إضافة إلى ردود الفعل الدولية والعربية التي راوحت بين الإدانة والغضب والاستنكار والاشمئزاز من الموقف المستجد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد إخلائها من سكانها، أثارت تصريحات ترامب ردود أفعال غاضبة حتى في داخل معسكره الجمهوري ضمن الكونغرس حتى، فصرّح السناتور الجمهوري راند بول، «أعتقدت أننا صوّتنا لأمريكا أولا. لا مصلحة لنا في التفكير في احتلال آخر قد يدمر ثرواتنا ويسفك دماء جنودنا» أما السناتورة ليزا موركوفسكي فقالت إنها لا تريد حتى تخيل هذه المسألة لأنها تعتقد أن الأمر «مخيف جدا».
انتبه أحد المشرعين الديمقراطيين في الكونغرس، كريس فان هولن، إلى عنصر مهم في طرح ترامب الاستيلاء على قطاع غزة فقال «هذا تطهير عرقي باسم آخر» في إحالة إلى إرث أبدعت فيه النازية الألمانية بتأليف قاموس عريض من الاصطلاحات التي ابتكرت طرقا لتزيين معاني القتل والاستئصال والإبادة بكلمات معقّمة، لكن ترامب، فوق ذلك، أعطاها قناعا جماليا ينتمي إلى عالم أصحاب العقارات والفنادق وملاعب الغولف من أمثاله.
انتبهت بعض التحليلات أيضا، كما فعلت صحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن تصريحات ترامب هي جزء من أسلوب للرئيس الأمريكي في إحراز «الصفقات» عبر إطلاق تهديدات خطيرة تعمل كمناورة وتكتيك تفاوضي لإجبار الأطراف الأخرى على قبول تنازلات، ويبدو أن الأمر هنا موجه إلى حركة «حماس» لدفعها للتنازل الكامل عن السلطة، وإلى المملكة العربية السعودية، وباقي الدول العربية، لدفعها الى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بشكل تتنازل فيه عن مطالبها بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية وتقبل بصفقة تحافظ على حق الفلسطينيين في البقاء في غزة، أو مقابل تجنب احتمالات أسوأ، على شاكلة احتلال أمريكي لغزة، وإنهاء حل الدولتين، وإطلاق يد إسرائيل وقطعان المستوطنين في السيطرة على الضفة الغربية، وتهجير سكانها أيضا.
ينطبق هذا الأسلوب في «التفاوض» أيضا، على تصريحات ترامب الخطيرة المهددة بالاستيلاء على غرينلاند، التابعة للدنمارك، واستعادة قناة بنما، ومطالبة الكنديين بالانضمام للولايات المتحدة، وتسمية خليج المكسيك بالخليج الأمريكي، وذلك ضمن سياق حرب «التعريفات التجارية» التي يريد فيها ترامب فرض شروطه الاقتصادية على أطراف يعتبرها أضعف من أمريكا ويمكن إخضاعها بالتهديدات القصوى.
يستلزم احتلال أمريكي لغزة وتهجير قرابة مليونين وأربعمئة ألف فلسطيني من سكانها، بداية، خرق القوانين الأممية والدولية، وحشد أسطول حربيّ، ونشر عشرات آلاف الجنود، ومتابعة ما قام به الجيش الإسرائيلي من إبادة، ومعارك، وانتهاكات، مما يعيد أمريكا، بشكل أو آخر، إلى حقبة احتلال العراق، ويتنافى ذلك كله، بالطبع، مع أحاديث ترامب عن قيام الدول العربية بإعادة الإعمار، وكل ذلك يشير إلى خطة جنونية غير قابلة للتطبيق.
في إشارات ملتبسة تدل على إدراك ترامب، وحتى نتنياهو، إلى استحالة تطبيق هذه التهديدات، أجرى ترامب تعديلات جديدة حيث قال على منصته الاجتماعية «سوشال تروث» أمس الخميس، إن إسرائيل ستسلم قطاع غزة للولايات المتحدة عند انتهاء القتال، في تراجع عن أقواله السابقة حول «استيلاء أمريكا على غزة» مشيرا إلى أنه «لن تكون هناك حاجة لجنود من الولايات المتحدة» في عودة واضحة عن المسار الذي ينقل عاقد الصفقات، إلى خائض الحروب. أعاد ترامب بذلك صورة مجرم الحرب المطلوب من محكمة الجنايات الدولية إلى شريكه نتنياهو، وفرّ إلى الصورة التي يفضلها لنفسه: «المطوّر العقاري» وملك الاستثمارات!
*من الآخر:-
مشروع ( ترامب ) .. مشروع خيالي
غير قابل للتطبيق على أرض ( غزة ) الأبية.
حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.
جعجعة ترامب المدوية بلا طحين !
لكنها أيقظت ضمائر العالم !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
اصحوا يا أنظمة عربية وكفاكم ذل وتبعية وهوان.
خذوا موقف وطني موحد لأول مرة في حياتكم فان لم تفعلوا فستعيشوا ملطشة في الكون انتم وشعوبكم إلى الأبد.
يوجد عندكم أوراق ضاغطة رابحة لا تملكها لا روسيا ولا صين، تجعل أكبر راس عنيد في العالم ينحني ويطلب القرب وليس العكس.
