كييف (أوكرانيا): أعلنت روسيا الجمعة أن قواتها سيطرت بعد أشهر من المعارك على مدينة توريتسك الصناعية في شرق أوكرانيا، وهو تطور ميداني سيكون مهما للقوات الروسية على الجبهة في حال تأكّد.
توازيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيلتقي “على الأرجح” نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل، في حين باتت محادثات السلام المحتملة موضع نقاش ساخن منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وقال زيلينسكي من جهته في رسالة مسائية عبر منصة إكس “نحن نُقدّر دوما العمل مع الرئيس ترامب. كما أننا نخطط لعقد اجتماعات ونقاشات على مستوى الفِرَق. حاليا، يعمل الفريقان الأوكراني والأمريكي على التفاصيل”، من دون أن يؤكد صراحة أنه سيجتمع مع ترامب قريبا.
كما كرر ترامب أنه يعتزم إجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ميدانيا، تسعى روسيا منذ أشهر إلى السيطرة على مدينة توريتسك الصناعية الواقعة في منطقة دونيتسك (شرق)، إذ إن هذه السيطرة ستمكّنها من عرقلة طرق الإمداد الأوكرانية الحيوية.
لكنّ كييف نفت السيطرة الروسية الكاملة على المدينة.
ويقول محلّلون عسكريون إن استيلاء روسيا على هذه المدينة المنجمية سيساعدها في عرقلة طرق الإمداد العسكرية الأوكرانية عبر خط الجبهة المترامي الأطراف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “نتيجة للعمليات الهجومية النشطة… تم تحرير مدينة دزيرجينسك في جمهورية دونيتسك الشعبية”، مستخدمة الاسم الروسي للمدينة والمنطقة.
والمدينة التي كانت تكثر فيها سابقا مناجم الفحم، قطنها نحو 30 ألف نسمة قبل الغزو الروسي في عام 2022. لكن بحلول يوليو/ تمّوز الماضي انخفض عدد سكانها بنسبة 90 في المئة بسبب المعارك، وفقا للإدارة المحلية.
وزار مراسلو وكالة فرانس برس المدينة الصيف الماضي.
وآنذاك كان يسكنها عدد قليل من المتقاعدين ممّن هم غير قادرين أو غير راغبين بمغادرتها، رغم تعرضها لقصف يومي تسبّب بدمار واسع وبانقطاع الكهرباء والمياه.
وقبيل الإعلان الروسي، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية الجمعة إنّ المدينة أصبحت “خرابا”، ونشرت على منصة إكس صورة لمبان مدمّرة.
وأضافت “كان هذا ذات يوم منزل أحدهم. كان مكانا عاش فيه أناس وضحكوا وبنوا مستقبلهم. الآن، لم يعد سوى خراب”.
وأظهرت لقطات فيديو التقطتها طائرات مسيّرة ونشرها صحافيون أوكرانيون مؤخرا فوق توريتسك أنقاضا وركاما بعدما تعرّضت المدينة لثمانية أشهر من القصف الروسي الممنهج.
ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من بقايا المباني التي تعود إلى الحقبة السوفياتية والتي كانت تصطف على جانبي الشوارع لكنّها تحوّلت أكواما من الأنقاض.
ونفى ضابط أوكراني في اللواء 28 الذي يقاتل من أجل السيطرة على توريتسك أن تكون القوات الروسية قد سيطرت بالكامل على المدينة.
وقال إن القوات الأوكرانية تحتفظ بمواقعها في ضواحي المدينة وتواجه مزيدا من الهجمات الروسية.
ورحّب مدوّنون عسكريون روس بنبأ سقوط توريتسك، ووصفوها بأنّها حجر الأساس الرئيس نحو الاستيلاء على بقية منطقة دونيتسك – وهو الهدف المعلن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتب المراسل العسكري الروسي ألكسندر كوتس، في إشارة إلى محادثات وقف إطلاق النار المحتملة بين بوتين وترامب “عفوا، لكن هل نحتاج إلى مفاوضات بهذا المعدّل؟”.
وجعل بوتين الاستيلاء على منطقة دونباس “أولوية” منذ أن أعلنها أرضا روسية في 2022.
وتوريتسك ومدينة تشاسيف يار المحاصرة على بعد أقل من 20 كيلومترا إلى الشمال هما من آخر المناطق الحضرية المتبقية التي تمنع روسيا من التقدم أكثر في المنطقة، وفق مدونين عسكريين روس.
ويرجّح أن يستغل الجيش الروسي الاستيلاء على توريتسك للتقدم سريعا إلى الحقول المفتوحة غرب المدينة، وفق تقرير نشره معهد دراسة الحرب الشهر الماضي.
وفي تطور آخر، قُتل ثلاثة أشخاص في منطقة سومي الأوكرانية الحدودية ليل الخميس-الجمعة، وانتشلت جثثهم من بين أنقاض مبنى سكني من طبقتين، حسبما أعلنت النيابة العامة الجمعة.
وأوضحت النيابة العامة أنّ القوات الروسية قصفت بعيد منتصف الليل قرية ميروبيليا بمنطقة سومي الواقعة قبالة الحدود مع روسيا والتي تتعرض بشكل متزايد لعمليات قصف.
وكتب مكتب المدعي العام على منصات التواصل الاجتماعي “نتيجة هجوم العدو، قتل ثلاثة أشخاص، انتشلت جثثهم من الأنقاض”.
وأحدث الهجوم فجوة في المبنى العائد إلى الحقبة السوفياتية، وفق ما أظهرت صور رسمية.
وأكدت النيابة العامة أنّها بدأت تحقيقا في جرائم حرب في الضربة التي نفذت بثلاث قنابل موجهة، حسب قولها.
وتقع سومي عند الحدود مع منطقة كورسك الروسية حيث شنّت القوات الأوكرانية قبل ستة أشهر هجوما مباغتا ردّت عليه موسكو بتصعيد قصفها للمنطقة الصناعية والزراعية.
وأودى قصف بمسيّرة على مدينة سومي أواخر الشهر الماضي بتسعة أشخاص على الأقل في مبنى سكني.
(أ ف ب)