المرات، من إنقاذ جنين من بطن والدته، التي فارقت وباقي أفراد الأسرة الحياة جراء قصف عنيف استهدف منزلها.
وكان عدد من أرباب الأسر قاموا في وقت سابق بكتابة أسماء أبنائهم على أيديهم، للتعرف عليهم في حال تعرضوا للقصف، خاصة وأن الغارات الجوية العنيفة تجعل التعرف على الضحايا أمرا صعبا جدا، وهو ما دفع بالطواقم الطبية لإجراء عمليات دفن جماعي لأطفال ونساء ومواطنين في مقابر جماعية، بعد بقائهم لعدة أيام في المشافي دون التعرف على أحد منهم.
وأبو يوسف ليس وحده الرجل الوحيد الذي اتخذ قرار توزيع العائلة، فهناك عائلات أخرى قامت بهذه الخطوة، فيما أجبرت الغارات الجوية التي استهدفت مناطق الحدود الشرقية والشمالية للقطاع، وكذلك مدينة غزة وشمالها، إلى تفريق شمل آلاف العائلات الممتدة في غزة التي كانت تقطن في بنايات متعددة الأدوار، والتي اضطرت بعد ترك مساكنها للإقامة إما في “مراكز إيواء” متفرقة، أو عند أقارب وأصدقاء في مناطق وسط وجنوب القطاع.
وبالكاد هناك اتصال ما بين تلك العوائل بسبب التلف الكبير الذي أصاب شبكة الاتصالات، وتعيش هذه العوائل حالة من الخوف عند سماعها أنباء عن غارات قرب مناطق سكن باقي أفراد العائلة التي تفرقت قسرا.
إلى ذلك، قام أشقاء يقطنون على مسافات بعيدة من بعضهم البعض، بإجراء مبادلة بين أطفالهم. وبحسب شهادة أحد المواطنين، فإن شقيقين تبادلا اثنين من أبنائهما ليقيما فترة الحرب في بيت العم، خشية أن تقضي العائلة في غارة أو استهداف إسرائيلي، وأن لا يتبقى منها أحد.
يقول الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن 40% من شهداء الحرب هم من الأطفال، وأن 70% من إجمالي العدد الكلي هم من الأطفال والنساء والمسنّين.
وقد تلقت طواقم الإنقاذ أكثر من 1600 بلاغ عن مفقودين تحت الركام، بينهم نحو 800 طفل.
وتشير الوقائع على الأرض إلى أن الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة في هذه الحرب، تحدث دمارا وقتلا أكثر من تلك التي استخدمت في الحروب السابقة.
وتؤكد وزارة الصحة أن الطواقم الطبية رصدت استخدام الاحتلال أسلحة غير معتادة، تسبب حروقا شديدة في أجساد الشهداء والجرحى.
يأتي ذلك في ظل معاناة مشافي قطاع غزة من شح الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدم كفاية شحنات المساعدات القليلة التي دخلت في سد العجز الكبير الذي تعاني منه المنظومة الصحية، التي يمكن أن تنهار في أي وقت.
كما تواصل الطواقم الطبية في غزة العمل بنظام المفاضلة، والذي يعتمد على تقديرات الأطباء، للتدخل لإنقاذ من يمكن أن يتم علاجهم، وتؤكد الطواقم الطبية أنه أرواحا فُقدت وكان يمكن إنقاذها لو توفرت معدات وأدوية وغرف عمليات جاهزة لاستقبالهم.
حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تخاذل عن نصرة أهل غزة حكاما كانوا أو مسؤولين أو علماء أو شعوبا. و نسأله تعالى أن ينصر اخواننا في غزة على الصهاينة الغاصبين و ينتقم شر انتقام من عدوهم و كل أولياءه سواء من الغرب أو من بني جلدتنا
كأنهم يواجهون أهوال يوم القيامة مع جيش البامبرز الصهيو أمريكي الغربي الحاقد على الفلسطينيين العزل الصامدين في وجه ابرتهايد الصهيونية الفاشية البغيضة الحقيرة هذي عقود وعقود 🇵🇸✌️
حسبنا الله و نعم الوكيل …….