يجب مواجهة التور الهايج ومسكه من قرونه وطرحه الارض فهو لا يحترم الا القوي ويستقوي على الضعيف الذي بحاجة إلى حمايته.
فوقوا وكونوا اهلا لمسؤولية سيحاسبكم عليها الله فالأمر بلغ مرحلة من الخطورة الجميع فيها مهدد، وان ضحيتم بالفلسطينيين فعليكم جميعا السلام حيث الفلسطيني هو خط الدفاع الاول والأخير عنكم.
تكاثفوا واتحدوا وقولوا لا بصوت عالى قوي مدوي مسموع وستجدون شعوبكم حاضنة كبيرة قوية وراءكم.
هل من مجيب.
غزه ستكون مقبرة الطغاه رغم الجراح رغم الدمار والإلف الشهداء بقيت غزه شامخه بكل أبنائها الذين قارعوا أرهاب العدو بايديهم العاريه التي ابت كل هذا الظلم فهي علامة العز والكرامة المفقوده من لا يملكها سواء كان عرب او عجم فهي علامه علي العطاء الذي يروي حكاية شعب عظيم أبي الظلم فقاوم عدوه بايديه العاريه وحق نصر سوف يدرس بالمدارس حتي يعلم العالم كيف يمكن للمخرز ان يهزم من لا يملك الكرامه التي حرم منها كل الكثير من مجرم وطاغيه
هل يقبل الأمريكيون بوضع جنودهم في المسافة صفر أمام مغاوير القسام الذين غيروا الكثير من القواعد والمبادى والقوانين العسكرية العالمية الراسخة، كما قال الجنرال البريطاني ادوارد جونسون من كلية وست بوينت العسكرية، وقهروا جيش (اسرائيل) وجعلوه أضحوكة؟ وهل يرضون بجعل جنودهم فريسة سهلة لأنفاق القسام التي عجز بايدن، كما قال، عن فك أسرارها وألغازها ومتاهاتها، وفهم كنهها وطبيعتها وبداياتها ونهاياتها؟ وهل يسمحون بعودة الآلاف من جنودهم جثثا في أكياس سوداء من الريفيرا نتيجة جهل وتهور وحماقة وجنون وتخلف رئيسهم؟ مواجهة القسام مرة ومكلفة ومحفوفة بالمخاطر ومعروفة النتائج الوخيمة يا أمريكان، واسألوا ان شئتم المجرب (الاسرائيلي).
ترامب، من وجهة نظر أستاذ الطب النفسي في جامعة هارفارد البروفيسور جو ستيف المؤيد للحق الفلسطيني كما نقلت عنه بعض وسائل التواصل الاجتماعي، ليس سويا لأنه يصعب التكهن بسلوكاته(طلبه ترحيل اهل غزة من غزة مثالا)، وليس ذكيا لأنه أولا لا يحسب مسبقا وسلفا نتيجة أقواله وأفعاله وتصرفاته (نقله سفارة (اسرائيل) الى القدس مثالا) ولأنه ثانيا يكرر استخدام أساليب واجراءات وسياسات ثبت فشلها، ولكنه يتوقع نجاحها (تبنيه لصفقة القرن مثالا)، وليس متوازنا من الناحية الانفعالية لأنه يتحول من الرضا التام إلى النقمة العارمة والغضب الشديد في زمن قصير جدا (انقلابه على الكثيرين من المقربين اليه مثالا)، ونرجسي لأنه يعبد ذاته ويؤله نفسه(ادعاؤه بأن الفضل في وقف اطلاق النار الأخير في غزة يعود له فقط وحصرا مثالا)، ومنفصل تماما عن الواقع (مطالبته بضم كندا التي مساحتها أكبر من أمريكا الى أمريكا مثالا).
بصرف النظر عن ردود الأفعال الاقليمية و الدولية لتصريحات ترامب حول غزة، فإن الرجل يبدو مقتنعًا بهذه الفكرة تمامًا بل إنه قال ليس من السهل إطلاق تصريح كهذا و إنه تحدث حول هذا الموضوع مع “أشخاص” في الإدارة حوله لكنه لم يسمهم. كذلك لا يمكن مقارنة تصريحاته حول جرينلاند و كندا و قناة بنما بتصريحاته حول غزة، فالثلاثة الأولى تنتمي إلى دول مستقلة ذات سيادة، أما قطاع غزة فهو خاضع للاحتلال الاسرائييلي منذ عام ١٩٦٧، و قبل ذلك كان تحت الإدارة المصرية التي تخلت عنه لإسرائيل في اتفاقيات السلام بينهما، إذن من الناحية العملية ترامب يملك من الأدوات ما يمكنه من تنفيذ فكرته، فلديه الجيش الاسرائيلي الذي يستطيع إجبار السكان على النزوح كما أنه يستطيع الضغط اقتصاديًا على كل من مصر و الاردن. خلاصة ماسبق هو أنه يجب أخذ تصريحات ترامب على محمل الجد و إتخاذ إجراءات تمنع من تنفيذها حتى يثبت العكس.
هذآ يدل على مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية مع الكيان الاسرائيلي الصهيوني الإرهابي في الابادة الجماعية والتطهير العرقي بغزة ودكها دكا بالقنابل الثقيلة وتحدي للقانون الدولي والإنساني
أمريكا بحاجة للدول العربية أكثر من حاجة العرب لها