صنعاء/ عدن – «القدس العربي»: قال زعيم “أنصار الله” في اليمن، عبدالملك الحوثي، أمس الخميس، إن “إجمالي عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالعدو الإسرائيلي وبالأمريكي والبريطاني بلغ 202″، معتبرًا ذلك “إنجازًا مهمًا بكل ما تعنيه الكلمة”، مؤكدًا استمرارهم في اصطياد تلك السفن والقصف في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى إيقاف العدوان على غزة ولبنان.
في الأثناء، خرجت في مدينة زنجبار في محافظة أبين جنوبي البلاد، الخميس، مسيرة شعبية تضامنًا مع فلسطين وإسنادًا لغزة والمقاومة.
وقال عبد الملك الحوثي، في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة: “عمليات جبهة اليمن في البحار لاصطياد السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني مستمرة، مع ندرة حركتها في البحر الأحمر”.
وأضاف: “لدينا أزمة في الحصول على شيء من تلك السفن لاصطيادها لكن هناك عمل مستمر وبحث مستمر وملاحقة لها إلى البحار الأخرى”، مشيرًا إلى أن “من العمليات البحرية النوعية هذا الأسبوع استهداف 4 سفن شرق سقطرى أقصى البحر العربي من جهة الشرق”.
وأكدّ: “نعمل على تقوية مسار الاستهداف للسفن المرتبطة بالعدو وملاحقة المسارات الجديدة التي تهرب إليها سفنه في المحيط الهندي وشرق البحر العربي”، لافتًا إلى أن “العدو الإسرائيلي وشركاءه يحاولون أن يتهرَّبوا من جهة المحيط الهندي لاتساعه الكبير”.
وقال إن “عمليات استهداف السفن الأربع هذا الأسبوع مهمة جدًا، ونعمل على توفير الزخم اللازم لملاحقتهم إلى أقصى الشرق في البحر العربي وإلى المحيط الهندي”.
وأشار إلى أنَّ “الأمريكي في غاية الانزعاج من عملياتنا البحرية، لأنه فشل في تأمين الملاحة البحرية للعدو الإسرائيلي في البحر الأحمر”، لافتًا إلى أن “الأمريكي ينفِّذ كل أسبوع عددًا من الغارات، ويواصل ضغوطه السياسية والاقتصادية على بلدنا”.
وقال زعيم الجماعة التي تسيطر على معظم شمال ووسط البلاد، إن “الأمريكي يحاول باستمرار أن يورِّط الآخرين، ولا سيما التحالف السعودي الإماراتي في التصعيد من جديد في خدمة واضحة للعدو الإسرائيل”، مضيفًا: “إذا كان الأمريكي بإمكاناته وعدوانه لم يتمكن من منع عملياتنا المساندة لفلسطين، فلن تتمكن البلدان والقوى الأخرى من تحقيق ذلك”، مؤكدًا على أنه ” لن يتمكن أحد من إيقاف عملياتنا حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان”، مشيرًا إلى أنهم نفذوا “هذا الأسبوع عمليات بـ 13 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيَّرة” في عمق فلسطين المحتلة.
إلى ذلك، جددت المقاتلات الأمريكية والبريطانية ليل الأربعاء/ الخميس غاراتها على محافظة الحديدة غربي البلاد.
وقالت قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الحوثيين “إن تحالف العدوان الأمريكي البريطاني شن غارة استهدفت جوار جامعة الحديدة بمديرية الحوك بالمحافظة”.
ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني يشنّ تحالف واشنطن ولندن ضربات صاروخية وغارات جوية على أهداف في اليمن يقول إنها للحوثيين، في سياق حملة تستهدف إعاقة هجمات الحوثيين البحرية.
ويستهدف الحوثيون، منذ 19 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، السفن المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إليها، وذلك “تضامنًا مع غزة”، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. ومن ثم أضاف الحوثيون لقائمة أهدافهم البحرية السفن الأمريكية والبريطانية، وذلك عقب شن تحالف البلدين هجمات على مواقع في العمق اليمني يقول إنها للحوثيين.
في هذا السياق، أكدَّ عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” (الحوثيون)، علي القحوم، في “تدوينة”، الخميس، ثبات موقفهم في مساندة غزة وفلسطين ولبنان. وقال: “اليمن القائد والدولة والشعب والإجماع الوطني اتخذت قرار مساندة غزة ولبنان بإرادتها، وهي صاحبة القرار، وذلك إيمانًا بعدالة القضية وصوابية الموقف، ففلسطين والقدس قضية الأمة الأولى والمركزية، وهي عربية وإسلامية، ومن الواجب الديني والإسلامي والعروبي والقومي والإنساني مساندتها حتى الانتصار وزوال إسرائيل”.
وحذر من أي محاولة لاستهداف اليمن، قائلاً: “مؤامرات أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وصهاينة العرب وعملائهم على اليمن الكبير فاشلة، ولن يكون لها قرار، واليد التي ستمتد عليه ستقطع، وعملياته المساندة لغزة ولبنان مستمرة حتى يتوقف العدوان والحصار، وبها ينتهي كل شيء، وأي تحركات عبثية لتوسيع الصراع ستكون نتائجها كارثية والمفاجأة كبيرة والقادم أعظم”.
في موازاة ذلك، خرجت في مدينة زنجبار، المركز الإداري لمحافظة أبين جنوبي اليمن، والواقعة في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، الخميس، مسيرة شعبية تضامنًا مع صمود الشعب الفلسطيني واستبسال مقاومته، وتنديدًا بالمجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الصهيوني ضد المدنيين.
وشارك في المسيرة، تحت شعار “مسيرة الوفاء من أبين إلى غزة”، ممثلون عن السلطة المحلية، والمكونات والفعاليات الشعبية، ومنظمات المجتمع المدني، ومفوضية شباب الكشافة.
في سياق مواز، جدد وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية في الحكومة اليمنية المعترف بها، منصور بجاش، وقوف اليمن إلى جانب الشعب الفلسطيني في حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية أن بجاش دعا خلال مشاركته، في الاجتماع الأول رفيع المستوى للتحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، إلى البدء بعملية جادة لإحلال السلام الشامل، والعمل من أجل تحقيق حل الدولتين.