زعيمة بريطانية مسلمة تستقيل من حزب المحافظين متهمة إياه بالنفاق فيرد عليها بفتح تحقيق

إبراهيم درويش
حجم الخط
2

لندن- “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا أعدته جيسكا إيلغوت، قالت فيه إن البارونة سيدة وارسي، الزعيمة المشاركة لحزب المحافظين سابقا، قدمت استقالتها للحزب. وقالت في بيان نشرته على منصة إكس، إنها لم تعد تتبع قيادة وتعليمات الحزب الذي انضمت إليه، ولم تعد قادرة على التعرف عليه، بسبب ميوله نحو اليمين المتطرف ونزعته المنافقة تجاه “المجتمعات المختلفة”.

وقالت: “بقلب مثقل، أخبرت مسؤولي الحزب بأنني لن أتبع التعليمات منذ الآن”. وطالما انتقدت وارسي، المحامية البريطانية وعضو مجلس اللورادت، التي هاجر والداها من باكستان، حزبَ المحافظين بسبب خطابه المعادي لطالبي اللجوء السياسي. وقالت إنها محافظة في التوجه السياسي، و”سأظل محافظة. ولكن للأسف، فالحزب حاليا بات منفصما عن الحزب الذي انضممت إليه وخدمت في حكومته”.

وتابعت: “جاء قراري كانعكاس عن المدى الذي تحرك فيه الحزب نحو اليمين المتطرف والنفاق وازدواجية المعايير في معاملته المجتمعات المختلفة”.

وبعد استقالتها، قال المحافظون إنهم أعلنوا عن تحقيق مع البارونة نظرا لتغريدات حول قضية أمام المحكمة، حيث حملت محتجة مؤيدة لفلسطين علامة جوز الهند مع صور لرئيس الوزراء السابق ريشي سوناك ووزيرة الداخلية السابقة سويلا بريفرمان. وتمت تبرئة المحتجة  ماريحا حسين من تهمة العنصرية وتعريض المصلحة العامة للخطر في 13 أيلول/ سبتمبر. وقال محامي الادعاء إن اللافتة التي حملتها حسين في تظاهرة، قد تكون إساءة عنصرية وتعني “وجه بني وقلب أبيض”.

وبعد تبرئتها، نشرت وارسي صورة لها وهي تشرب شراب جوز الهند في قشرته، وتمنت لها “الكثير من التبريكات”. وقال متحدث باسم حزب المحافظين: “لقد وردت شكاوى بشأن اللغة المثيرة للانقسام التي يزعم أن البارونة وارسي استخدمتها. وأبلغت البارونة وارسي بأن التحقيق على وشك البدء في وقت سابق من هذا الأسبوع” و”نحن مسؤولون عن ضمان التحقيق في جميع الشكاوى دون تحيز”.

ونشرت وارسي بعد أخبار التحقيق الحزبي، منشورا على منصة إكس قالت فيه: “حكمت محكمة القانون بأن ماريحا حسين ليست مذنبة. أيا كان رأي ريشي سوناك وسويلا بريفرمان في هذا القرار، وهذه هي سيادة القانون وهما ليسا فوق القانون”، مضيفة: “طُلب مني حذف دعمي لماريحا، فرفضت ذلك. وكان من المقرر حل القضية على انفراد خلف أبواب مغلقة، ولم يخبرني أحد من هو المشتكي، وهذا مهم بالنظر إلى تفاصيل ممارسة سوء النية التي سمعت عنها المحكمة أثناء المحاكمة. كما قيل لي إنه لا يمكنني مناقشة الأمر مع الآخرين. كانت في الحقيقة مجرد محاكمة سرية وإعادة لـ#coconuttrial ، لم أكن مستعدة لقبول هذا”.

وأضافت: “شعرت في ظل هذه الظروف، بضرورة الاستقالة من الحزب والتطلع للأمام والتعامل مع هذه الأمور بانفتاح وشفافية في الأيام والأسابيع المقبلة”.

وانتقدت وارسي حزبَ المحافظين علنا عندما تحدث روبرت جينرك، أحد المرشحين لزعامته الشهر الماضي في خطاب، أنه يجب التحكم باللاجئين لأن طالبي اللجوء يحملون معهم “أسلوب حياة وقيما مختلفة”عن حياة الشعب البريطاني.

ووجدت وارسي نفسها في تناقض مع أعضاء الحزب، حيث انتقدت الحرب الإسرائيلية على غزة، وشجبت تخلي الحزب عن شعار “أمة واحدة” محافظة.

وجاءت استقالتها في وقت تحضّر فيه لنشر كتابها الجديد “المسلمون لا يهمون” حيث قالت فيه إن الإسلاموفوبيا أصبحت جزءا من التيار الرئيسي، وزادت سوءا في السنوات الأخيرة.

وشهدت بريطانيا في شهر تموز/ يوليو، أعمال شغب انتشرت بسبب معلومات مضللة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي زعمت أن مهاجرا مسلما غير شرعي هو مَن قتل ثلاث فتيات في قاعة رقص.

وتبين لاحقا أن القاتل هو أكسيل روداكوبانا، مهاجر مسيحي من رواندا. وتم استهداف المساجد ومراكز إيواء المهاجرين في ليدز وليفربول وساندرلاند وميدلزبرة وهيستنغز، واعتُقل على إثر ذلك أكثر من 400 شخص.

وكانت أعمال الشغب أول تحد لحكومة العمال الجديدة بزعامة كير ستارمر. وكشف موقع “ميدل إيست آي” أن الحزب يدعم إنشاء قيادة إسلامية بديلة عن المجلس الإسلامي البريطاني، لكي تكون نقطة اتصال مع الحكومة العمالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مجتهد:

    too little, too late!

  2. يقول Palestine is a 🔥🔥🔥 never be divided with any colonizer:

    Well done 👍👍👍👍 well done
    For this drastic reaction

اشترك في قائمتنا البريدية