روسيا تجري أضخم مناورات حربية منذ سقوط الاتحاد السوفييتي لردع الغرب عن أي مغامرة عسكرية

حسين مجدوبي
حجم الخط
1

لندن- “القدس العربي”:

بدأت القوات العسكرية الروسية الثلاثاء من الأسبوع الجاري مناورات تحت اسم “المحيط 2024” هي الأكبر من نوعها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي وهي تحاكي سيناريو حرب عالمية، واعتبر الرئيس فلاديمير بوتين بالمناسبة أن “روسيا يجب أن تكون مستعدة لأي طارئ”. وتشارك الصين وبيلاروسيا في هذه المناورات.

وستنتهي هذه المناورات الاثنين المقبل، ورغم قصر المدة الزمنية التي لا تتعدى ستة أيام، إلا أنها ضخمة بكل المقاييس بحكم مشاركة 90 ألف جندي و400 سفينة حربية ومئات المقاتلات والطائرات المروحية والمسيرات، وفقما نشرت الصحافة الروسية، بينما يصف الخبراء في الغرب هذه المناورات بالأكبر من نوعها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي خاصة بسبب المساحة الجغرافية التي تغطيها.

وقدمت وزارة الدفاع في موسكو توضيحات حول الأهداف في بيان لها، جاء فيه أن “الغرض الرئيسي من المناورات هو اختبار مدى استجابة تشكيلاتها العسكرية، وتقييم استخدام الأسلحة الحديثة وعالية الدقة، وتحسين التعاون مع القوات الأجنبية”. وبالإضافة إلى تعزيز قدرات إدارة المجموعات البحرية في سيناريوهات مختلفة، تسعى المناورات إلى توسيع نطاق التفاعل مع الدول الأخرى، مما يسلط الضوء على العلاقة العسكرية المتنامية مع الصين. وفي الوقت نفسه، تشمل التدريبات البحرية الروسية أيضًا استخدام أسلحة متطورة وحديثة، مع التركيز بشكل خاص على الصواريخ عالية الدقة وتقنيات الحرب الإلكترونية.  ونشرت وزارة الدفاع أشرطة فيديو تبرز إطلاق سفن حربية روسية لصواريخ كروز دقيقة مثل كاليبر في البلطيق والمحيط الهادي.

 

ونظرا لأهمية هذه المناورات، تابعها الرئيس الروسي مباشرة، وصرح في خطابه الذي نقلته “روسيا اليوم” أنه “بدأت المرحلة النشطة، والتي سيتم خلالها الانتهاء من المهام الأكثر تعقيدا، والأقرب ما تكون إلى المهام القتالية، وهي المرة الأولى التي تجري فيها مثل هذه المناورات البحرية واسعة النطاق”.

وأبرز أن “الولايات المتحدة وحلفاءها يعلنون صراحة عن خططهم لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى فيما تسميه “المناطق الأمامية في الجزء الغربي من المحيط الهادئ وكذلك في بعض دول آسيا”. وحذر الرئيس الروسي من أن منطقة المحيط الهادئ تعد أيضا مناطق ذات أولوية، وتمارس القوات المسلحة الأمريكية بالفعل عمليات نقل ونشر أنظمة صاروخية واعدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”. وهو بهذا، يوجه رسالة تحذير للغرب وخاصة الحلف الأطلسي الذي يعتبر في توصياته الأخيرة بضرورة التواجد في المحيط الهادي.

وعمليا، ستغطي هذه المناورات منطقة شاسعة من الكرة الأرضية تشمل المحيط الهادئ والقطب الشمالي وبحر البلطيق وبحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط. والهدف من المناورات هو إظهار قدرة الجيش الروسي على العمل على حماية الأمن القومي وعلى الصعيد العالمي وإدارة العمليات البحرية على جبهات متعددة مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وتكشف خريطة المناورات كيف أن روسيا التي لديها منافذ متعددة بحريا، تحاكي سيناريو مواجهة قوى أجنبية متعددة في المحيط الهادي بحكم التواجد الأمريكي رفقة اليابان وفي البلطيق لمواجهة الحلف الأطلسي وفي البحر الأبيض المرتبط بالبحر الأسود، المنفذ على البحار الدافئة.

ومن ضمن الإشارات الهامة لهذه المناورات هي مشاركة سفن ومقاتلات حربية صينية كبيرة فيها وقوات بيلاروسية، وهي رسالة للغرب حول مدى تطور التنسيق العسكري بين بكين وموسكو لا سيما في ظل رغبتهما في تقليص نفوذ الغرب، ثم تسييرهما لدوريات عسكرية مشتركة في المحيط الهادي بما فيها بالقرب من الشواطئ الأمريكية مثل حالة ألاسكا. وكتب الموقع العسكري الأمريكي “ديفانس نيوز” عن رغبة روسيا في إظهار قوتها في المحيط الهادي في وقت تؤيد فيه مطالب الصين في بحر الصين في مواجهة دول المنطقة مثل الفلبين.

وعليه، تأتي هذه المناورات على خلفية المواجهة المتزايدة بين روسيا والغرب. وتريد موسكو تعزيز صورتها كقوة بحرية، وهو تقليد يعود إلى الحقبة السوفييتية عندما كان الاتحاد السوفييتي يجري مناورات بحرية ضخمة لاختبار القدرة القتالية لأسطوله. وتجري هذه المناورات رغم حربها مع أوكرانيا التي تفرض منطقيا التركيز على هذه الحرب بدل إجراء مناورات تتطلب ذخيرة حربية كبيرة. كما تأتي هذه المناورات في ظل مناورات مضادة يجريها الحلف الأطلسي بين الحين والآخر في أوروبا، وكانت منطقة البلطيق قد احتضنت خلال يونيو الماضي مناورات حربية تحاكي مواجهة هجوم روسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    روسيا القيصرية يا عينيا ستكسر الغطرسة الأمريكية البريطانية الألمانية الغربية الحاقدة الغادرة الجبانة ✌️🇷🇺💪🚀

اشترك في قائمتنا البريدية