بيروت- ” القدس العربي”:
وأخيراً بعد مخاض عسير وطويل دام 9 أشهر وبعد أخذ ورد واقتراحات عديدة بتوسيع الحكومة الى 32 أو تصغيرها الى 24 ، ولدت حكومة الرئيس سعد الحريري الثانية في عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي يعتبرها حكومة عهده الاولى التي سيكون امامها جملة من التحديات والاستحقاقات، ولكن لم تختلف الاسماء ولا توزيع الحقائب الاساسية بشكل كبير عن الحكومة السابقة ولا تبدّلت التوازنات بطريقة ملحوظة بإستثناء تعزيز حصة الثنائي الشيعي الذي كان له ما أراد حيث ارتفعت حصة حزب الله من وزيرين في الصناعة والشباب والرياضة الى ثلاثة مع حقيبة رئيسية هي الصحة رغم التحفظ الاميركي على تسلّم الحزب هذه الحقيبة التي اصرّ عليها حزب الله لتعويض النقص في التمويل الايراني وفي تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية، فيما بقيت حقيبة المال السيادية من حصة ” حركة أمل ” كما أرادت مع حقيبتي الزراعة والثقافة .
وتوزّعت الحكومة التي يتوقّع أن تستمر لغاية نهاية العهد على ثلاث عشرات على طريقة لا غالب ولا مغلوب ، ولم يستطع التيار الوطني الحر نيل الثلث المعطّل معطوفاً على حصة رئيس الجمهورية فنال 10 وزراء مع حقيبتين سياديتين هما الخارجية والدفاع وحقائب خدماتية كالطاقة والاقتصاد واستطاع رئيس التيار جبران باسيل استعادة حقيبة البيئة المخصّص لها أموالاً من مؤتمر ” سيدر” بملايين الدولارات من الرئيس نبيه بري الذي أخذ مكانها الثقافة من القوات اللبنانية.وبقي موقع وزير اللقاء التشاوري الممثّل لسنّة 8 آذار ملتبساً ، فهو من حصة رئيس الجمهورية وينسّق معه في القضايا الاستراتيجية لكنه في القضايا الداخلية يمثّل حصراً اللقاء التشاوري وهذا ما منع تسمية جواد عدرا اخيراً في التشكيلة التي كانت ستبصر النور قبل عيد الميلاد، وهو بالتالي نسخة منقّحة عن الوزير السابق عدنان السيّد حسين الذي كان من حصة الرئيس السابق ميشال سليمان لكنه إستقال من الحكومة التزاماً بقرار حزب الله.
وإحتفظ الرئيس الحريري بموقع متقدم في الحكومة بنيله 6 وزراء وحقيبة سيادية هي الداخلية وحقيبة خدماتية هي الاتصالات وتوافق مع الرئيس نجيب ميقاتي على تمثيله بالوزير عادل أفيوني، لكنه خسر معركة عدم تمثيل اللقاء التشاوري أو المعاضة السنية وإن كانت التسمية أتت من خارج النواب الستة.كذلك نجح الحريري في إستبعاد خيار حكومة ال 32 وتمثيل العلويين تفادياً لتكريس عرف تمثيل الطائفة العلوية والذي لم يتم حتى في ظل الوصاية السورية.
اما القوات اللبنانية وإن رفعت حصتها من 3 الى 4 وزراء بعد نجاحها في الانتخابات النيابية ب 15 نائباً إلا أنها لم تتمكن من نيل حقيبة سيادية كالدفاع أو الخارجية ولا حقيبة اساسية كالعدل بعدما أصرّ عليها الرئيس عون،ونالت القوات منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وحقائب العمل والشؤون الاجتماعية وقبلت بتبديل وزارة الثقافة بوزارة التنمية الادارية وليس بوزارة الاعلام التي شهدت خلال تسلم الوزير ملحم رياشي لها تجاذباً مع رئيس الجمهورية حول تعيين رئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان ومدير الوكالة الوطنية للاعلام.وتشكّل القوات مع الرئيس الحريري 10 وزراء علماً أن حليفهما الحزب التقدمي الاشتراكي إحتفظ بوزيرين في التربية والصناعة بعدما كان الزعيم الدرزي الاقوى وليد جنبلاط يطالب بالحصة الدرزية الكاملة أي ثلاثة وزراء لكنه نجح في إستبعاد توزير الامير طلال ارسلان الذي إختار رئيس الجمهورية إسماً من لائحة قدّمها هو صالح الغريب.
وعلى الرغم من محاولة التيار الوطني الحر الحصول على حقيبة الاشغال من ” تيار المردة “، إلا أن ” المردة ” تمكّن من الاحتفاظ بهذه الحقيبة الخدماتية، فيما حزب الطاشناق الذي كان يشغل حقيبة السياحة فهو تمسّك فيها ولم يقبل مبادلتها مع الرئيس بري مقابل البيئة.
اما القوى السياسية التي بقيت خارج الحكومة فهي حزب الكتائب بعدما فشل في الانتخابات النيابية في تأمين أكثر من 3 نواب ، كذلك لم يتمثّل الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي فاز فقط بنائبين.
وكان الرئيس الحريري وقبل توجهه الى قصر بعبدا لاعلان الحكومة اتصل برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طالباً منه امكانية المساعدة في موضوع الحكومة عبر وزارة الثقافة، عارضاً استبدالها بوزارة التنمية الادارية او الاعلام فإختار جعجع التنمية الادارية.وخلال اجتماعه بالرئيس عون وصل الرئيس بري الذي سلّم الاسماء الى الرئيس المكلف وليس بينها إسم نسائي خلافاً للمرات السابقة، وجاءت المفاجأة من قبل الرئيس الحريري بتعيين السيدة ريّا الحسن وزيرة للداخلية والبلديات، وهذه المرة الاولى ي تاريخ لبنان التي تتسلّم فيها سيدة وزيرة سيادية من هذا الطراز، لتضمّ الحكومة الجديدة أربع نساء هنّ الى الحسن مي شدياق وزير دولة للتنمية الادارية ، فيوليت خير الله الصفدي وزيرة دولة لشؤون المرأة، ندى البستاني وزيرة للطاقة.
وقد جاءت التشكيلة على الشكل الآتي بحسب مرسوم تشكيلها : سعد الدين الحريري رئيساً لمجلس الوزراء( مستقبل)،
– غسان حاصباني نائباً لرئيس مجلس الوزراء( قوات)،
– أكرم شهيب وزيراً للتربية والتعليم العالي ( اشتراكي )،
– علي حسن خليل وزيراً للمالية ( حركة أمل)،
– محمد فنيش وزيراً للشباب والرياضة ( حزب الله)،
– جبران باسيل وزيراً للخارجية والمغتربين( تيار وطني حر)،
– وائل بو فاعور وزيراً للصناعة ( اشتراكي)،
– ريا حفار الحسن وزيراً للداخلية والبلديات ( مستقبل)،
– سليم جريصاتي وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية ( حصة رئيس الجمهورية)،
– الياس بو صعب وزيراً للدفاع الوطني ( تيار وطني حر)،
– جمال الجراح وزيراً للاعلام ( مستقبل)،
– يوسف فنيانوس وزيراً للأشغال العامة والنقل ( مردة)،
– اواديس كيدانيان وزيراً للسياحة ( طاشناق)،
– ألبير سرحان وزيراً للعدل ( تيار وطني حر)،
– محمود قماطي وزير دولة لشؤون مجلس النواب ( حزب الله)
– منصور بطيش وزيراً للاقتصاد والتجارة ( تيار وطني حر)،
– جميل صبحي جبق وزيراً للصحة ( حزب الله)،
– كميل ابو سليمان وزيراً للعمل ( قوات)،
– ريشار قيومجيان وزيرا للشؤون الاجتماعية ( قوات)،
– مي شدياق وزير دولة لشؤون التنمية الادارية ( قوات)،
– حسن اللقيس وزيراص للزراعة ( حركة أمل)،
– محمد شقير وزيراً للاتصالات ( مستقبل)،
– عادل أفيوني وزير دولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات ( ميقاتي)،
– فادي جريصاتي وزيراً للبيئة ” تيار وطني حر)،
– غسان عطالله وزيراً للمهجرين ( تيار وطني حر)،
– حسن مراد وزير دولة للشؤون التجارة الخارجية ( لقاء تشاوري من حصة رئيس الجمهورية)،
– صالح الغريب وزير دولة لشؤون النازحين ( أرسلان من حصة الرئيس)،
– محمد داوود داوود وزيراً للثقافة ( حركة أمل)،
– فيوليت خيرالله وزيرة دولة لشؤون تأهيل الاجتماعي والاقتصادي للشباب والمرأة ( الصفدي مستقبل)
– ندى بستاني وزيرة للطاقة والمياه ( تيار وطني حر).
وبعد إعلان مراسيم الحكومة ، إعتذر رئيس الحكومة سعد الحريري من اللبنانيين عن التأخير في تشكيل الحكومة. وأكد ” أنّنا أمام تحديات اقتصادية ومالية، غير التحديات الّتي نعرفها في المنطقة وعلى الحدود، وهذا يعني أنّ التضامن الوزاري شرط واجب لنكون بمستوى التحدي “، لافتًا إلى “أنّني أعلم أنّ وجودنا في الحكومة مهمّة ليست بسهلة، ولا خيار أمامنا إلّا تحمّل المسؤوليات، وأعتمد على جميع الوزراء في بناء الدولة”.
وأعلن أنّ “الجلسة الأولى للحكومة الجديدة ستكون عند الساعة الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر يوم السبت، لإعداد البيان الوزاري”.
لكن الحريري لم يقل في كلمته كيف سيواجِه لبنان القرار الأميركي بالتحفظ عن تسليم حقيبة الصحة لحزب الله؟ كما لم يقل كيف سيتعايش مع وجود وزير سني من خارج سربِه ؟.
أما البيان الوزاري فسيشهد تجاذباً حول العلاقة مع سوريا وكيفية التعاطي مع الثلاثية التي تثير جدلاً عند كل حكومة وهي ثلاثية ” الجيش والشعب والمقاومة ” مع العلم أن البعض يتجه لاعتماد البيان الوزاري السابق.
*كان الله في عون لبنان(الوطن).
معظم ساسة لبنان ملتزمين بعلاقات
(خارجية) وهذا هو السبب الرئيسي
لتأخر تشكيل (الحكومة)..!؟
سلام
ثلاثون وزيرا ؟ هل سيُديرون سياسة العالم؟
ميزانية رواتب وزراء لبنان سوف تكون أكثر مما سيخصص لبقية الشعب. وبومبيو وحده يتحكم في المنطقة كلها ويؤشر عليكم يا أُمّة. . . . . . .
لا يلزم اكثر من وزيرين او ثلاثة للبنان…وزير تموين ووزير صحة فقط. وممكن وزير تربية وتعليم…..اذا اكل الشعب ولقى رغيف وراح العيادة ولقي عناية. بكون عنده نفس يروح المدرسة…..وبعدييييين يصير عنده دوله