ريف دمشق: انتشال رفات 3 أشخاص عليها آثار تهشم في الجماجم

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري، أمس الإثنين، رفاتا تعود لثلاثة أشخاص مجهولي الهوية، تظهر عليها آثار تهشم في الجماجم ناجم عن إطلاق نار، وذلك في منطقة ريما قرب يبرود في ريف دمشق، حيث سلمتها إلى الطبابة الشرعية في العاصمة دمشق.
وقال عضو مجلس إدارة الخوذ البيضاء، عمار السلمو في تصريح لـ «القدس العربي» إن فرق البحث استجابت لبلاغ من مدنيين بوجود بقايا بشرية غير محمية ومعرضة للاندثار في منطقة ريما قرب يبرود في ريف دمشق الشمالي.
وتبين بعد معاينة المكان، حسب المتحدث «وجود بقايا وعظام بشرية غير محمية على حافة طريق ترابي في منطقة جبلية وعرة على أطراف منطقة ريما الجنوبية الشرقية، وعثر الفريق على كيس وأنبوب قسطرة بولية مع الرفات، ووفق المعطيات الأولية فإن الرفات منقولة حديثاً إلى الموقع الذي عُثر عليها فيه، والوفاة حصلت منذ سنوات وتعود الرفات لرجلين وامرأة وتظهر على الرفات آثار تهشم في الجماجم ناجم عن إطلاق نار». ووفقا للمصدر، فإن الفرق انتشلت الرفات وفق المعايير المعتمدة في عملية الانتشال والتوثيق، حيث نقلت الرفات وسلمت إلى الطبابة الشرعية في مدينة دمشق.
وأكد السلمو أن منظمة الخوذ البيضاء تستجيب لنداءات الأهالي بوجود رفات مكشوفة، وذلك ضمن ضوابط الالتزام بالمبادئ الإنسانية والجنائية، حيث تعمل على توثيق وجمع الرفات وتسليمها للطب الشرعي واستكمال كافة الإجراءات الخاصة بحفظها بما يساعد في إمكانية التعرف عليها لاحقا.
ولفت المسؤول لدى الدفاع المدني إلى وجود مخاطر كبيرة تتعرض لها المقابر الجماعية المنتشرة في سوريا نتيجة النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية التي تهدد بشكل مباشر كرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم، وتهدد الجهود المستقبلية لتحقيق المساءلة والعدالة.
وحسب بيان لمنظمة الخوذ البيضاء، فقد انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري، منتصف شهر فبراير/ شباط الفائت رفات أكثر من 20 جثة، مجهولة الهوية وغير مدفونة مكشوفة ومعرضة للاندثار من قبو بناء سكني في بلدة سبينة في ريف دمشق. كما ️انتشلت رفاتا مكشوفة تعود لشخصين مجهولي الهوية من داخل قطعة عسكرية لنظام الأسد (اللواء 34 دبابات التابع للفرقة التاسعة) في قرية المسمية ريف درعا الشمالي الشرقي، إضافة إلى انتشال الفرق رفات 7 أشخاص معرضة للاندثار، من داخل بئر تجمعي، في قرية الباني في ريف حماة الغربي، بعد بلاغ من قبل أحد الأهالي في قرية.
ونهاية يناير/ كانون الثاني الفائت، انتشلت الفرق رفات 24 شخصاً مكشوفة من موقعين في بلدة سبينة في ريف دمشق، وتمت عملية الانتشال خلال يومي 28 و 29 كانون الثاني 2025، بعد وصول بلاغ للفرق من سكان البلدة وناشطين.
كما ️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفاتاً مجهولة الهوية غير مدفونة فوق سطح الأرض ومكشوفة من حي التضامن في مدينة دمشق، وتعود الرفات لشخصين على الأقل، وتمت عملية الانتشال في7 كانون الثاني 2025، بعد وصول بلاغ للفرق من سكان في الحي.
وأضاف البيان:أن النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية تؤدي إلى تدمير الأدلة الجنائية في المقابر، ما يُفقد فرصة مهمة لاكتشاف التفاصيل التي قد تُساعد في تحديد هوية الضحايا والمتورطين في الجرائم المتعلقة باختفائهم، كما أنها تؤدي لتدمير الأدلة ولمسرح الجريمة ومعرفة المتورطين بهذه الجرائم مما يعرقل الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان تحقيق العدالة. كما أن حماية المقابر يجب أن تكون أولوية للحفاظ على كرامة الضحايا ومعرفة هوية ومصير المعتقلين والمفقودين وضمان تحقيق العدالة لعائلاتهم.
معتبرا أنه من الضروري أن تتكاتف جهود جميع الأطراف بدءاً بالمؤسسات والجهات العاملة في هذا المجال والمجتمعات المحلية والسلطات للتعامل مع هذا الملف على نحوٍ عاجل وبقدر عالٍ من المهنية، لمعرفة مصير عشرات آلاف المفقودين وتقديم الأجوبة الشافية لعائلاتهم ومحبيهم، مؤكدا أن التدخلات غير المهنية التي تتعرض لها المقابر الجماعية من قبل غير مختصين يجب أن تتوقف وتمثل انتهاكاً لكرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم، وتؤدي إلى إلحاق ضرر بالغ بمسرح الجريمة والأدلة الجنائية التي يمكن أن تساعد في كشف مصير المفقودين والمتورطين في جرائم اختفائهم ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم.
وأشار إلى أن فرق الدفاع المدني لا تقوم بفتح أي مقابر جماعية ولا تستخرج أي رفات مدفونة فيها، وإنما تعمل في إطار الاستجابة للتعامل مع الجثامين والقبور المفتوحة أو الرفات المكشوفة خارج المقابر الجماعية، إذ أن التعامل مع المقابر الجماعية يحتاج إلى ولاية قضائية وجنائية وإلى فرق مختصة وتفويض قانوني، بالإضافة إلى وجود تقنيين مختصين ومختبرات متخصصة لضمان التعامل مع الرفات بشكل علمي ودقيق.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية